الخميس, نوفمبر 21, 2024
Homeالوظيفةالفكاهة في أماكن العمل: أهميتها وفوائدها

الفكاهة في أماكن العمل: أهميتها وفوائدها

يقول الجنرال دوايت أيزنهاور الذي شغل منصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية الرابع والثلاثين: “تعتبر الفكاهة جزءًا من فنّ القيادة، التعامل مع الآخرين ومن فنون إنجاز المهام!”

لابدّ أنّك قد سمعت عن شركات ومؤسسات تتيح لموظّفيها جوّا يسوده المرح والمزاح وروح الدعابة، في حين تحرص شركات أخرى على فرض قوانين صارمة على موظفيها والحفاظ على أجواء أكثر جدّية ومهنية. فأيّ هذين الأسلوبين صحيح؟ وأيهما يعود بنتائج إيجابية على الشركة وموظفيها؟ تابع قراءة هذا المقال لتعرف الإجابة.

لماذا هناك اختلاف في الرأي حول الفكاهة في مكان العمل؟

يعود السبب الرئيسي في هذا الاختلاف إلى تباين ثقافة الشركات أو المؤسسات الداخلية. فأماكن العمل التي تشجّع الموظفين على أن يكونوا على طبيعتهم، أو تلك التي لا يوجد فيها سلّم هرمي للموظفين، تكون في الغالب أكثر انفتاحًا على روح الدعابة والمزاح من الشركات التي تُبنى على أساس تدرّج هرمي دقيق للموظفين والرؤساء والمسؤولين. كما أنّ مجالات العمل الإبداعية كالتصميم والإنتاج الفني يسودها في الغالب جوّ من المرونة والمرح، في حين تميل بعض المجالات العلمية أو المصرفية إلى الانضباط والجمود.

ومن الأسباب الأخرى التي تحول دون نشر الفكاهة في مكان العمل، امتناع الموظفين أنفسهم عن المزاح والمرح خوفًا من إهانة أحد زملائهم أو من ألاّ تلقى دعاباتهم استحسانًا من الآخرين فيقعون بذلك في مواقف محرجة. وهنا تلعب ثقافة الشركة مجدّدًا دورًا مهمًّا أيضًا، فإن كانت المؤسسة تحثّ على نشر روح الدعابة، سيمتلك الموظفون ثقة أكبر بأنفسهم وشيئًا فشيئًا سيعتادون على هذا الأمر حتى لو لم يكونوا مرحين بطبيعتهم.

كيف تستخدم الفكاهة في مكان العمل؟

إن كانت شركتك تتيح لك أن تكون على طبيعتك، من خلال توفير جوّ من الدعابة والمرح، فهذا لا يعني أن تحوّل مكتبك إلى سيرك للهرج والمرج طوال الوقت، عليك أن تحسن استخدام هذه الميزة كما، يجب، وإليك فيما يلي بعض النصائح لتستخدم روح الدعابة بشكل صحيح في مكان عملك:

  1. لا تفعل شيئًا: بمعنى آخر، لا تحاول أن تتصنّع المرح أو أن تجبر نفسك على إلقاء النكات ونشر الدعابة. فالوقت كفيل بأن يجعل زملائك يتعرّفون على الجانب المرح منك. وفي الشركات العالمية الكبيرة، يصبح المزاح أرضًا ملغومة محفوفة بالمخاطر، فما يبدو لك مضحكًا قد يكون مهينًا لشخص آخر، لذا لا تتسرّع بإلقاء نكاتك خاصّة خلال أيامك الأولى في
    الوظيفة.
  2. اختر مواضيع المزاح بعناية: تختلف الدعابة في العمل عن المزاح العادي بين الأصدقاء والعائلة، إذ عليك في هذه الحالة اختيار مواضيعك بحذر بحيث لا تمسّ هذه المزحات شخصا معيّنًا أو ثقافة أو مذهبًا أو أيّ شيء قد ينقلب ضدّك. يمكنك مثلاً إطلاق دعابات حول أجهزة الكمبيوتر في الشركة أو البرامج التي تستخدمها أو أيّ مواضيع عامة أخرى لا تمسّ أحدًا في مكان العمل.
  3. اجعلها مفيدة: يحثّ موقع
    Forbes على استخدام روح الدعابة في العمل بشكل مفيد بحيث تسهم في رفع معنويات باقي الموظفين وإشعارهم بالراحة والاسترخاء من ضغوطات العمل من خلال هذه الدعابات التي تدفع الجميع للضحك.
  4. اختر الوقت المناسب: ليس من المنطقي بالطبع أن تقصّ نكاتك خلال اجتماع للمجلس التنفيذي أو أثناء زيارة رسمية لأحد المستثمرين. احرص على اختيار الوقت المناسب للضحك والمزاح ونشر روح الدعابة كساعات الصباح قبل البدء بالعمل أو أثناء استراحات الغداء أو الأوقات التي لا تتضمّن مناقشات جدّية حول العمل.

ما هي فوائد نشر روح الدعابة في العمل؟

تشير العديد من الدراسات واستطلاعات الرأي حول العالم إلى أنّ روح الدعابة في العمل قد يكون أحد مفاتيح النجاح. حيث أظهر استطلاع رأي أجري من قبل روبرت هالف أنّ ما نسبته 91% من المدراء التنفيذيين يجدون أنّ روح الدعابة عامل مهمّ في تحقيق التقدّم الوظيفي، في حين يرى 84% منهم أنّ الموظفين الذين يمتلكون حسّ الدعابة في العمل يؤدون عملاً أفضل من غيرهم. وأظهر استطلاع آخر أجري من قبل معهد بيل للقيادة “Bell Leadership Institute” أنّ أهمّ صفات القائد الناجح تتمثّل بحسب الكثيرين في امتلاك حسّ قوي بالعمل وروح دعابة جيّدة.

إن لم تكن الأرقام السابقة قادرة على إقناعك بأهمية جوّ المرح في العمل، فإليك 8 أسباب أخرى تجعل من الفكاهة في مكان العمل أمرًا مهمًّا:

1- تجعل الآخرين يستمتعون بالعمل معك

يفضّل الجميع العمل مع أشخاص يحبونهم أو على الأقل يستلطفونهم، وهذا أمر طبيعي، فنحن في الغالب نقضي نسبة كبيرة من ساعات يقظتنا في أماكن عملنا، ولا أحد يرغب في أن يمرّ هذا الوقت وكأننا في مراسم دفن الموتى! روح الدعابة المعتدلة ستساعدك على اكتساب أصدقاء جددًا والتأثير في الآخرين، لكن احرص دومًا على معرفة الفرق بين خفّة الدم والاستهزاء بالآخرين، وتجنّب أذيتهم بمزاحك.

2- تخفيف التوتر والضغط

يسهم تحويل بعض مسببات التوتر والضغط في العمل إلى نكتة أو دعابة مثيرة للضحك في تغيير وجهة نظرك عنها وبالتالي التخفيف من حدّته، كما أنّ الضحك بشكل عام يساعدك على الاسترخاء والتفكير بطريقة أكثر إيجابية.

اقرأ أيضًا: 5 نصائح لتجاوز يوم سيء في العمل

3- سبب للشعور بالإنسانية

تسهم روح الدعابة بين الموظفين ومدرائهم في تقريب الطرفين من بعضهما البعض، وزيادة الانسجام بينهما نظرًا لأن المدير المرح سيبدو في نظر موظفيه أكثر إنسانية وقربًا منهم بدلاً من الظهور بمظهر الكائن الخارق المثير للرعب.

4- زيادة القدرة على إيجاد الحلول والتفكير الإبداعي

تعتبر الفكاهة حلاًّ رائعاً لاختراق التوتر أثناء المشكلات، فالأشخاص المرحون الذين يضحكون عند مواجهة مصاعب أو مشكلات في العمل يستطيعون تغيير تفكيرهم من نمط التفكير التقاربي الذي يتيح لهم رؤية حلّ واحد فقط للمشكلة إلى التفكير التبايني الذي يفتح أمامهم المجال للخروج بأفكار إبداعية وإيجاد حلول متعدّدة للمشكلات التي تواجههم.

5- تسهم في بناء الثقة

أحد أهم الأسباب التي تدفعك لأخذ المزاح في العمل على محمل الجدّ هو مدى مساهمته في بناء الثقة بين الموظفين في الشركة أو المؤسسة، نظرًا لأنه يُظهر جانبًا من الأفراد عادة ما يكون مختفيًا تحت قناع المهنية والجدّية. حيث أشارت العديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال إلى أنّ الأشخاص المرحين في العمل يُنظر إليهم في العادة على أنّهم أكثر لطفًا وأكثر استحقاقًا للثقة ممّا يسهم في بناء العلاقات وتوسعة شبكة المعارف في بيئة العمل.

6- تعزّز الروح المعنوية

تعزّز أجواء الدعابة في العمل الروح المعنوية للموظفين وتقلّل من نسبة تكاسلهم وتهرّبهم من مهامّهم، فإذا كان جوّ العمل مريحًا يسوده المرح، سيرغب الجميع في القدوم إلى هذا المكان، ولا أحد قد يفكّر بالتهرّب منه أو التقاعس عن أداء مهمّاته.

7- الدعابة طريق للتميّز

إن كنت ترغب لشركتك أن تتميّز وتتقدّم على منافسيها، فالحلّ الأمثل هو استخدام روح الدعابة في خدماتك. فهذه الخطوة ستجعلك تجمع العديد من المتابعين والعملاء الأوفياء، لأنك تقدّم لهم خدمة معروفة ولكن بشكل مختلف.

8- تزيد الإنتاجية في العمل

إن كنت تحبّ مكان عملك، وتستلطف زملاءك، وكان مديرك شخصًا مرحًا لا يُشعرك بأنّك في مقبرة، وإن كانت ضغوطات العمل تتحوّل فجأة في مكتبك إلى نكات وطرائف ممّا يساعدك على الخروج بأفكار جديدة فأنت بلا شكّ ستكون أكثر إنتاجية في عملك. إنها نتيجة متوّقعة للشعور بالراحة والاستقرار الذي تلقاه في عملك. ليس هذا وحسب، فإن كنت سعيدًا مرحًا، ستجد أنّك أكثر شغفًا وحماسًا تجاه ما تقوم به، وحماسك هذا سيكون معديًا بلا شكّ فينتقل إلى زملائك في العمل لتزيد إنتاجيتهم أيضًا. إنها معادلة ناجحة من كلّ النواحي.

وهكذا نرى أنّ روح الدعابة في العمل ليست أمرًا سيئًا كما قد يعتقد البعض، بل إنّ سوء استخدامها هو ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية. لكن نسبة معتدلة منها لن تعود بالضرر على أحد.

أي البيئتين تفضّل؟ بيئة العمل الجامدة الجدّية، أم بيئة مرحة مرنة؟ هل أنت شخص مرح، أم أنّك شخص جدّي يقضي كامل نهاره أمام حاسوبه في العمل؟

شاركونا آرائكم وتجاربكم عن روح الدعابة في أماكن عملكم من خلال التعليقات، ولا تنسوا التسجيل في موقعنا ليصلكم كلّ جديد!

المصادر: forbes، humorthatworks

مقالات ذات صلة

الأكثر شعبية

احدث التعليقات

error: Content is protected !!