تمت كتابة هذا المقال من قبل: سارة علي
يعتبر الـ SEO أو تحسين محرّكات البحث وسيلة لزيادة حركة مرور الويب الخاصّة بموقعك الإلكتروني، حيث ينطوي على العديد من الاستراتيجيات والأساليب التي تسهم في جذب المزيد من الزوّار وإقناعهم أيضًا لشراء الخدمات أو المنتجات التي تعرضها في الموقع.
واحدة من أهمّ هذه الاستراتيجيات هي “نية البحث”، والتي يمكنك من خلالها استهداف الزوّار المناسبين لموقعك، وحثّهم على العودة إليه بل وشراء ما تقدّمه لهم. فما هو المقصود بها؟ وكيف يمكنك التعرّف على نية البحث الصحيحة، وكيف تستطيع الاستفادة منها؟
هذا ما ستتعرّف عليه بالتفصيل في مقال اليوم!
اطلّع الآن على مقالات مفصّلة وشاملة حول كلّ ما يتعلّق بعالم صناعة المحتوى الرقمي من كتابة وتسويق وتصميم وغيرها. تصفّح المقالات الآن
ما هي نيّة البحث Search Intent؟
تهمُّ بشراء جهاز جوال جديد ولكن قبل هذا، تحتاج لأن تشرع ببحث مصغر عن آخر إصدارات الآيفون لِترى إن كانت تتناسب مع احتياجاتك التقنية وقدرتك المادية، فتتجه لمحرك البحث وتكتب في خانته: “آيفون 13” على سبيل المثال.
ستُفاجئ بعروض خاطفة وصفقات بيع صارخة لهذا الجهاز تحديدًا ولعدد من أجهزة “أبل” الأخرى أيضًا على مجموعة من منصات متاجر ضخمة وتجّار أجادوا لغة حوار الخوارزميات، أما بالنسبة لمُراجعاتٍ مفصلة لمزايا وسلبيات هذا الجهاز ابتداءً من الإسهاب في تفاصيل صفاته والنطاق الطبيعي لسعره في السوق وانتهاءً بتشكيلة ألوانه التي أصدرتها شركة “أبل”، فلن تجدها -وهي المعلومات التي ترتبط بِنية بحثك- إلا في نهاية الصفحة الثانية من نتائج البحث.
نستنتج من اعتيادية هذه القصة أن نية البحث (Search Intent) أو كما تعرف أيضاً بِنية المستخدم (User Intent)، ما هي إلا دافع كلّ بحث يجيب أيّ تساؤل أو يلبي أيّ طلب يُكتب على محركات البحث، فلماذا قام شخص ما بعملية البحث هذه؟ هل يهدف لتعلّم شيء بعينه؟ هل ينوي القيام بعملية شرائية؟ أم أنه يبحث عن صفحة موقع معين؟
ومما لا شك فيه أن نية البحث تشكل جزءًا مهمًا من عملية تحسين محرّكات البحث أو السيو (SEO) والتي تُعنى بإجراء تحسينات على جميع صفحات المواقع بلا استثناء عن طريق استهداف الكلمات المفتاحية على محركات البحث مثل جوجل، و Yahoo، و Ask، و غيرها.
اقرأ المزيد: كل ما تحتاج معرفته حول تحسين محركات البحث SEO
أنواع نية البحث
بما أن الأهداف المراد تحقيقها من البحث تختلف تبعًا لاختلاف نية البحث من شخص إلى آخر، فضلاً عن احتمالية تغيير هدف البحث أثناء التجول بين مختلف النتائج، والتي قد تصبّ معظمها في النداء لشراء منتج ما كانت نية البحث عنه تقتصر على جمع المعلومات فحسب، فإن نية البحث تتفرع لعدة أنواع أشهرها هي الأربعة التالية:
1- نية بحث معلوماتية (Informational Intent)
تهدف نية البحث المعلوماتية إلى البحث عن المعلومات البحته حيث أنها تجيب على أسئلة محدّدة لمعرفة معلومات معينة، مثل “من هي ملكة بريطانيا؟” أو حتى على أسئلة تتطلب الإجابة بإسهاب وعمق أكثر: “كيف تعمل محركات البحث؟” ولا يشترط على النية المعلوماتية أن تكون بصيغة سؤال فحسب، فـ “أغنى رجل بالعالم” يعد بحثًا معلوماتيًا أيضًا. و فيما يلي أمثلة على نوعية المحتوى الذي يندرج تحت هذا النوع من البحث:
- “من هي أم كلثوم؟”
- “الطقس اليوم”
- “خطوات كتابة المحتوى”
- “دليلك إلى الـ NFT”
- “كيف تكتب سيرة ذاتية؟”
2- نية بحث تصفحية (Navigational Intent)
أما بالنسبة لثاني نوع فهو يهدف للانتقال إلى صفحة موقع بعينه، ويكون الباحث بهذه النية يعرف ما المراد ببحثه وإلى أين يريد أن ينتقل حيث أنه من الأسهل والأسرع توكيل أمر إيجاد الصفحة لمحرك البحث بدلاً من كتابة الرابط URL في شريط العنوان، كأن تكتب “تويتر” أو “الفيس بوك” أو “فرصة” في محرك البحث.
3- نية بحث معاملاتية أو شرائية (Transactional Intent)
أصحاب هذه النية غالبًا ما يبدون في مزاج للابتياع وهم كذلك يعرفون ما الذي يريدون ابتياعه بالتحديد، ولكنهم يريدون البحث عن مكان أو متجر أو صفحة يشترون منها المنتج الذي تم تحديده مسبقًا.
4- نية بحث تجارية (Commercial Intent)
كما في المثال الذي ذكرناه في بداية هذه المقالة، حينما كنت قد عزمت على اقتناء هاتف نقال جديد وشرعت بعدها بالغرق في بحر من الإعلانات التجارية التي استولت على صفحة نتائج البحث الأولى وأنت لم تقم بعد باتخاذ قرار نهائي عمّا اذا كان الهاتف مناسبًا لك أم لا، بل كنت تبحث عن مراجعات أدلى بها تقنيون خبراء وربما مقارنات بين هذا الهاتف و غيره لتحصل على أفضل خيار يتناسب مع احتياجك كمستهلك، وهذا يشير إلى أن نية البحث التجارية تسبق الشرائية. وربما استطعت الوصول إلى هدفك من نية البحث هذه خلال أقصر وقت ممكن، إذا استخدمت هذه الكلمات:
- “مراجع آيفون 13”
- “أفضل إصدارات الآيفون لعام 2022”
- “الفرق بين آيفون 13 و12”
من الجدير بالذكر أنّه وخلال رحلة البحث قد تظهر بعض الحملات التسويقية والعروض الترويجية التي من شأنها أن تؤثر على المستخدم وتستحثّه للانتقال إلى مرحلة الشراء الفعلية واتخاذ قراره النهائي.
اقرأ أيضًا: كيف تضع استراتيجية محتوى ناجحة؟
كيف أستفيد من نية البحث كصانع محتوى؟
الآن وبعد أن تعرّفت على أنواع نية البحث، قد تتساءل: كيف يمكنني أن أسخرها لصالحي كصانع محتوى؟ وكيف أستطيع جذب حركة مرور أعلى إلى موقع الويب الخاصّ بي باستخدامها؟
حسنًا، بإمكانك ذلك من خلال الخطوات الثلاث التالية:
الخطوة الأولى: تحقق من مدى دقة نتائج صفحة البحث
لو على سبيل المثال أخذنا نظرة على محرك البحث “جوجل” وبحثنا عن “كيف تكتب سيرة ذاتية” مرة كل شهر لوجدنا أن نتائج البحث في تغير مستمر بحيث أن ما سيظهر لك اليوم في أول صفحة نتائج البحث من المحتمل أن يظهر لك في الصفحة التالية في غضون شهر واحد، حيث أن قوة حضور نتائج البحث تتغير وتتذبذب في صفحات النتائج مع مرور الوقت. وبناء على ذلك فإن فكرة الاعتماد الكليّ على طبيعة نتائج البحث التي تكتسح مقدمة صفحة النتائج الأولى لتحديد نوعية نية المستخدم أو نية البحث المراد إدراج محتواك ضمنها قد لا تخدمك بقدر ما تتصور، وذلك لاقتصار حُكمك على نتيجة نية البحث هذه في الوقت الحاضر دون أخذك في الحسبان لتاريخ تأثير كلماتك المفتاحية المستهدفة.
ماذا يعني ذلك؟
هذا يعني ببساطة أنّ عليك استخدام أدوات تحسين محركات البحث المناسبة لتحديد نيّة البحث بشكل أدق، والحرص على مراجعة مدى توافق المحتوى الذي تقدّمه في موقعك مع نيّة البحث كلّ بضعة أشهر.
اقرأ أيضًا: الكلمات المفتاحية وتحسين محركات البحث
الخطوة الثانية: تأكد أن محتواك يتوافق مع عناصر نية البحث
وهي ثلاث عناصر أساسية تشمل ما يلي:
1- نوعية المحتوى (Content Type)
ويشمل هذا العنصر جميع أنواع المحتوى التي غالبًا ما تكون عبارة عن: نشرة مدونة، أو صفحة المنتج، أو صفحة فئات المنتج، أو صفحة الهبوط، أو فيديوهات…الخ
ألقِ نظرة على نتائج بحث “فستان زفاف” على سبيل المثال:
تستطيع الجزم من خلال الروابط البارزة على صفحة النتائج بأن جميع نتائج هذا البحث عبارة عن صفحات متاجر إلكترونية، وتحديدًا صفحات فئات منتج كهذه:
لكن ماذا لو بحثنا عن “كيف تصنع الشوكولاتة” مثلاً؟
هذا ما سيظهر لك في هذه الحالة:
من خلال إلقاء نظرة خاطفة على هذه الصفحة ستلاحظ أن نوعية المحتوى الأكثر نشرًا وتجاوبًا مع سؤال البحث هي وصفات طهي مكتوبة أو على شكل فيديوهات يوتيوب أو صور.
وتكمن مهمتك هنا في الملاحظة والتعرف على نوعية المحتوى الذي يكتسح نتائج نية البحث ومن ثم موائمة محتواك الذي تصنعه معها.
إن كنت ترغب في صناعة محتوى حول كيفية صنع الشوكولاتة، فالشكل الأمثل سيكون على الأرجح، فيديو يوتيوب، أو وصفة طبخ، ولكن يكون مدوّنة صوتية مثلا.
2- هيكلة المحتوى (Content Formation)
وتُعنى بالطريقة المشكّلة والمهيكلة لمحتوى الصفحات الأولى في صفحات نتائج البحث، والتي قد تكون على شكل: مراجعات، أو مقارنات، أو إرشادات مزودة بخطوات صنع أو بناء شيء ما، أو قائمة صور، وغيرها من الهياكل المختلفة لصياغة المحتوى بأفضل طريقة تتناسب مع مضمونه وطريقة إيصاله للباحثين. ولو نظرنا إلى نتائج “كيف تكتب سيرة ذاتية”، لوجدنا أن معظمها عبارة عن إرشادات للقيام بخطوات معينة:
بينما تنحصر غالبية نتائج البحث عن “أجمل مدن فرنسا” ضمن قوائم من الصور:
اقرأ أيضًا: فنّ كتابة المحتوى
3- زاوية المحتوى (Content Angle)
ويشير العنصر الأخير من عناصر صناعة المحتوى إلى الزاوية التي تهم الباحثين في المحتوى المستهدف، فنلاحظ أن السرّ وراء ارتقاء صفحات معينة في نتائج البحث يكمن في كلمات مفتاحية تهم الباحثين في نية بحث معينة يستهدفونها. ونستطيع أن نلحظ عندما نبحث عن “طريقة صنع الوافل” عدة زوايا مختلفة تهم الباحثين ولكن تدلي بالنتيجة نفسها:
وتتلخص هذه الزوايا في ما يلي من الكلمات: أبسط، و سهلة وبسيطة، والسريع والسهل.
أما في حال كانت نية البحث شرائية كما في ” شراء أحذية أون لاين” فسنرى العديد من المتاجر وتجّار التجزئة الذين يروجون لأسعارهم المنافسة ولتخفيضاتهم المحدودة في نتائج البحث.
وفي هذا إشارة على أن الأسعار تشكل عاملاً مؤثرًا على كسب الباحثين ومن ثم تحويلهم لعملاء محتملين.
اقرأ أيضًا: كثافة الكلمات المفتاحية Keyword Density: هل هي مهمة حقا للـ SEO؟
الخطوة الثالثة: استلهم من النتائج الظاهرة في صفحة نتائج البحث
أخيرًا وليس آخرًا، إذا عزمت على استهداف كلمة مفتاحية تتوج بها محتواك الذي صنعته فعليك بإجراء تحليل دقيق لصفحات نتائج البحث وللنتائج الأولية على حدّ سواء، ومما لا شك فيه أن هذه هي الطريقة المُثلى لفهم أسلوب المحتوى الذي يجذب الناس لرؤيته وبالتالي نوعية المحتوى الذي ستتحدث أنت بدورك عنه.
قد تتساءل هنا: كيف يمكن أن نجري تحليلاً دقيقًا لصفحات نتائج البحث؟
إليك بعض النصائح التي تساعدك على ذلك:
1- اطّلع على صندوق “People also ask” أو “أسئلة طرحها الآخرون”
يعد هذا الصندوق كنزاً يسرّ كل صانع محتوى إذا ما وجده في صفحة البحث، ولاسيما أنه لا يظهر دائمًا في صفحات نتائج البحث.
اضغط على السهم الصغير بجانب كلّ سؤال لترى مزيدًا من الأسئلة. ربما قد تكون هذه الأسئلة هي ما تود أن تغطيه وتجيب عليه من خلال محتواك الذي تصنعه.
2- قم بزيارة نتائج البحث الأولى في صفحة البحث
لا شيء سيجعلك ملمّا بنتائج نية البحث أكثر من زيارة الصفحات الأولى في نتائج البحث نفسها، حيث أنّها تحتل المرتبة الأولى لسبب وجيه… إنّها تُرضي نيّة بحث المستخدمين، ولذا قام محرّك البحث جوجل بتصنيفها وترتيبها قبل غيرها من الصفحات.
عند زيارة هذه الصفحات، انتبه لنوع المحتوى المعروض فيها، طريقة ترتيبه، الأفكار التي تمّ تغطيتها، استخدام الفيديوهات والصور… الخ.
ولتضمن منافسة هذه المواقع احرص على صناعة محتوى يغطي ما قامت هذه المواقع بتغطيته بالإضافة إلى جوانب أخرى أيضًا. ولا تنسَ استهداف الكلمات المفتاحية نفسها التي تستهدفها هذه المواقع.
انتبه! إيّاك وإعداد محتوى مطابق تمامًا لما تراه في نتائج البحث، فذلك سيضرّ أكثر ممّا ينفع، احرص على صناعة محتوى أصلي ومتفرّد، يغطي ما تغطيه المواقع الأخرى وأكثر.
اقرأ أيضًا: كيف تضع استراتيجية محتوى ناجحة؟
سجل الآن في الدورات المميزة عبر الإنترنت في مجال التكنولوجيا والبرمجة واكتسب مهارات جديدة سجل في الدورات
في الختام، ربما تبدو فكرة “اتبّاع القطيع” لكثير من أصحاب العمل الحر وصنّاع المحتوى -وخصوصًا المستقلين منهم- فكرة مضجرة أو مسيئة أو تتنافى مع القدرة على الإبداع وخلق محتوى فريد، ولكنها في الحقيقة أفضل نهج يمكن لصانع المحتوى أن يتبعه، فإذا كانت معظم نتائج نية بحث ما عبارة عن إرشاد بخطوات معينة فاجعل محتواك يرشد الباحثين بخطوات معينة، وإن كانت لا تخلوا من قوائم الصور فاجعل محتواك أيضاً يضجّ بجميع أنواع الصور المرتبطة به وهكذا.
المصادر: Yoast، mostaql، ahrefs، backlinko
اقرأ أيضاً: 10 اقتباسات لوضع استراتيجة SEO ناجحة