إن كنت من العاملين في مجال كتابة المحتوى أو تحسين محرّكات البحث، فلا شكّ أنّك قد سمعت عن حركة مرور الويب، أو الـ Web Traffic باللغة الإنجليزية، وربّما استطعت أن تحزر مدى أهميتها في عملية إدارة المواقع الإلكترونية وضمان نجاحها، لكن ما الذي يعنيه هذا المصطلح بالضبط؟ وما هي أهميته حقًا؟
اقرأ مقالنا لهذا اليوم كي تعرف الإجابة!
ماذا يعني مصطلح Web Traffic؟
يعبّر مصطلح “حركة مرور الويب” أو الـ Web Traffic باللغة الإنجليزية عن عدد المستخدمين الذي يزورون موقعًا إلكترونيًا معيّنًا. وتقاس عادة بعدد الزيارات Visits التي يُطلق عليها أحيانًا اسم “جلسات” أو Sessions.
تعتبر حركة مرور الويب طريقة شائعة لقياس مدى نجاح أي كيان على شبكة الإنترنت في جذب الجمهور.
عامل مهم لكنه ليس كلّ شيء!
عندما ظهرت التجارة الإلكترونية في سنوات التسعينات، كانت حركة مرور الويب المقياس الرئيسي لتحديد مدى شهرة أي موقع إلكتروني ونجاحه، ذلك أنّه لم يكن هناك أيّ مقاييس أخرى لتقييم النشاط على شبكة الإنترنت. لكن، مع تزايد المعرفة والخبرة في مجال التسويق الإلكتروني، أصبحت عملية تحليل أداء المواقع الإلكترونية أكثر شمولاً.
في يومنا هذا، لم يعد سؤال مثل: “كم عدد زوّار الموقع اليوم؟” كافيًا، فقد أصبح من الأهمية بمكان معرفة الكثير من الأمور الأخرى، مثل:
1- المدّة التي قضاها الزوّار على الموقع
ليس لحركة مرور الويب أيّ معنى إن كان الزوّار يغادرون الموقع بعد ثوانٍ قليلة من وصولهم إليه. ولهذا السبب ظهرت مقاييس مثل معدّل الارتداد Bounce Rate والوقت المستغرق على الصفحة Time on Page، والتي تقدّم فكرة عامّة حول سلوك المستخدمين أثناء تواجدهم في الموقع الإلكتروني.
2- نسبة المستخدمين الذين قاموا بشراء المنتج
صحيح أنّ عدد الزوّار الكبير، يسهم في إزدهار أيّ عمل تجاري عبر الإنترنت، لكنه ليس عامل النجاح الوحيد، إذ لابدّ من أن يكون هؤلاء الزوّار مناسبين أيضًا. وهذا ما يحدّده معدّل التحويل أو الـ Conversion Rate الذي يعدّ مؤشرًا حقيقيًا حول ما إذا كان الموقع الإلكتروني يتّبع استراتيجية فعّالة في تسويق وبيع منتجاته.
3- تكلفة جلب زائر جديد إلى الموقع
قد يكون جزء من حركة مرور الويب مجانيًا، غير أنّ الكثير من المتاجر عبر الإنترنت تعتمد على حركة المرور المدفوعة مثل:
- الدفع عند النقر أو Pay Per Click الذي يُشار له في اللغة الإنجليزية بالـ PPC، وهي طريقة للتسويق عبر الإنترنت، بحيث ينشر صاحب المتجر الإلكتروني إعلانات لموقعه على مواقع إلكترونية أخرى، أو على محرّكات البحث المختلفة، ويدفع مبلغًا معيّنا لمحرّك البحث أو الموقع الذي ينشر الإعلان مقابل كلّ نقرة على الإعلان.
- التسويق بالعمولة أو الـ Affiliate Marketing: وهوأيضًا طريقة للتسويق عبر الإنترنت يدفع من خلالها صاحب الإعلان مبلغًا ماليًا للموقع الذي نُشر عليه هذا الإعلان مقابل كلّ عملية شراء للمنتج تتمّ من خلاله.
لمعرفة المزيد عن هذه العملية وطرق الكسب والتسويق الأخرى عبر الإنترنت، اقرأ مقالنا: كيفية تحقيق الربح عبر الإنترنت. على منصة تعلّم.
وحتى تفهم بشكل أفضل كيفية عمل هذه المقاييس المختلفة في تقييم نجاح أيّ موقع إلكتروني، ألقِ نظرة على المثال التالي الذي يظهر أداء موقعين إلكترونيين مختلفين:
الموقع A
يقدّم هذا الموقع من خلال تصميمه ومحتواه العديد من دعوات اتخاذ الإجراء Call to Action، هذا بالإضافة إلى وصف موجز للمنتجات بلغة سهلة جذّابة تدفع المستخدمين إلى شرائها، مما يرفع نسبة التحويل Conversion Rate. لكنه مع ذلك لا يسجّل حركة مرور عالية.
إن افترضنا أنّ الموقع سجّل 500 زيارة شهريًا من بينها 40 عملية شراء. فنسبة التحويل أو الـ Conversion Rate تساوي 8%.
الموقع B
يسجّل هذا الموقع مرتبة عالية في نتائج محرّك البحث جوجل الطبيعية، ويقدّم أيضًا محتوى ذا جودة عالية، بالإضافة إلى الاستعانة باستراتيجيات التسويق المدفوعة، ونتيجة لذلك فهو يحقّق أرقاما مميزة في حركة مرور الويب، لكن عدد المستخدمين الذين يشترون الخدمة أو المنتج منخفض. وبالتالي فقيمة الـ Conversion Rate منخفضة.
إن افترضنا أن عدد الزيارات الشهري يبلغ 5000 زيارة، من بينها 40 عملية شراء، ستكون نسبة التحويل أو الـ Conversion Rate مساوية لـ 0.8%.
هذا المثال يوضّح تمامًا السبب وراء أن استعراض مقاييس التسويق الإلكتروني (مثل حركة مرور الويب) بشكل منفصل أمرٌ غيرُ مجدٍ. فكلا الموقعين السابقين يحقّقان نفس المبيعات، غير أنّ كلّ منهما فشل في الاستفادة ممّا يحقّقه كما يجب.
من خلال تركيز كلّ منهما على ما يحقق فيه نتائج جيدة، فقد فشل كلّ منهما في تحسين نفسه، لم يستطع الموقع الأول استغلال عدد المبيعات العالي في زيادة عدد الزيارات وبالتالي رفع الأرباح. وبالمثل فشل الموقع الثاني في استغلال عدد الزيارات الكبير في زيادة المبيعات وتحقيق ربح أكبر.
لابدّ إذن من النظر لجميع المقاييس والعوامل معًا، وتحليل كيفية عملها وارتباطها ببعضها البعض ثمّ الاستفادة منها في تحسين الموقع.
ومن المقاييس الأخرى التي يمكن الرجوع إليها في تقييم مدى نجاح التجارة الإلكترونية:
كيف يتمّ تسجيل حركة مرور الويب في المواقع الإلكترونية؟
عندما يزور أحدهم موقعًا إلكترونيًا، فإن حاسوب هذا المستخدم (أو الجهاز المُستعمل في عملية التصفّح) يتصل مع خادم الموقع الإلكتروني. كلّ صفحة ويب تتكوّن من عدد كبير من الملفات المختلفة، حيث يقوم الخادم Server بإرسال جميع هذه الملفات إلى متصفّح المستخدم لتجتمع جميعها معًا وتشكّل صفحة الويب النهائية. يُسمّى كلّ ملف يتمّ إرساله بـ “Hit”، وعليه فاستعراضُ صفحة ويب واحدة يتضمّن الكثير من الـ hits.
لا يتمّ بالطبع مراقبة حركة مرور الويب في الصفحة الرئيسية وحسب، بل يتمّ في الواقع تسجيل كلّ ما يحدث في مختلف أجزاء الموقع الإلكتروني باستمرار من قبل الخادم الرئيسي Server لتحديد عدد الـ Hits التي يحتاجها تحميل كلّ صفحة ويب في الموقع.
أما الزيارة الواحدة للموقع، فتُسمّى الجلسة أو Session. في كلّ مرّة تدخل فيها إلى موقع إلكتروني معيّن فأنت قد بدأت جلسة جديدة، تستمر حتى إغلاقك للموقع وخروجك منه.
باستطاعة الخوادم تسجيل كلّ طلب يصل إليها لتحميل صفحة ويب، وتخزين المعلومات والبيانات المناسبة لتحليل هذه الطلبات، واللازمة لتحديد الصفحات التي تشهد شعبية عالية وحركة مرور أكثر من غيرها.
يستطيع مدير الموقع الإلكتروني بعد ذلك الاستفادة من هذه البيانات وتحليلها باستخدام وسائل إدارة المواقع مثل Google Search Console، فيفهم سلوك زوّار الموقع ويغيّر بناءً عليه استراتيجيات التسويق والمحتوى لتحقيق نتائج أفضل.
كانت هذه نبذة عن مفهوم حركة مرور الويب، وأهميتها في عملية إدارة المواقع الإلكترونية. وهنا لابدّ من التنويه إلاّ أنّها تنطوي على الكثير من الجزئيات والجوانب الدقيقة التي يقوم أصحاب المواقع الإلكترونية بالإشراف عليها وتحليلها ومن ثمّ الاعتماد على نتائجها في وضع خططهم المستقبلية للمحتوى أو التسويق.
إن كنت راغبًا في معرفة المزيد عن هذا الأمر، فقم بالتسجيل على الفور في موقعنا لتصلك أحدث المقالات في هذا الشأن.
المصدر: bigcommerce
اقرأ أيضًا: كيف تعمل محركات البحث؟
اقرأ أيضًا: قائمة بأهم 23 مصطلح في مجال كتابة المحتوى والـ SEO