هل تحب الالتقاء بأشخاص جدد؟ وهل تجعلك المناسبات الاجتماعية تشعر بالنشاط والحيوية؟ إن كانت إجابتك عن هذه الأسئلة بـ “نعم”، فأنت على الأغلب تمتلك شخصية اجتماعية منفتحة. فمن هي هذه الشخصية؟ وما هي سماتها يا ترى؟
قم باختبار الشخصية وتحديد التخصص الجامعي لتحصل على تحليل شامل لشخصيتك وقائمة بالتخصصات الجامعية الأنسب لك. قدم اختبار الشخصية الآن!
من هي الشخصية الاجتماعية؟
الشخصيات الاجتماعية أو الـ Extroverts باللغة الإنجليزية، هم أولئك الأشخاص الذين تُسلّط عليهم الأضواء في كلّ مناسبة اجتماعية تقريبًا. هم في الغالب أناس ودودون يحبّون التعامل مع الآخرين ويتمتّعون في معظم الأحيان بمهارات قيادية مميزة، تجعل منهم قياديين ناجحين.
سمات الشخصية الاجتماعية
كما سبق أن ذكرنا، يحب الأشخاص الاجتماعيون الاختلاط بالآخرين والتحدّث إليهم. لكن هذه ليست السمة الوحيدة التي تميزهم، إذ هناك الكثير من الصفات التي ترتبط بالشخصية الاجتماعية.
وفيما يلي بعض من هذه الصفات:
1- الاجتماعيون يحبون الكلام
لعلّك لاحظت سابقًا أولئك الأشخاص الذي يكسرون الجليد دومًا في الحفلات واللقاءات، أو يقضون وقتهم في التنقل بين الطاولات للتحدّث مع الحضور. أو ربما تجدهم يبادرون بالتعرّف عليك وإلقاء التحية في الباص أو مركز التسوق. هؤلاء هم أصحاب الشخصية الاجتماعية. إنّهم يحبون التحدّث مع الآخرين، ويستطيعون بدء حوار مع أيّ شخص حول أيّ موضوع كان، فهم متشوقون دومًا للتعرّف على أشخاص جدد ومعرفة المزيد عنهم.
اقرأ أيضًا: الشخصية المترددة: أسبابها وكيفية التعامل معها
2- الاجتماعيون يشعرون بالنشاط عندما يتواجدون مع الآخرين
بعكس الانطوائيين، فالأشخاص الاجتماعيون لا يستمتعون بقضاء الوقت بمفردهم، حيث أن التواجد مع الآخرين يزيد من حيويتهم ونشاطهم. وإن تمّ تخييرهم بين قضاء العطلة في المنزل أو الذهاب لحضور مناسبة اجتماعية، سيكون خيارهم دومًا التواجد مع أشخاص آخرين، حتى لو كانوا يشعرون بالتعب أو يعانون من يوم سيء في العمل.
البقاء في المنزل ليس الطريقة الأمثل لشحن طاقة هؤلاء الأشخاص، لكن، جرّب أن تزجّ بهم بين مجموعة كبيرة من الناس، وسيشعرون كما لو أنّك قدّمت لهم كوبًا كبيرة من القهوة اللذيذة لزيادة نشاطهم.
3- الاجتماعيون يشاركون مشاعرهم مع الآخرين
يفضّل الأشخاص الانطوائيون ترتيب أفكارهم ومشاعرهم بمفردهم وفي صمت. في حين يشعر أصحاب الشخصية الاجتماعية بالتحسن إن هم تشاركوا همومهم ومشاكلهم مع أحدهم، سواءً كانت هذه المشاكل مهنية أو عاطفية أو غيرها.
اقرأ أيضًا: الشخصية المثالية في علم النفس: سماتها وكيفية التعامل معها
4- متعددوا الاهتمامات
يبحث أصحاب الشخصيات الاجتماعية عن التجارب الجديدة على الدوام، ولهذا السبب نجد أنّ اهتماماتهم تتطوّر وتتزايد بشكل مستمر، فهم على تواصل دائم مع الآخرين، وبالتالي فهم يتلقون معلومات جديدة على الدوام ويكتشفون اهتمامات جديدة طوال الوقت.
اقرأ أيضًا: الشخصية السلبية وكيفية التعامل معها
5- أشخاص منفتحون
يجد الأشخاص غالبًا أنّ أصحاب الشخصية الاجتماعية لطفاء ومنفتحون، يسهل التقرّب منهم، ذلك أنّهم لا يخجلون من التعبير عما يدور في رأسهم، ولا يفكّرون كثيرًا فيما سيقولون، إنهم فقط يقولون ما يخطر ببالهم على الفور دون خوف أو تردّد أو تفكير زائد.
6- يستمتعون بكونهم محور الاهتمام
لا يواجه الأشخاص الاجتماعيون أيّ مشكلة في التحدث أمام الجمهور، بل في الواقع، هم يحبون ذلك! إنهم يستمتعون بكونهم محطّ الاهتمام، لذا تجد أنهم هم الذين يلقون أفضل النكات في الحفلات، أو هم الذين يتحلّق حولهم الحضور لسماع قصصهم المسلية. إنهم لا يخافون من إظهار مهاراتهم ومميزاتهم على العلن، ولا يتضايقون من الاهتمام الموجّه عليهم إطلاقًا.
اقرأ أيضًا: الشخصية القوية: من هي وما هي سماتها؟
مفاهيم خاطئة قد نملكها حول الشخصية الاجتماعية
من خلال النظر إلى السمات الشخصية التي يتميّز بها الأشخاص الاجتماعيون، قد نبني في مخيّلتنا صورة خاطئة عنهم، فنرى أنهم أشخاص سعداء على الدوام، يجعلون الناس يضحكون ويعيشون حياة مثالية خالية من الهموم، غير أنّ هذه الصورة ليست صحيحة تمامًا وهنالك العديد من المفاهيم الخاطئة التي يمتلكها الناس حول الشخصيات الاجتماعية. نذكر منها الآتي:
1- الأشخاص الاجتماعيون ليسوا واثقين بأنفسهم على الدوام
يميل البعض لرؤية أصحاب الشخصية الاجتماعية على أنهم أشخاص واثقون من أنفسهم إلى أبعد حدّ، نظرًا لأنهم لا يخشون من التحدّث أمام الجمهور أو الحديث مع الغرباء. لكن، كما هو الحال مع كلّ واحد منّا، فالأشخاص الاجتماعيون لديهم شكوكهم الخاصة، ومخاوفهم التي تسيطر عليهم من حين لآخر. قد يكون من الصعب تخيّل أنّهم قد يعانون أحيانًا من مشاكل ترتبط بتقديرهم لأنفسهم أو ثقتهم بقدراتهم، إلاّ أنهم بشر في النهاية يواجهون ما يواجهه البشر من خوف وتدنٍ في الثقة بالنفس.
اقرأ أيضًا: 14 طريقة سهلة تحطم ثقتك بنفسك دون أن تشعر
2- يمكن للأشخاص الاجتماعيين أن يشعروا بالحزن والإحباط
يستمد الأشخاص الاجتماعيون طاقتهم من الآخرين، ويشحنون طاقتهم حينما يكونون مع الغير، لذا قد يعتقد البعض أنّهم يمتلكون مزاجًا رائعًا على الدوام، ويشعرون بالسعادة طوال الوقت. غير أنّ هذا المفهوم خاطئ بالطبع، فهم أيضًا قد يحسّون بالاكتئاب والحزن، ويصابون بالإحباط في حال لم يحصلوا على جرعتهم اليومية من الطاقة من خلال التعامل والتفاعل مع الآخرين.
اقرأ أيضًا: الشخصية المزاجية: سماتها وكيفية التعامل معها
3- يحب الأشخاص الاجتماعيون قضاء الوقت بمفردهم أيضًا
أجل، على الرغم من أنّهم أشخاص ودودون، يحبّون التحدث والاختلاط بالآخرين، إلاّ أنّ أصحاب الشخصيات الاجتماعية يحتاجون لقضاء الوقت بمفردهم أيضًا. إنهم يحبون أن يبقوا بمفردهم من وقت لآخر، فيقرأون كتابًا، أو يستمعون للموسيقى أو يشاهدون فيلمًا بمفردهم. كلّ ما في الأمر أنّ المدة التي يقضيها الأشخاص الاجتماعيون بمفردهم ليست بطول المدّة التي يقضيها الأشخاص الانطوائيون وحدهم.
4- يواجه الاجتماعيون صعوبة في العثور على الأصدقاء
أن تكون اجتماعيًا لا يعني بالضرورة أنّك قادر على بناء علاقات صداقة بسهولة ويسر. وقدرتك على بدء الحوار مع أيّ كان لا يعني أيضًا أنّك تمتلك آلاف الأصدقاء. فالبعض مثلاً يجد أنّ كثرة الكلام أمر مزعج، الأمر الذي قد يجعل من أمر العثور على الأصدقاء وتكوين صداقات جديدة، مهمّة صعبة للأشخاص الاجتماعيين، تمامًا كما هو الحال مع غيرهم.
5- يمكن للأشخاص الاجتماعيين أن يشعروا بالوحدة أيضًا
قد تملك آلاف الأصدقاء من حولك، ومع ذلك تجد نفسك وحيدًا، وربما تكون بمفردك ولا ينتابك هذا الشعور. هكذا هو الحال مع الأشخاص أصحاب الشخصية الاجتماعية. إنهم يحبون التواجد حول الآخرين ومعهم، لكن ذلك لا يعني أنّ الجميع يعرفون ما يشعر به هذا الشخص الاجتماعي، أو يفهمون ما يدور في أعماقه، وهو أمر قد يجعله يشعر بالوحدة الشديدة.
اقرأ أيضًا: 8 أسباب تجعلك تعيسا في عملك وطريقة التغلب عليها
6- الاجتماعيون ليسوا مهووسين بأنفسهم
صحيح أنّ الأشخاص الاجتماعيين يحبون أن يكونوا محطّ الاهتمام، لكن ذلك لا يجعل منهم أشخاصًا نرجسيين. تلك هي طريقتهم في التعبير عن أنفسهم، وعلى الرغم من أنها تبدو للبعض كشكل من أشكال الأنانية، إلاّ أن أصحاب الشخصية الاجتماعية يفعلون ذلك بهدف جعل من حولهم يشعرون بحال أفضل وحسب.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن الشخصية النرجسية: صفاتها، أنواعها وطريقة التعامل معها
كيف تتعامل مع الشخصية الاجتماعية في بيئة العمل؟
لابدّ أنّك تملك صديقًا أو قريبًا ذا شخصية اجتماعية، وقد تكون أنت نفسك شخصًا اجتماعيًا، وعلى الرغم من أنّ التعامل مع هذه الشخصية قد يكون سهلاً ومرنًا في الحياة اليومية، إلاّ أنّه في بعض الأحيان يصبح صعبًا في بيئة العمل الرسمية، فكيف تتعامل مع مديرك صاحب الشخصية الاجتماعية يا ترى؟ أو زميلك الاجتماعي؟
حسنًا إليك بعض الحقائق الصغيرة عن الأشخاص الاجتماعيين في بيئة العمل، والتي يمكنك الاستفادة منها، لبناء علاقات طيبة وناجحة مع مثل هؤلاء الأشخاص:
1- الاجتماعيون يحبون جلسات العصف الذهني
يستمتع الأشخاص الاجتماعيون (مدراء أو موظفون) باجتماعات العصف الذهني والمناقشات حول كيفية إيجاد حلول جديدة في العمل. ما عليك سوى أن تعطيهم بعض المساحة للتعبير عن أفكارهم، وسوف تتفاجأ بحلولهم الإبداعية المميزة.
اقرأ أيضًا: أفضل تقنيات العصف الذهني لحل المشكلات
2- يحبّون المديح
وهو أمر لا شكّ فيه، فمن منّا لا يحب أن يتمّ مدحه على ما بذله من جهد. كذلك الأشخاص الاجتماعيون يحبون تلقي التغذية الراجعة من مدرائهم أو زملائهم، وتزداد إنتاجيتهم حينما يشعرون أن مجهودهم يحظى بالتقدير والعرفان، فيتحمّسون لتقديم المزيد والعمل بشكل أفضل، الأمر الذي يحقق لهم نجاحات باهرة إن هم عملوا في بيئة مناسبة تقدّرهم وتحترمهم.
3- يمتلكون مهارات تواصل عالية
التواصل الفعّال المتميز هو نقطة قوّة الشخصيات الاجتماعية، فهو يقدّمون أداءً متميّزًا عند التعامل مع الزبائن والعملاء أو خلال تقديم العروض أمام أصحاب العمل. لذا إن كنت مديرًا، فلا تتردّد في تكليف موظفك الاجتماعي بمثل هذه المهام، وإن كنت موظفًا اجتماعيًا فلا تتردّد في عرض هذه المهارات على مدرائك، لأنها سترتقي بك في مسيرتك الوظيفية إلى مراتب متقدّمة.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التواصل وكيف يمكنك تطويرها
4- يحسنون قراءة لغة الجسد
نظرًا لكونهم اجتماعيين ويتفاعلون مع الآخرين على الدوام، فالأشخاص الاجتماعيون قادرون على فهم لغة الجسد جيّدًا. وقد ينتبهون إلى تفاصيل دقيقة لا يلحظها الكثيرون. لذا، عليك أن تنتبه جيّدًا أثناء التحدّث والعمل معهم. راقب نبرة صوتك، ووقفتك وحركة يديك، وأسلوبك في التواصل معهم. سيُلاحظون كلّ شيء مهما حاولت إخفاءه!
اقرأ أيضًا: أسرار لغة الجسد وتعابير الوجه؟
5- لابدّ لهم من شحن طاقتهم
في حال قضى الأشخاص الاجتماعيون وقتًا طويلاً في العمل بمفردهم في المكتب، سوف تتدنّى طاقتهم، ولابدّ لهم هنا من إعادة شحنها. سيحتاجون في هذه الحالة للتفاعل والتحدّث مع الآخرين لبعض الوقت حتى يتمكّنوا من ذلك. لذا من المهم إتاحة المجال لهم، من خلال مرافقتهم في استراحة قهوة قصيرة، أو تبادل أطراف الحديث معهم لعدّة دقائق، أو السماح لهم بالقيام بمثل هذه الأمور من قبل مدرائهم، بدلاً من توبيخهم أو اتهامهم بالتقصير وعدم الالتزام.
في ختام مقالنا، لابدّ من التنويه إلى أنّه من الصعب أحيانًا تصنيف الأشخاص كاجتماعيين بنسبة 100% أو انطوائيين مئة بالمئة. فقد يظهر بعضهم خصائص من كلا المجموعتين. وفي كلّ الأحوال، أن تكون اجتماعيًا لا يعني أنك أفضل من غيرك والعكس صحيح، لا يمكننا القول أنّ أحد أنواع الشخصيات أفضل من البقية. فلكلّ شخصية سماتها ومميزاتها، كما لها جوانب سلبية أيضًا.
كلّ ما عليك فعله هو محاولة فهم هذه الشخصيات، ومعرفة طباعها العامة، فذلك سيساعدك على التعامل معها بشكل أفضل، وبالتالي بناء علاقات أفضل أيضًا.
هل أنتم من الشخصيات الاجتماعية أم الانطوائية؟ أم انكم تجمعون بين النوعين معًا؟
شاركونا آرائكم وإجاباتكم من خلال التعليقات، ولمعرفة المزيد عن أنفسكم، لا تتردّدوا في تجربة اختبار تحديد الشخصية من موقع فرصة.
المصادر: lifehack.org، verywellmind
اقرأ أيضًا: ما هو الوعي بالذات وكيف تطوره؟
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التفاؤل وكيف تتقنها؟
اقرأ أيضًا: كيف أتمتع بقدر أكبر من القبول والود