مع تطوّر تقنيات التعليم في السنوات الأخيرة ظهر ما يُسمر بالـ PASS PAL أو جلسات الدراسة بمساعدة الأقران باللغة العربية. فما هو هذا الأسلوب في التعليم؟ وما هي أهمّ فوائده؟
ما هو الـ PASS PAL؟
الدراسة بمساعدة الأقران أو “Peer Assisted Study Session” والتي يُشار إليها اختصارًا بـ PASS PAL، هي نموذج للتعلّم وشكل من أشكال التدريس الإضافي أو الـ (Supplemental Instruction).
خلال هذه العملية يتمّ الاستفادة من مهارات وخبرات طلاب السنوات العليا لتقديم المساعدة الدراسية للطلاب في السنوات الأولى من نفس التخصص.
يُستخدم نموذج التعليم بمساعدة الأقران على نطاق واسع في المملكة المتحدة وبقية دول العالم لدعم انتقال الطلاب من سنة دراسية إلى أخرى، واستبقائهم وتعزيز التحصيل الأكاديمي. كما يوجد أيضًا قاعدة قوية ومتنامية من الأدلة التي تثبت فعالية هذا النهج الدراسي وفوائده.
كيف يتمّ تطبيق نظام الدراسة بمساعدة الأقران؟
يتبنّى نظام الدراسة بمساعدة الأقران PASS PAL على الدعم ما بين الطلاّب الملتحقين بنفس البرنامج الأكاديمي. وذلك من خلال الآتي:
- يتمّ بداية تدريب طلاب السنوات العُليا للإشراف على عملية التدريس فيستخدمون معارفهم وخبراتهم لتسيير جلسات الدراسة الجماعية لطلاب السنوات الأولى.
- يساعد المشرفون أو الـ PASS Leaders مجموعات الطلاب للعثور على حلول لمشكلاتهم الدراسية والأكاديمية من خلال تشجيع النقاشات الجماعية وجلسات الأسئلة الممنهجة.
- من خلال هذه الجلسات يتمّ تطوير المهارات الدراسية والبحثية وتعزيز عمليّة التعلّم النشط بأسلوب غير رسمي وفي بيئة ممتعة مريحة.
اقرأ أيضًا: خطوات فعالة لبناء خطة دراسية ناجحة
ما هي فوائد نظام الدراسة بمساعدة الأقران؟
الدراسة بمساعدة الأقران لا تعود بالفائدة على طلاب السنوات الأولى وحسب، بل لها أثر إيجابي على كلّ من مسيّري جلسات الدراسة من طلاب السنوات العليا وكذلك الأقسام الدراسية التي تطبّق هذا النهج في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية.
لنتعرّف معًا على فوائد الـ PASS PAL على كلّ واحد من هؤلاء:
أوّلاً: طلاّب السنوات الأولى
تمّ إجراء العديد من الدراسات في كلّ من المملكة المتحدة ومختلف دول العالم لمعرفة الآثار الإيجابية لعملية التعلّم بمساعدة الأقران والتدريس الإضافي بشكل عام، والتي أثبتت بالفعل فعالية هذه الأنماط، حيث يمكننا تلخيص أهمّ فوائد الـ PASS PAL لطلاب السنوات الأولى بما يلي:
- تعزيز المرحلة الانتقالية التي يمرّ بها الطالب حين انتقاله من المدرسة الثانوية إلى مؤسسات التعليم العالي.
- تحسين نسب الحضور المنتظم ورفع التحصيل الأكاديمي.
- المساعدة على تطوير المهارات الدراسية الأساسية، مثل:
- مهارات التواصل الفعّال.
- مهارات العمل الجماعي.
- مهارات إدارة الفريق.
- خلق بيئة تعليمية اجتماعية وتفاعلية ممّا يشجّع التواصل بين الطلاب في مختلف مراحل الدراسة الجامعية.
- ترسيخ عملية التعلّم وتعميقها.
اقرأ أيضًا: ما هو التعليم الذاتي وما هي وسائله والمنصات التي توفره
ثانيًا: المشرفين (طلاب السنوات العُليا)
أظهرت البحوث التي تمّ إجراؤها في هذا المجال أن عملية الدراسة بمساعدة الأقران تعود بنفع كبير على مشرفي الجلسات الدراسية من طلاب السنوات العليا، أو الـ PASS Leaders باللغة الإنجليزية. وذلك في جوانب متعدّدة، نذكر منها:
1- تطوير المهارات
الإشراف على جلسات الدراسة بمساعدة الأقران يساعد طلاب السنوات العليا في رفع ثقتهم بأنفسهم، وتعميق فهمهم للمواد الدراسية، بالإضافة إلى تطوير عدد من المهارات المهمّة مثل:
2- تحسين التحصيل الأكاديمي
غالبًا ما يلجأ طلاب السنوات العُليا إلى مراجعة المواد الدراسية السابقة من خلال جلسات الدراسة الجماعية مع أقرانهم من الطلاب الأحدث، الأمر الذي يسهم بشكل كبير في تعميق فهمهم للموادّ الدراسية وتحسين تحصيلهم الأكاديمي بشكل ملحوظ.
3- زيادة فرصهم في التوظيف
يتم عادة دعوة جميع الطلاب المشاركين في الإشراف على جلسات الدراسة الجماعية هذه لحضور ورشات عمل مختلفة في مجال التعليم. ممّا يدفعهم للتفكير بشكل نقدي في تجربتهم الخاصّة كمشرفين، وبالتالي تعميق فهمهم لكيفية التعبير عن مهاراتهم والتسويق لأنفسهم لأرباب العمل المستقبليين. وهو ما يضمن لهم فرص توظيف أفضل بعد التخرّج.
اقرأ أيضًا: مهارات حاسوبية يبحث عنها أرباب العمل في سيرتك الذاتية
4- الاعتراف بهم من قبل مؤسساتهم
يحصل طلاب السنوات العليا الذين ينخرطون في عملية الإشراف على جلسات الدراسة الجماعية على الكثير من الاهتمام من قبل مؤسساتهم، ممّا يمنحهم سمعة مرموقة خلال فترة الدراسة، ويؤثّر إيجابًا على تقييمهم وشهاداتهم الأكاديمية النهائية قبل التخرّج.
5- إمكانية النموّ والتطوّر
هنالك العديد من الفرص المتاحة لطلاب السنوات العليا للتطوّر والنموّ أثناء عملهم كمشرفين على مجموعات PASS PAL. إذ يمكن لكّل واحد منهم أن يتطوّر ليصبح مشرفًا أعلى Senior PASS Leader ويستلم مهمّات تدريسية وتدريبية أكثر. أو أن يصبح منسّقًا PASS Leader Coordinator يقوم بتهيئة الجلسات الدراسية ومواعيدها، وعقد حلقات التقييم وتقديم التغذية الراجعة.
وهنا يجدر التنويه أنّ الوصول لهذه الأدوار في الجامعات البريطانية أو العالمية التي تطبّق هذا النظام يحتاج إلى تدريب إضافي.
ثالثًا: المؤسسات الأكاديمية
كما سبق أن وضّحنا أعلاه، فنظام الـ PASS PAL مطبّق على نطاق واسع في المؤسسات الأكاديمية البريطانية. وهذا إن دلّ على شيء، فإنه يدل على مدى أهميته وآثاره الإيجابية على هذه المؤسسات، حيث تشمل على سبيل المثال لا الحصر:
- المساعدة على تعميق الفهم حول المنهج الدراسة وذلك من خلال عرضه للمراجعة والتقييم بشكل متكرّر.
- السماح للطلاب بتطوير ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم الأكاديمية ممّا يرفع من تحصيلهم، وبالتالي يحسّن سمعة المؤسسة الأكاديمية نفسها.
- عقد جلسات مراجعة منتظمة بين مشرفي الحلقات الدراسية وبين أساتذة الجامعة يسهم في تزويد المدرّسين بقناة إضافية للتغذية الراجعة التي يمكنهم الاستفادة منها في تطوير أساليبهم التدريسية والبحثية.
على الرغم من أنّ هذا النظام شائع الانتشار في المملكة المتحدة وعدد من الجامعات العالمية، لكنّه قد يكون مفهومًا جديدًا في الجامعات العربية. لكن استخدامه والاستفادة منه تبقى أمرًا ممكنًا، وهو ليس مستهجنًا.
إننا نرى الكثير من الحلقات الدراسية المشتركة بين الطلاب في الجامعات، وكلّ ما يلزم لتحويل هذه الحلقات الدراسية إلى نظام دراسة بمساعدة الأقران هو القليل من التنظيم والتنسيق للجمع بين طلاب السنوات العُليا والطلاب الأحدث في المؤسسة الأكاديمية.
شاركونا أعزّائنا القرّاء بما تعرفونه عن نظام الـ PASS PAL من وحي خبرتكم في جامعاتكم. وهل تتفقون مع ضرورة تطبيق هذا النظام في جميع المؤسسات الأكاديمية على اختلاف أشكالها؟
ما الذي تقترحون القيام به من أجل تحقيق ذلك؟ وهل تجد في نفسك كطالب جامعي المقدرة على الأخذ بزمام المبادرة للبدء بتنفيذ هذا الأمر (في حال كنت طالب سنة عليا)
اكتبوا لنا آرائكم في التعليقات، ولا تتردّدوا في التسجيل على موقعنا ليصلكم كلّ جديد من فرص المنح الدراسية والمقالات الأكاديمية المفيدة.
المصدر: sheffield.ac.uk
اقرأ أيضًا: التعليم عن بعد | ما هي افضل الجامعات التي تتيح التعليم عن بعد
اقرأ أيضًا: التعلم الذاتي: مهارة لابد من اكتسابها لمواكبة تطورات العصر
اطّلع على المزيد من المنح الدراسية المتاحة على فرصة
