تمّت كتابة هذا المقال بواسطة المتطوّع زيد الحق زياد العقاد من فلسطين
إن العمل التطوعي بمفهومه العام يعني تقديم خدمة ما للأفراد أو المجتمع بلا مقابل وله عدّة صور منها: العمل الخيري أو المشاركة في المبادرات المجتمعية أو مساعدة الآخرين بخدمات بسيطة ولكن تترك الأثر العميق في نفوسهم والعديد من الصور الأخرى.
وبغض النظر عن الطريقة التي يعبّر من خلالها الفرد عن رغبته في تقديم يد العون للآخرين، إلا أنّ العمل التطوعي بكلّ صوره له العديد من الفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع بالنفع.
قد يجهل البعض هذا الأمر فيعتقدون أنه فقط مساهمات ومساعدات مجانية تقدّم للغير دون الحصول على أيّ شيء بالمقابل، لكن إن أمعنت النظر عزيزي القارئ في أهمية التطوّع فستجد أنه يحمل بين ثناياه العديد من الفوائد للأفراد المبادرين ومجتمعهم.
فيما يلي 10 من أهم فوائد العمل التطوعي:
1- تحقيق الذات
وذلك من خلال تقديم الشخص نفسه للمجتمع عن طريق المشاركة في الأعمال التطوعية والمبادرات المجتمعية. فالعمل التطوعي وسيلة تعطي للفرد فرصة للتعرف على شرائح المجتمع المختلفة والانخراط بالمجتمع، فيبني الشخص كيانه ومكانته الاجتماعية في مجتمعه، ويثبت وجوده كشخص فاعل أثناء المشاركة في الأعمال التطوعية ممّا هذا يؤدي إلى شعوره بالانتماء والمسؤولية إزاء مجتمعه وأنه لا بد من إفادة مجتمعه حتى يترك أثره الإيجابي من خلال ما يقدمه له.
اقرأ أيضًا: تطوير الذات| معلومات مهمة لتطوير ذاتك
2- تعزيز الثقة بالنفس
العمل التطوعي واحد من الطرق التي تساعد الفرد على تعزيز ثقته بنفسه، فعندما يساهم في بناء وتطوير مجتمعه، يشعر بالفخر إزاء ذلك لأنه يترك بصمته الخاصة من خلال قيامه بالعمل التطوعي سواء كان ذلك المشاركة الفعلية فيه أو تقديم أفكار ومقترحات من شأنها أن تعمل على تطوير المجتمع.
وهكذا عندما يتمّ تبني فكرته لتطبيقها سيُدرك أهميته ودوره في المجتمع ممّا يعزّز ثقته بنفسه.
اقرأ أيضًا: 14 طريقة سهلة تحطم ثقتك بنفسك دون أن تشعر
3- تعزيز وتقوية مهارات التشبيك Networking Skills
يُسهم العمل التطوعي في تعزيز مهارات التشبيك لدى الفرد وبناء علاقاته الاجتماعية، وذلك من خلال عمله مع الآخرين. هذه العلاقات تقوده إلى تطوير ذاته وتعلُّم مهارات جديدة عندما يتبادل أفكاره مع أقرانه وزملائه من المتطوّعين فيجد منهم من يشاركه اهتماماته وهكذا يتبادلون الخبرة والتجربة فيما بينهم.
تكمن أهمية تلك العلاقات في توسيع خيارات الفرد الوظيفية في المستقبل حيث تمنح الشخص الخبرة الكافية التي تؤهله للحصول على وظيفته المستقبلية وذلك من خلال الاستفادة من أفكار ومهارات الآخرين الذين يشاركهم في العمل التطوعي فينمّيها ويطوّرها كي تخدم مجال اهتمامه أو اختصاصه.
اقرأ المزيد: ما هي مهارات التشبيك Networking Skills وكيف نطورها؟
4- تطوير المهارات القيادية
يجعل العمل التطوعي من الفرد شخصية قيادية وتلك من أهمّ الصفات التي يحتاجها الفرد للتأثير على الآخرين وكسب قلوبهم، حيث يكتسب تلك الشخصية القيادية من خلال أدواره المختلفة في الأعمال التطوعية، فيتنامى عنده الشعور بالمسؤولية وتدريجيًا يكتسب الصفات القيادية التي تؤهله مستقبلاً لإنشاء مبادرات تطوعية بشكل فردي.
مع مرور الوقت يبدأ الفرد بتوظيف مهاراته في سبيل تطوير المجتمع ويكون ذلك نابعًا من رغبته الخاصة، ممّا يطوّر مهاراته القيادية.
اقرأ أيضًا: ما هي المهارات القيادية وكيف أطورها؟
5- التخلص من الاكتئاب والمشاعر السلبية
واحدة من أهم الطرق التي تساعد على التخلص من الاكتئاب والمشاعر السلبية هي المشاركة في الأعمال التطوعية، حيث يتعرف الشخص من خلاله على أشخاص إيجابيين ومحفّزين فيأخذ منهم الطاقة الإيجابية التي تعزز على الإبداع.
ليس هذا وحسب، يعطي العمل التطوعي للفرد فرصة لتغيير محيطه والبيئة التي يعيش فيها فيكتشف عوالم أخرى وذلك يزيد من إنتاجيته ويطور من تفكيره الإبداعي فضلاً عن تأثيره الإيجابي على سلامه الداخلي والروحي والنفسي من خلال الأجواء الإيجابية والألفة التي تسود بين الأشخاص أثناء مشاركتهم في الأعمال التطوعية في مجتمعهم.
6- فرصة للتخلي عن العادات السلبية
تعتبر الأعمال التطوعية بكافة أشكالها واحدة من أهمّ العادات الإيجابية التي قد يضيفها الفرد في حياته اليومية لإقلاعه عن العادات السلبية مثل التدخين، فالمشاركة في الأعمال التطوعية تزيد من فرصة الاستثمار الأمثل لوقت الشخص حيثُ يوفر للشخص المساحة التي يمكنه من خلالها تقديم خدماته للمجتمع من خلال مشاركة الأشخاص الذين يجمعه بهم صفات مشتركة فيقضي معهم جزءًا كبيرًا من يومه، فيقتدي الشخص بالعادات الجيدة للأفراد الذين يشاركونه العمل التطوعي ممّا يعزز عنده الشعور بتغيير ذاته للأفضل والإقلاع عن عادته السلبية كالتدخين أو اهدار الوقت في ألعاب الفيديو أو غيرها من العادات غير الصحية.
اقرأ أيضًا: خمس طرق للتخلص من السلبية وتحقيق السلام الداخلي
7- وسيلة للإعمار وإسعاد الغير
إحدى الأسباب التي تجعل الشخص موفقًا في حياته هي تقديم المساعدة للأشخاص بلا مقابل، لذلك فإن العمل التطوعي وسيلة لكسب مرضاة الله عزوجل لأن ذلك العمل يدخل ضمن الأعمال التي يتقرب بها الشخص إلى الله من خلال إعمار مجتمعه وبناءه وتقديم يد العون والمساعدة للآخرين حتى بأبسط الامكانيات التي يمتلكها. فيترك ذلك أثراً كبيراً في نفوسهم عندما يُدخل عليها الفرحة ويجبر بخواطرهم، وينعكس ذلك على المتطوّع بالتوفيق والتيسير في حياته.
اقرأ أيضًا: كيف تقدم على فرص التطوع في الخارج ومحليا؟
8- زيادة خبرة الفرد وإثراء تجاربه
المشاركة في العمل التطوعي هو الطريق الذي يساعد الفرد على تحقيق أهدافه المستقبلية وذلك من خلال التجارب والخبرات التي يوظفها في التخطيط لأهدافه، حيث أن الناجحين في يومنا هذا هم من بدأوا حياتهم بتقديم خدماتهم بلا مقابل للحصول على الخبرة الكافية التي أوصلتهم فيما بعدُ إلى ما هم عليه الآن من تميّز. لقد كانت نقطة انطلاقهم من العمل التطوعي لذلك هو أحد المفاتيح التي تساعد الفرد للوصول إلى أهدافه، كما أن معظم العاملين في وظائف رسمية كانوا في البداية متطوعين ولكنهم أثبتوا أنفسهم بجدارة فحصلوا على عقد العمل الدائم في وظائفهم.
اقرأ أيضًا: أفكار مشاريع تطوعية ناجحة
9- تعزيز السيرة الذاتية للفرد
إذا كنت تسعى للحصول على منحة دراسية لإكمال دراستك في الخارج، فإنك تعلم جيدًا ما للنشاطات غير المنهجية من دور في زيادة فرص قبولك. تتطلّب معظم الفرص الدراسية في الخارج امتلاك خبرات ومهارات قيادية وقدرة على التأثير في المجتمعات، حيث يتمّ التركيز على هذه الجوانب أكثر من المستوى الأكاديمي.
وبالتالي فإنّ المشاركة في الأعمال التطوعية المحلية والعالمية هو فرصتك لتعزيز سيرتك الذاتية وبالتالي الحصول على فرص أفضل دراسية كانت أو وظيفية.
اقرأ أيضًا: كيفية التطوع والعمل مع الامم المتحدة
10- الشعور بالسعادة والرضا
أحد أسباب الشعور بالسعادة خلال اليوم هو إفادة الشخص لمحيطه بالمهارات التي يمتلكها، و التطوع هو أحد السبل للقيام بذلك.
إن كنت تبحثُ عن شعور دائم بالسعادة والرضا، فمساعدة الغير وتقديم العون لهم دون مقابل هو الحلّ لذلك. وهذا بالضبط ما يوفّره لك التطوع.
ممّا سبق نجد أنّ العمل التطوعي يشكّل بيئة حاضنة تساعد الشخص على تطوير ذاته واكتساب خبرات جديدة تسهم في تحقيق أهدافه من ناحية، و ترك أثره الإيجابي في المجتمع من ناحية أخرى. لذلك على الفرد أن يكون على يقين بأنه سيحصد ثمار ما زرعه خلال مشاركته في العمل التطوعي والأعمال الخيرية، وأنّ تعبه لن يذهب أدراج الرياح.
عن الكاتب:
زيد الحق العقاد 22 عامًا، من فلسطين. خريج آداب لغة انجليزية من الجامعة الاسلامية ويعمل الآن كمتطوع ومدرب، كما أنه كاتب قصصي ومقالات ومهتم بمجالي التنمية البشرية وعلم النفس.