هل سبق وأن أخبرك أحدهم أنّك شديد الحساسية؟ أو ربما شعرت أنت نفسك بأنّك حسّاس أكثر من غيرك عندما وجدت نفسك بأنّك الوحيد الذي تأثّر كثيرًا بتلك النهاية الحزينة في قاعة السينما!
مثل هذه المواقف لا تعني أنّك تعاني من مشكلة ما، كلّ ما في الأمر أنّك ربما تمتلك شخصية حساسة وحسب، فما هو المقصود بالشخصية الحساسة في علم النفس؟ وما هي سماتها؟
لنتعرّف على الإجابة من خلال هذا المقال!
اقرأ المزيد من المقالات المميزة في مجال تطوير الذات والتنمية البشرية على فرصة.كوم تصفح جميع المقالات الآن
ما هي الشخصية الحساسة في علم النفس؟
الشخصية الحساسة، أو الشخص عالي الحساسية الذي يُطلق عليه “Highly Sensitive Person” أو HSP اختصارًا، هو مصطلح يُطلق على الأشخاص الذين يُعتقد أنّ جهازهم العصبي المركزي ذو حساسية أعلى وأعمق للمحفّزات الجسدية أو العاطفية.
وفي الوقت الذي غالبًا ما يُوصف فيه هؤلاء الأشخاص في سياقات سلبية بأنهم يعانون من “الحساسية المفرطة”، غير أنّ امتلاك شخصية حساسة له محاسنه ونقاط قوّته وكذلك تحدّياته ومواطن ضعفه تمامًا كما هو الحال مع أيّ شخصيّة أخرى.
اقرأ أيضًا: الإيجابية السامة: لماذا قد يصبح التفاؤل أمرا سيئا؟
علامات تشير إلى أنك ذو شخصية حساسة أو HSP
يختبر الشخصُ عالي الحساسية العالم من حوله بطريقة مختلفة عن الآخرين. إذ أنّه، ونظرًا لوجود بعض الفروقات البيولوجية التي يولد بها هؤلاء الأشخاص، فهم أكثر وعيًا بالتفاصيل الدقيقة ويعالجون المعلومات بعمق. ممّا يعني أنّهم أكثر ميلاً لأن يكونوا مبدعين وذوي بصيرة وتعاطف، لكنهم في الوقت ذاته أكثر عرضة للتوتر والارتباك من غيرهم.
على الرغم من أنّ امتلاك شخصية عالية الحساسية أمرٌ طبيعي للغاية، فإنّ الأشخاص الحساسين غالبًا ما يُساء فهمهم، وذلك لأن ما نسبته 15- 20% فقط من البشر هم كذلك.
فهل أنت من هؤلاء الأشخاص يا ترى؟
إليك فيما يلي 20 علامة، إن وجدت أنّ بعضها أو معظمها ينطبقُ عليك فأنت على الأغلب شخص عالي الحساسية:
1- تكره العنف والقسوة بجميع أشكالها
ممّا لا شكّ فيه أنّ الغالبية العظمى منّا يكره العنف والقسوة. لكن بالنسبة للشخصية الحساسة فإنّ رؤية العنف أو مجرّد السماع عنه قد يكون مؤذيًا للغاية.
إن كنت لا تستطيع مشاهدة أفلام الرعب، أو الأفلام الدموية أو العنيفة دون الشعور بالضيق نفسيًا وجسديًا، فمن المرجّح أنّك شخص عالي الحساسية.
وبالمثل، إن كنت لا تستطيع استساغة أيّ أخبار مؤلمة عن الممارسات الوحشية ضدّ الحيوانات أو البشر فأنت على الأغلب ذو شخصية حساسة.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن تحفيز الذات
2- غالبا ما تشعر بالإرهاق لأنك تمتص مشاعر الآخرين
على الرغم من أنّ الأشخاص ذوي الحساسية العالية (HSP) ليسوا متقمّصين وجدانيين (Empaths)، لكنهم مع ذلك يميلون أحيانًا لامتصاص مشاعر الآخرين، تماماً كما يفعل المتقمّص.
لذا، ليس من الغريب أن يدخل شخص حسّاس إلى غرفة ما، ويشعر على الفور بالجو العام السائد وبأحاسيس الآخرين ومشاعرهم. السبب في ذلك يعود إلى أنّ أصحاب الشخصية الحسّاسة يدركون التفاصيل الدقيقة للغاية (بما في ذلك تعابير الوجه ولغة الجسد ونبرة الصوت) والتي يتغاضى عنها الآخرون.
وحين تجتمع هذه السمة مع قدرة الشخص عالي الحساسية على التعاطف، يصبح من المنطقي للغاية أنّ أصحاب الشخصية الحساسة قادرون على الإحساس بمشاعر ليست مشاعرهم، الأمر الذي يجعلهم يعانون من الإرهاق العاطفي باستمرار.
اقرأ أيضًا: 10 طرق سهلة لإبقاء عقلك نشيطا
3- ضغط الوقت يزعجك كثيرا
في المدرسة، ربّما كانت الاختبارات السريعة أو المهامّ المؤقتة تشعرك بالقلق والتوتر الشديدين، إلى درجة تحول بين وبين تقديم أداء جيّد. أمّا في سوق العمل، فربما تجد نفسك مضغوطًا للغاية حينما يكون لديك الكثير من المهام في قائمتك ووقت قليل للغاية للقيام بها.
إن كانت هذه المواقف تجعلك تشعر بقلق شديد لا يُحتمل، فأنت على الأغلب شخص عالي الحساسية. ذلك لأن أصحاب هذه الشخصية حسّاسون للغاية للعوامل المحفّزة للمشاعر وردود الفعل، وضغط الوقت ليس استثناءً.
اقرأ أيضًا: 10 خطابات تحفيزية تدفعك قدما إلى الأمام
4- الانسحاب المتكرر من الحياة حولك
سواءً كنت منفتحًا أو انطوائيًا، فأنت تجد نفسك دومًا بحاجة إلى وقت للراحة والاسترخاء بمفردك. غالبًا ما تجد نفسك وقد انسحبت إلى غرفة هادئة معتمة مع نهاية النهار لتخفّف من مستويات التحفيز لذلك، وتهدّئ حواسك وتعيد شحن طاقتك.
5- سريع الاهتياج ويسهل مفاجأتك
حينما يتسلّل أحدهم من خلفك، ويفاجئك فأنت تقفز من مكانك كقطّ خائف!
هل يحدث ذلك معك كثيرًا؟
إذن أنت شخص عالي الحساسية على الأرجح حيث أنّ الشخصيّات الحساسة غالبًا ما تمتلك ردّ فعل أعلى للمفاجأة. وذلك لأنه، وحتى في المواقف التي تهدّد بالخطر، يبقى الجهاز العصبي للشخص الحسّاس متيقّظًا ومتأهبًا.
اقرأ أيضًا: كيف يحافظ الناجحون على هدوئهم عند ارتكاب الأخطاء الجسيمة؟
6- تفكر بعمق
أن تكون شخصًا حسّاسًا، يعني أنّك تعالج المعلومات عادة بعمق، وهذا بدوره يعني أنّك تفكّر كثيرًا في تجاربك السابقة، أكثر ممّا يفعله الأشخاص العاديون.
وفي الوقت الذي يكون فيه ذلك أمرًا إيجابيًا، إلاّ أنّه يعني أيضًا أنّك أكثر عرضة للإفراط في التفكير السلبي، الأمر الذي يجعلك في كثير من الأحيان تغرق في دوّامة من الأفكار المحبطة التي لا تنتهي.
اقرأ أيضًا: كيف أحقق الاتزان العاطفي
7- باحث على الدوام
غالبًا ما يبحث أصحاب الشخصية الحسّاسة عن إجابات للأسئلة الكونية الكبيرة. إنّهم يتساءلون دومًا عن الأسباب التي تجعل الأمور من حولهم على ما هي عليه، وعن دورهم وغايتهم في هذه الحياة.
إن كنت تسأل نفسك دومًا لماذا لا ينجذب الأشخاص من حولك إلى ألغاز الطبيعة البشرية والكونية كما تفعل أنت، فقد تكون على الأرجح شخصًا عالي الحساسية.
اقرأ أيضًا: الكايزن| تعرف على مهارات التطوير المستمر وكيفية اكتسابها
8- الأصوات العالية المفاجئة تخيفك
على سبيل المثال، صوت محرّك دراجة نارية ينطلق فجأة قد يرعبك ويجعل قلبك ينبض بجنون!
9- ثيابك مهمة للغاية بالنسبة إليك
لطالما كنت حسّاسًا تجاه ما ترتديه. القماش الخشن أو الملابس المُقيّدة كالبنطلونات ذات الخصر الضيق أو الجوارب الطويلة، تزعجك حقًا.
بالطبع قد يكره الأشخاص العاديون هذه الأشياء هم أيضًا، لكنّ الشخصية الحساسية لا تستطيع تحمّلها إطلاقًا. ولهذا السبب فإنّ أصحاب الحساسية العالية يختارون خزانة ملابسهم بعناية لتجنّب كلّ ما يضايقهم من الألبسة، والتسوّق معهم سيكون مرهقًا حتمًا!
اقرأ أيضًا: أسرار لغة الجسد وتعابير الوجه؟
10- قدرتك على تحمل الألم ضعيفة
وهو أمر طبيعي بلا شكّ، فالشخصيةُ الحساسّة تمتلك جهازًا عصبيًا أكثر حساسية، ممّا يجعل شعورها بالألم بكافة أنواعه أكبر.
إن كنت لا تتحمّل أوجاع الرأس أو الجسد أو الجروح على الرغم من بساطتها، فأنت على الأرجح شخص ذو حساسية عالية.
11- عالمك الداخلي حي وحاضر
مرّة أخرى، ونتيجة لقدرتهم على تحليل العالم من حولهم بعمق، فالأشخاص أصحاب الحساسية العالية يمتلكون عالمهم الخاصّ الثري والغني بالكثير من الأفكار.
خلال مرحلة الطفولة، ربما كان لديك العديد من الأصدقاء الخياليين، ولعلّك كنت تستمتع كثيرًا بقصص الفنتازيا، وتقضي جزءًا كبيرًا من نهارك في أحلام اليقظة.
أمّا في مرحلة الشباب، فأنت تمتلك على الأرجح أحلامًا واقعية نشطة وقويّة.
اقرأ أيضًا: 17 طريقة مميزة لتطوير المهارات الإبداعية
12- تكره التغيير
تستمتع الشخصية الحسّاسة بالروتين، نظرًا لأن المألوف أقلّ تحفيزًا لها من المواقف الجديدة. ولهذا السبب فإن تغيّرالفصول قد يؤثّر بشكل كبير على الشخص الحساس، سواءً إيجابيًا أو سلبيًا.
ليس هذا وحسب، فالحصولُ على ترقية مثلاً، قد يكون موتّرًا لهذا الشخص بنفس القدر الذي يجعله سعيدًا!
بشكل عام، تحتاج الشخصية الحساسة إلى وقت أطول للتأقلم والتكيّف مع التغيير.
اقرأ أيضًا: ما هي منطقة الراحة وكيف تخرج منها | Comfort Zone؟
13- بيئتك قد تصبح عدوك اللدود
بالمثل، فإن الانتقال إلى منزل جديد، أو السفر (حتى لو كان ذلك لقضاء إجازة ممتعة)، قد يكون صعبًا للغاية عليك، لأنّ حواسك تتلقى الكثير من المحفّزات الجديدة عليك، الأمر الذي يستنزف طاقتك.
هل سبق أن حدث معك ذلك من قبل؟
نعم؟
إذن قد تكون شخصًا حسّاسًا حقًا.
14- غالبا ما يُساء فهمك
أجل، عادة ما يُساء فهم أصحاب الشخصية الحساسة. قد يُطلق عليهم صفات مثل: “شديد الخجل” أو “القلِق على الدوام” أو قد يذهب الأمر لأبعد من ذلك فيعتقد الآخرون أنّ مثل هذه الشخصيات تعاني من اضطرابات نفسية!
في كثير من الأحيان يُصنّف الحساسون خطئًا بأنهم انطوائيون نظرًا لحاجتهم الدائمة إلى الانعزال وقضاء بعض الوقت بمفردهم، لكن ذلك ليس صحيحًا تمامًا فما نسبته 30% من أصحاب الشخصية الحساسة هم أشخاص منفتحون في الواقع.
15- تغضب حينما تشعر بالجوع!
يميل أصحاب الشخصية الحساسة إلى الإحساس بالتغيرات الفسيولوجية أكثر من غيرهم، وبالتالي فهم أشدّ حساسية لانخفاض مستويات السكر في الدم، لذا من الطبيعي أن تنتابهم حالات الغضب عند الجوع.
إن كنت تتحوّل إلى شخص آخر عندما تشعر بالجوع، فربما تكون ذا شخصية حسّاسة.
اقرأ أيضًا: مهارات إدارة الغضب
16- الصراعات سامة بالنسبة لك
حينما يكون هناك ضغوطات، صراعات، أو خلافات في علاقاتك المقرّبة، فأنت تشعر بها بعمق شديد. وهو أمر يميّز أصحاب الشخصية الحساسة، بل إنّ كثيرًا منهم يؤكّد شعوره بآلام جسدية حقيقية في حال تواجدوا في مواقف خلاف أو صراعات. الأمر الذي يجعلهم في كثير من الأحيان يسعون بأقصى جهدهم لتجنّبها، وبالتالي القيام بأيّ شيء لإسعاد الآخرين تجنّبًا لحدوث خلافات معهم.
بالنسبة لهم، النزاعات أمرٌ مؤلم للغاية ولا يمكنهم تحمّله.
17- الانتقاد كالخنجر بالنسبة لك
تحمل الكلمات أهمية عُظمى بالنسبة للأشخاص ذوي الحساسية العالية. فالكلمات الإيجابية قادرة على رفع معنوياتهم إلى القمّة في حين أنّ العبارات القاسية قد تدمّرهم تمامًا.
يشعر الكثير منهم بأنّ الانتقاد (حتى وإن كان بنّاءً) أشبه إلى طعنة خنجر، والكلام السلبي سامّ للغاية بالنسبة لأصحاب الشخصية الحسّاسة ويؤثّر عليهم كثيرًا.
اقرأ أيضًا: مهارات الرد على النقد
18- الحذر الشديد
سواءً في المدرسة أو في العمل، يبذل الشخص ذو الحساسية العالية جهده لئلا يرتكب أيّ خطأ. هذا لا يعني بالطبع أنّهم مثاليون لا يخطئون، لكنّهم يبذلون جهدهم دومًا في كلّ شيء يقومون به.
19- التأثر الشديد بالجمال من حولك
سواءً كان ذلك طريقة متميّزة في تقديم الطعام، أعمالاً فنية، أو ألحانًا موسيقية…جميعها تترك في أعماقك أثرًا عظيمًا لا يمكن تخيّله. وقد تستغرب كيف أنّ الآخرين لا يتأثرون بجمال العالم من حولك كما تفعل أنت.
20- صاحب إدراك وبصيرة
نظرًا لقدرتهم على ملاحظة أمور لا يمكن للآخرين الانتباه عليها، فغالبًا ما يُنظر لأصحاب الشخصية الحسّاسة على أنّهم ذوو إدراك وبصيرة. بل وحتى خلال مرحلة الطفولة، قد يكون هؤلاء الأشخاص أكثر حكمة وذكاءً من بقيّة أقرانهم. بل وأكثر تعاطفًا من غيرهم.
إذن هل تنطبق عليك أيّ من هذه السمات؟ هل بدأت تفهم السبب وراء العديد من المشاعر التي تنتابك والتصرّفات التي تقوم بها عادة؟
أن تمتلك شخصية حساسة يعني أنّك معرّض لتشعر بالأشياء من حولك على مستوى أعمق، سواءً كانت هذه الأمور إيجابية أو سلبية.
وفي حين أنّ المواقف الإيجابية قد ترفع معنوياتي إلى الأعالي فإنّ المواقف السلبية قد تشكّل تحدّيا بالنسبة لك يؤثّر على مستويات توترك، وعلاقاتك وقدراتك على التكيّف والتأقلم.
لكن تستطيع بلا شكّ الاعتياد على شخصيّتك هذه، ووضع خطّة لكيفية إدارة مشاعرك والحفاظ على هدوئك في المواقف الصعبة.
ألقِ نظرة على المقالات التالية التي قد تساعدك في ذلك، ولا تتردّد في التسجيل على موقعنا ليصلك كلّ جديد.
المصادر: verywellmind، highlysensitiverefuge