الفنون البصرية أو الـ Visual Arts باللغة الإنجليزية هي – كما يعبّر عنها الإسم – الإبداعات والإنتاجات الفنية التي يمكننا رؤيتها أمامنا، بعكس الفنون السمعية مثلاً التي تصل إلينا من خلال حاسّة السمع.
تختلف أشكال الفنون البصرية اختلافًا واسعًا وتضمّ أنواعًا وأنماطًا متنوّعة، بدءًا من اللوحات الفنية المعلّقة على جدار منزلك، ووصولاً إلى الأفلام التي تشاهدها على التلفاز!
أنواع الفنون البصرية
تشمل الفنون البصرية أشكالاً مختلفة، نذكر منها الآتي:
- الرسم.
- النحت.
- الهندسة المعمارية.
- التصوير.
- صناعة الأفلام.
- الطباعة.
وبالإضافة إلى ما سبق، هنالك فئة أخرى في الفنون البصرية تُعرف بالفنون الزخرفية أو الحرفية. حيث أنّ هذا النوع من الفنون وظيفي وذو نفع أكبر من غيره من أشكال الفنون، لكنه كغيره من الفنون يحتاج إلى المهارة والموهبة الخلاّقة.
يندرج تحت الفنون الزخرفية أنواع مثل:
- السيراميك.
- صناعة الأثاث.
- النسيج.
- التصميم الداخلي.
- صناعة المجوهرات.
- الصناعات المعدنية.
- النجارة.
اطّلع على المزيد من فرص التبادل الثقافي على فرصة
ما هي مهارات الفنون البصرية؟
يحتاج كلّ حقل من حقول المعرفة في عالمنا إلى مجموعة من المهارات التي لابدّ أن يمتلكها الشخص كي يتمكّن من النجاح في المجال الذي اختاره. ولا تختلف الفنون البصرية عن غيرها من المجالات في ذلك.
في مقال اليوم، سنتعرّف على أهمّ مهارات الفنون البصرية التي لابدّ لك من امتلاكها في حال اخترت التوسّع في هذا الحقل المعرفي الممتع.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات الانتباه للتفاصيل وكيف تطورها؟
1- مهارة الرسم الواقعي
واحدة من أهمّ المهارات التي يتعيّن على الفنان امتلاكها، هي القدرة على رسم أيّ شيءٍ يراه، يتخيّله، أو يفكّر فيه، وأن يرسمه بأسلوب واقعي.
يمتلك الرسم الواقعي تاريخًا عميقًا وثريًا، فأوّل رسمة واقعية معروفة لدى البشر، يعود تاريخها إلى 32 ألف سنة مضت. والرسومات الواقعية المدهشة الموجودة في جنوب فرنسا تُعدّ أمثلة رائعة عن الرسم الواقعي.
ليس من السهل بالطبع امتلاك هذه المهارة، إذ من المستحيل أن يستطيع الفنان في بداياته أن يرسم حيوانًا بريًّا بكامل تفاصيله الواقعية من مجرّد تخيّله. لكن التمرين والتدريب المستمرّ سيعمل على تحسين قدراته شيئًا فشيئًا.
اقرأ أيضًا: ما هي أفضل المنح المتاحة للفنانين العرب في الخارج؟
2- مهارات الرسم البناء
الرسم البنّاء أو الـ Constructive Drawing هو طريق في الرسم، تعتمد على البدء بأشكال هندسية بسيطة وأوّلية لبناء الهيكل أو الشكل العام لما تريد رسمه.
هذه الطريقة في الرسم تمكّن الرسامين من تحويل أيّ شيء يتخيّلونه إلى حقيقة على الورق. ومن خلال اكتساب مهارة الرسم البنّاء سيصبح في وسعك الاستفادة من الأشكال الهندسية الأولية لإنتاج أعمال فنيّة رفيعة الجودة وواقعية للغاية.
يخضع الرسم البنّاء للعديد من القواعد، كرسم الأشكال كما لو أنّها شفّافة واستخدام الخطوط الوهمية للمساعدة في عملية الرسم مثل محور التناظر أو خطوط المنظور وغيرها.
اقرأ أيضًا: التعلم الذاتي: مهارة لابد من اكتسابها لمواكبة تطورات العصر
3- مهارات الرسم من الحياة الواقعية
الكثير من الفنانين والرسامين يعتمدون في لوحاتهم على النسخ، بمعنى أنّهم يستوحون رسوماتهم من صور أو لوحات أخرى. لكن عندما يتعلّق الأمر بالرسم من الحياة الواقعية، يجدون أنفسهم غير قادرين على فعل ذلك.
تنطوي القدرة على الرسم من الحياة الواقعية على العديد من المهارات الأخرى مثل:
- البراعة في الرسم البنّاء.
- القدرة على تقدير الأبعاد والنسب بين الأشياء.
- الفهم الكامل للمنظور.
- القدرة على النظر للأشياء والتفكير بأبعادها الثلاثية.
كذلك، يتطلّب رسم الشخصيات البشرية أو الكائنات الحيّة بشكل عام، الدراسة بتشريح هذا الكائن، ومعرفة النسب المنطقية الصحيحة بين أحجام أجزاء الجسم المختلفة.
فالأمر لا يتعلّق فقط بإخراج دفترك والجلوس في الطبيعة ثمّ البدء بالرسم. عليك أنّ تمتلك المهارات السابقة أوّلاً لتستطيع نقل ما تراه عيناك من الحياة الواقعية إلى الورق بشكل صحيح وجذّاب.
اقرأ أيضًا: 11 عادة صحية يقوم بها الأشخاص المبدعين صباحاً
4- مهارات الرسم من الذاكرة والمخيلة
كما أنّ هناك أشخاصًا يواجهون صعوبة في الرسم من الحياة الواقعية، نجد أنّ هناك من يعاني ليرسم من الذاكرة أو المخيلة.
قد تستغرب من شخص يُحسن رسم كلّ ما تراه عيناه، لكنه مع ذلك يفشل في إنتاج رسمة لإنسان من مخيّلته. لكن ذلك ممكن، ويحدث كثيرًا.
والسبب في هذا الأمر يعود إلى افتقار هذا الرسّام إلى القدرة على الرسم البنّاء أو جهله بالتشريح البشري أو قواعد المنظور.
بمعنى آخر، ما يفعله هذا الفنان، هو أنّه ينسخ من الحياة الواقعية دون أن يمتلك فهمًا كاملاً حول ما يستقرّ خلف ما يراه من قواعد.
وحتى تمتلك مهارات الرسم من المخيّلة، لا بدّ من تعلم أساسيات وقواعد الرسم، وفهمها فهمًا تامًّا بدلاً من مجرّد الحفظ والنسخ.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التفكير الابداعي ؟
5- مهارات التعامل مع المواد الفنية المختلفة
امتلاك المعرفة الكافية حول المواد الفنية وكيفية استخدامها، بل والقدرة على الاستفادة التامّة منها هو بلا شكّ مهارة مهمّة يتعيّن على كلّ فنان أن يمتلكها.
هل سبق لك أن رأيت لاعب غولف لا يحسن استخدام عصا الغولف؟ على الأرجح لم تفعل، فلماذا إذن نجد رسّامين وفنانين لا يحسنون إمساك القلم أو الريشة بشكل صحيح؟!
ليس هذا وحسب، إذ من الغريب حقًا أنّ كميّة المواد الفنية وأنواعها في تزايد كبير، لكنّ جودة الفنون في تراجع مستمرّ، وكثيرًا ما نجد أشخاصًا يبالغون في شراء المواد الفنية معتقدين أنّها ستكون الأداة السحرية التي تجعل من لوحاتهم تحفًا فنية مذهلة.
لكن الحقيقة غير ذلك. مهاراتك في التعامل مع هذه الأدوات واستخدامها بالشكل الصحيح هو ما يجعل من لوحاتك تحفًا فنية بغضّ النظر عن نوع الأدوات أو سعرها أو كميّتها.
اقرأ أيضًا: قائمة بأفضل الدورات المجانية عبر الإنترنت
6- مهارات التعامل مع المنظور
إنّ قواعد المنظور قديمة قِدم الفنون نفسها. وحتى تكون فنّانًا حقيقيًا، لابدّ من معرفة هذه القواعد وفهمها فهمًا تامًّا.
يُقصد بالمنظور أو الـ Art Perspective في اللغة الإنجليزية، عملية تمثيل الأشكال والمناظر ثلاثية الأبعاد، على سطح ثنائي الأبعاد (ورقة أو لوحة أو جدار…الخ)، بحيث تبقى ظاهرة للناظر إليها على أنّها ثلاثية الأبعاد كما هي في الواقع.
لا يمكن نقل صورة ثلاثية الأبعاد إلى سطح مستوٍ دون إحداث تشويه فيها، غير أنّ امتلاك مهارات التعامل مع المنظور ستخفّف من هذا التشويه وتحرص على إبقاء الصورة منطقية وواقعية قدر الإمكان.
أمّا عن قواعد المنظور، فهي كثيرة، ويندرج تحتها العديد من المفاهيم مثل: خطّ الأفق، أو نقطة التلاشي أو غير ذلك.
اقرأ أيضًا: 17 اقتباس لأفلاطون سيغير فلسفتك عن الحياة
7- مهارات استخدام النسبة الذهبية Golden Proportion
النسبة الذهبية ليست مفهومًا مرتبطًا بالفنون وحسب، بل إنّها موجودة في الحياة الواقعية أيضًا. ومعرفة قواعدها لا يمكّنك من إنتاج لوحات واقعية وحسب، بل وجميلة أيضًا.
هنالك سبب رئيسي وراء أنّ بعض الأعمال الفنية تبدو أجمل من غيرها. ذلك أنّها جميعها تتضمّن نسبًا ذهبية. لذا إن كنت تسعى لتكون فنانًا بصريًا محترفًا، عليك بلا شكّ أن تفهم الـ Golden Proportion وتمتلك المهارة لاستخدامها في أعمال الفنية البصرية المختلفة.
اقرأ أيضاً: 7 أمور يقوم بها الناجحون خلال الدقائق العشر الاولى في وظائفهم
8- مهارات التركيب Composition Skills
تُشير مهارات التركيب إلى طريقة ترتيب العناصر البصرية في عمل فنّي معيّن. والكلمة تعني حرفيًا “التجميع” أو “البناء”.
يمكنك ترتيب العناصر الفنية كالخطوط، الأشكال، الألوان، المساحات وغيرها بطرق مختلفة في عملك الفني، لكن في حال كنت تمتلك مهارات التركيب الفني وتعرف قواعده تمامًا، ستبدو أعمالك الفنية أفضل بلا شكّ.
فيما يلي بعض من عناصر التركيب الفني ذات الأهميّة الكبرى في الأعمال الفنية:
- الأشكال والنسب المنطقية بين العناصر الفنية.
- التناسق بين العناصر البصرية والتوازن بينها.
- قيم التباين والدرجات اللونية.
- الإيقاع والسلاسل اللونية.
- المنظور.
- التناظر.
- التركيز البصري Visual Focus.
هناك العديد من القواعد الفنية التي تساعد في الوصول إلى تركيب فنّي جيّد، تشمل على سبيل المثال لا الحصر:
- قاعدة النسب الذهبية Golden Proportions.
- قاعدة الثلث Rule of Thirds.
- قاعدة الرباط Rule of Rabatment.
- قواعد توجيه نظر المشاهد.
- قواعد التناظر.
يمكنك معرفة المزيد عن هذه القواعد وأساسيات الفنون البصرية، من خلال التسجيل في موقعنا والاطلاع على أحدث الدورات المجانية عبر الإنترنت في مجالات الفنون والتصميم.
اقرأ أيضًا: ما هي المهارات الصلبة والناعمة وكيف تذكرها في السيرة الذاتية؟
9- مهارات التشريح البشري
نعم ما قرأته صحيح! لابدّ أن تمتلك مهارات التشريح البشري لتتمكّن من الخروج بلوحات وأعمال فنية واقعية جميلة.
لا يمكنك أن ترسم شخصية بشرية معتمدًا فقط على نسخ الشكل الخارجي فقط. إذ عليك أن تعرف ما يوجد تحت الجلد لتستطيع رسم شخصيّات حقيقية واقعية وجميلة في الوقت ذاته.
لكن، لا تقلق… ليس عليك التعمّق كثيرًا في هذا العلم المعقّد. في النهاية أنت فنّان ولست طبيبًا!
ليس عليك أن تحفظ الأسماء اللاتينية المعقّدة لكلّ عضلة وعظم وعضو في جسم الإنسان، ولست مضطرًّا لفهم كلّ التفاعلات الفيسيولوجية التي تحدث في الجسم.
كلّ ما تحتاج معرفته هو الهيكل العام للعظام والعضلات الأساسية التي تؤثّر على الشكل الخارجي لجسم الإنسان وتلعب دورًا في حركته.
10- مهارات وتقنيات تقديم الدرجة اللونية
يكمن سحر تصوير الطبيعة ثلاثية الأبعاد بطريقة واقعية في تصوير القيم اللونية بصدق ومهارة. وهذه إحدى أهمّ مهارات الفنون البصرية.
يوجد بالطبع العديد من الطرق لإظهار اختلاف الدرجات اللونية في لوحة فنيّة ما. وفي الوقت الذي يستخدم فيه الكثيرون طرقًا مختصرة مثل الرسم بقلم غير حادّ أو الاستعانة بأقلام بدرجات مختلفة، تكمن المهارة الحقيقية في الاعتماد على إمكانياتك وقدراتك الخاصّة لإظهار التدرج في الألوان في لوحاتك الفنية، دون الحاجة إلى الأساليب المختصرة المبتذلة.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التحليل والمنطق وكيف أطورها
11- مهارات التعامل مع الألوان
يعتبر اللون عنصرًا مهمًّا في الفنون البصرية. ولابدّ من أن تمتلك مهارة التعامل مع الألوان ومزجها بالطريقة العلمية الصحيحة التي تضمن لك إنتاج أعمال فنيّة مميّزة. وأوّل خطوة لذلك تتمثّل في التعرّف على نظرية الألوان وفهمها وإتقان استخدام عجلة الألوان بالشكل الصحيح.
اقرأ أيضًا: مهارات تعدد المهام: ما هي وكيف أطورها؟
بعد قراءتك لهذا المقال، لربّما لاحظت أنّ أغلبية هذه المهارات مرتبطة بالرسم على وجه الخصوص، ولعلّك تتساءل، ما علاقة هذه المهارات بأشكأل الفنون البصرية الأخرى؟
في الواقع، يعتبر الرسم هو الأساس لمختلف أنماط الفنون البصرية، لذا ستحتاج لامتلاك المهارات السابقة حتى تتمكّن من النجاح في أيّ شكل من أشكال الفنون.
لا يمكنك أن تنتج منحوتات مميزة إن لم تكن على دراية بعلم التشريح، أو كيفية الرسم من الخيال والذاكرة. ولا يمكنك إنتاج قطع ساحرة من السيراميك ما لم تكن قادرًا على مزج الألوان بشكل صحيح. بل حتى في التصوير، ستحتاج لمعرفة قواعد النسب الذهبية لتستطيع التقاط صور مميزة.
وهكذا نجد أنّ عالم الفنون، واسع عميق، وليس مجرّد مجال سهل بسيط يدخله كلّ من يملك الموهبة. إنّه في الواقع علم مبني على العديد من الأسس والقواعد العلمية، ويمكن لأي كان أن يدخله ويكتسب المهارات اللازمة للنجاح فيه حتى لو لم يملك الموهبة لذلك.
تعرّف معنا على تخصص الفنون البصرية من خلال دليل التخصصات على فرصة، ولا تتردّد في التسجيل على الموقع ليصلك كلّ جديد.
المصدر: drawingacademy، wikipedia
اطلع على الدليل الشامل للتخصصات الفنية على فرصة.كوم
تعرّف على الوصف الوظيفي لوظائف الفنون على فرصة.كوم