يُعدّ الشعور بعدم الإنتاجية أو قلة الإنتاجية أو العجز عن إنجاز المهام على النحو المطلوب من أكثر المشاعر الإنسانيَّة شيوعًا في العصر الحالي، والَّتي يُمكن أن تُسبِّب شعورًا كبيرًا بالإحباط وتأنيب الذات. يبدو الأمر كما لو كُنتَ عالقًا في رمالٍ مُتحرِّكة، كلما حاولت الخروج، غُصت في الرمال بشكلٍ أعمق. مع اقتراب نهاية اليوم، يتبقَى لديك هذا الشعور المُزعج بالندم، وتتساءل أين ذهب الوقت ولماذا لم تكن قادرًا على إنجاز المزيد!
ولأنَّ الإنسان لا يكفّ عن السعي لتطوير ذاته، نُقدِّم لك مجموعة من الدورات التي ستساعدك على ذلك. تصفح الدورات الآن على موقع فرصة
لا شكَّ أنَّ الكثيرين منّا يُعانونَ من هذا الشعور، ولكنَّ الأمر لا يتعلَّق فقط بمُجرد شعور، فالخطر الحقيقي هو ما يترتَّب عليه من تأثير على حياتك من حيثُ الدخول في حلقة مُفرغة من الفوضى التي لا تنتهي. عندما تشعُر بأنَّك غير منتج، فإنَّه يُمكن أن ينتابك الإحباط والشعور بالعجز وعدم الرضا عن الذات، وقد يُصبح من الصعب عليك إدارة وقتك بفاعليَّة، ممّا يُؤدّي إلى الدخول في حالة من العشوائيَّة وعدم الترتيب.
نتيجةً لذلك، قد يؤدّي هذا الشعور إلى تراجع الأداء وتأخّر إنجاز المهام والعمليَّات المطلوبة، ممّا يزيد من الإحباط ويؤدّي إلى الدخول في دوّامة لا تنتهي من الإحباط والسلبيَّة. ولكن، إذا مللت من الشعور بأنَّك عالق في هذا المأزق، فتأكَّد أنَّك لست وحدك.
في الواقع، الكثير من الناس يشعرون بهذا الشعور بشكلٍ مُتكرِّر، سواء في العمل أو في الحياة الشخصية. يُمكن أن يكون هذا الشعور بسبب الضغط النفسي أو الإرهاق أو الكسل أو الإحباط أو غير ذلك من العوامل الأخرى التي تُؤثِّر على التركيز والإنتاجية.
في هذا المقال، سنُلقي نظرة على أسباب عدم الإنتاجية ونُقدِّم لك خطوات عملية يُمكنك اتباعها لاستعادة السيطرة على وقتك وزيادة إنتاجيتك.
سواء كُنت شخصًا مُحترفًا في مجالك وترغب في مُضاعفة إنتاجيَّتك أو شخصًا يتطلَع إلى تحقيق أقصى استفادة من يومه، فإنَّ هذا المقال سيُقدِّم لك إستراتيجيات قيِّمة لمُساعدتك في التغلب على الحواجز التي تعيقك.
تعلَّم أيضًا: كيف أتخلَّص من الإحباط والسلبية؟
اقرأ أيضًا: تطوير الذات| معلومات مهمة لتطوير ذاتك
لماذا تشعر بأنك غير منتج؟
يُعتبر الشعور بعدم الإنتاجية تجربة مُعقدة تتأثر بمجموعة مُتنوعة من العوامل. لذلك، من المُهم أن تكون على دراية بالأسباب الأكثر شيوعًا التي قد تجعلك تشعُر على هذا النحو حتّى تتمكن من التغلب عليها:
1- تعدد المهام
يُعدّ الشعور السائد بوجود الكثير من المهام التي يجب القيام بها أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الناس يشعرون بأنهم غير منتجين. من السَّهل أن تشعُر بالإرهاق عندما تزداد قائمة المهام الخاصَّة بك كل ساعة، حتّى ينتهي بك الأمر أمام عدد كبير من المسؤوليات التي يتعين عليك التوفيق بينها جميعًا. ألم بحدث ذلك مع معضمنا؟
يُمكن أن يؤدّي هذا الأمر إلى صعوبة في اتِّخاذ القرار أو صعوبة في اتِّخاذ أول خطوة للبدء، ممّا يؤدي بدوره إلى تأجيل العمل. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يُؤدّي الإجهاد الذهني الناتج عن أداء مهام مُتعدِّدة إلى الشعور بالعجز وانخفاض الإنتاجية في المُجمل.
تعرَّف على: مهارات تعدد المهام: ما هي وكيف أطورها؟
اقرأ أيضًا: المعايير العشرة لتحقيق النجاح
2- عدم القدرة على التخلص من المُشتتات
لا شكَّ أنَّنا نُعاني من تشتت الانتباه أثناء العمل بين الحين والآخر، حيث يرجع ذلك إلى وجود العديد من المُشتتات من حولنا مثل الهواتف الذكية وإشعارات وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.
لذلك، بدون وجود إستراتيجية فعالة للتعامُل مع هذه المُشتتات سيُصبح من السهل أن تفقد تركيزك عن المهام المطلوبة، ممّا يُؤدّي بدوره إلى انخفاض الكفاءة. على سبيل المثال، عندما تستخدِم وسائل التواصل الاجتماعي أثناء العمل، يُمكن أن تنتابك الرغبة في التفاعل مع المُحتوى المُتاح وهذا بدوره يُمكن أن يؤدي إلى تشتت الانتباه وتشتيت التركيز عن المهام والأعمال المطلوبة.
علاوةً على ذلك، قد يؤدي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ مُفرط إلى الإدمان ممّا قد يُسبِّب تأثيرًا سلبيًا على التركيز بشكلٍ عام وعلى الصحة العقلية والنفسية.
اقرأ أيضًا: قائمة 10 من أفضل دورات التنمية البشرية وتطوير الذات
3- المثالية المفرطة في العمل
قد يؤدي السعي إلى التَّحكم الكامل في كل تفصيلةٍ صغيرة من تفاصيل العمل إلى الشعور بالتراخي والرغبة في التأجيل. يرجع ذلك إلى قضاء وقتٍ طويل في التفاصيل الصغيرة من أجل الوصول إلى النتيجة المثالية، ممّا يؤدّي في النهاية إلى التأخر ومنع التقدم في العمل.
في إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة “Personality and Social Psychology Review” عام 2017، وقام بإجرائها باحثون من جامعة يورك في كندا، وجد الباحثون أنَّ الأشخاص الذين يسعون للكمال والمثالية المُفرطة في العمل يميلون إلى الكسل أكثر من غيرهم، ويميلون إلى تأجيل العمل وتفادي المهام الصعبة. ووجدت دراسة أخرى أن الأشخاص الذين يسعون للكمال يُعانون من مستويات أعلى من الإحباط والتعب، مما يؤثر على الإنتاجية وجودة العمل.
على سبيل المثال، إذا كُنت تُراجع وتُعيد كل خطوة في عملك بقلقٍ شديد، فقد تُواجه صعوبة في إنهائه قبل الموعد النهائي ممّا سيؤدي بدوره إلى شعورك بعدم الإنتاجية. لذلك، من المُهمّ أن تتخلَّص من رغبتك في الوصول إلى النتيجة المثالية في العمل. وتذكَّر أنَّ المثاليَّة أمر جيد، لكنَّ المثالية المُفرطة ستُسبِّب لك بالتأكيد هذا الشعور بقلة الإنتاجية.
تصفَّح الآن: ما هو إدمان العمل وكيف تتعامل معه؟
اقرأ أيضًا: قائمة 10 من أفضل كتب التنمية البشرية
4- فقدان الاتجاه
قد يكون الحفاظ على الشغف والتركيز في العمل أمرًا صعبًا بدون وجود اتجاه واضح أو أهداف مُحدَّدة للعمل، حيث يُمكن أن يؤدي الغموض حول النتيجة المرجوة إلى الشعور بالكسل والتراخي.
تمنحك الأهداف المُحدَّدة إحساسًا واضحًا بالهدف، بالإضافة إلى خارطة الطريق التي يجب عليك اتِّباعها، ممّا يسمح لك بالبقاء على المسار الصحيح وتجنّب الجهد غير المجدي. فعندما يفتقد الشخص الأهداف المُحدَّدة والواضحة، فإنَّه وبلا شك يميل إلى الشعور بالتشتت، ويُصبح من الصعب عليه تحفيز نفسه والعمل بجد لتحقيق الأهداف والطموحات الشخصيَّة.
اقرأ أيضًا: قائمة بأفضل كتب المساعدة الذاتية لعام 2021
5- عدم تحديد الأولويات
يُمكن أن يؤدّي عدم تحديد أولويات المهام إلى سلوكيات غير مُنتجة في العمل، فعندما يبدو كل شيء على نفس القدر من الأهمية، قد تجد نفسك تقفز من مهمةٍ إلى أُخرى دون إحراز تقدمٍ كبيرٍ في أي منها.
علاوةً على ذلك، يُمكن أن يُؤدِّي التركيز على المهام الثانويَّة وتأجيل المهام الأساسيَّة والمُهمة إلى ضياع الوقت والجُهد بدون إنجاز أي شيء يُذكر.
إليك الآن: 8 نصائح تساعد الأشخاص المماطلين على ترتيب أولوياتهم!
اقرأ أيضًا: الكايزن | تعرف على مهارات التطوير المستمر وكيفية اكتسابها
6- نقص الطاقة
عند تنفيذ أيّ مُهمَّة، من المؤكَّد أنَّه يجب توافر كل من الوقت والطاقة اللازمَيْن لإنجازها بسهولة. لذلك، إذا كُنت مُرهقًا أثناء العمل، فلن تتمكَّن من الأداء بأقصى إمكانياتك وسوف ينتهي بك الأمر إلى الشعور بالإحباط أثناء محاولة تعويض الوقت فيما بعد. وعلى النقيض، إذا كُنتَ نشطًا ومُتنبهًا، فستتمكَّن من العمل بكفاءة وفعالية أكبر.
لذلك، من المُهمّ أن تنال قسطًا كافيًا من النوم (7-8 ساعات)، وأن تتناول الطعام الصحي وتُمارس الرياضة بانتظام حتى تضمن وجود ما يكفيك من الطاقة لأداء مهامك بانتظام.
اقرأ أيضًا: تعلم فن تسويق الذات
إليك الآن:5 نصائح مهمة تساعدك على تحقيق أحلامك الكبيرة!
7- فقدان الحافز
من الأكيد أنَّه من الصعب أن تظل مُلتزمًا بمهامك عندما تفتقر إلى الحافز الداخلي أو الخارجي. بصرف النَظر عن العوامل الداخلية مثل وضوح الهدف ومُستوى الطاقة، يُمكن أن يكون للعوامل الخارجية تأثير كبير على أدائك. تشمل هذه العوامل الخارجية ما يلي:
-
عدم التقدير: هل جرَّبت من قبل شعور أن تمُر مجهوداتك ومُساهماتك دون أن يُلاحظها أحد أو دون أن يشكرك أحد عليها؟ يُمكن أن يُؤدّي هذا الشعور بعدم التقدير إلى انخفاض الأداء بشكلٍ كبير نتيجة لفقدان الرغبة في بذل المزيد من الجُهد.
-
التعويض غير الكافي أو غير العادل: التعويض هو مكافأة خارجية تحصل عليها نتيجة لعملك، وعندما لا تحصُل على التعويض الذي تستحقه نتيجة لمجهوداتك، فقد يُقلل ذلك من دافعك للأداء الجيد.
-
فرص نمو محدودة: يُمكن أن يؤدي عدم وجود فرص للتقدم الوظيفي أو تنمية المهارات أو النمو الشخصي إلى انخفاض الحافز، حيثُ غالبًا ما يكون الدافع وراء العمل هو النمو المهني والترقي الوظيفي.
اقرأ أيضًا: كيف تعثر على هدفك في الحياة؟
ماذا تفعل عندما تشعر بأنك غير منتج؟
من المؤكَّد أنَّ الشعور بعدم الإنتاجية هو أمر محبط، وخصوصًا إذا كان لديك الكثير من الأهداف التي ترغب في تحقيقها. ولكن لحسن الحظ، فهنالك خطوات عمليَّة يُمكنك اتَّباعها لاستعادة إحساسك بالإنتاجية والعودة إلى المسار الصحيح. فيما يلي 7 إستراتيجيات لمُساعدتك على التحرر من قيد عدم الإنتاجية:
1- فكِّر في هدفك
من الضَّروري أن تقضي بعض الوقت في التفكير في هدفك أو ما تُريد تحقيقه، فكما ذكرنا يُمكن أن يكون لقلة الوضوح تأثير سلبي على دافعك وإنتاجيتك. ضع في اعتبارك الأشياء المُهمة بالنسبة لك والتي تُرضي طموحاتك. بعد ذلك، حدِّد هدفًا واضحًا وقابل للقياس يتماشى مع قيمك وتطلّعاتك.
فكِّر في أهدافك طويلة المدى، هل تُريد التَّرقي الوظيفي أم تُريد الاستقلال وإنشاء العمل الخاص بك بعد الحصول على الخبرة اللازمة من وظيفتك؟ سيُوفِّر لك توضيح هدفك النهائي التوجيه الذي تحتاجه، مما سيسمح لك بالبقاء مُتحمِّسًا أثناء العمل على تحقيقه.
إذا كان الوصول إلى أهداف طويلة المدى أمرًا صعبًا بالنسبة لك في الوقت الحالي، فحاول تحديد هدف يومي أو هدف أسبوعي، حيثُ يُمكن أن تُحفِّزك هذه الأهداف على بدء العمل على شيء ذي معنى.
تعلَّم الآن: كيف تعثر على هدفك في الحياة؟
اقرأ أيضًا: الإيجابية السامة: لماذا قد يصبح التفاؤل أمرا سيئا؟
2- قسِّم هدفك إلى مهام أصغر
يُمكن أن تكون المهام الكبيرة والصعبة مُخيفة بعض الشيء بالنسبة لك، ممّا قد يدفعك إلى التأجيل. لذا، من المُهم أن تُقسِّم هدفك إلى مهام أصغر وأكثر قابلية للتنفيذ بحيث يُمكنك إكمال خطوة واحدة في كل مرة. يُمكن أن يساعدك التركيز على المهام الصغيرة في اكتساب الثقة بالنفس وإحراز التقدم المطلوب وزيادة الإنتاجية.
لتقسيم المهام بشكلٍ فعال، يُمكنك اتِّباع طريقة التحديد والتقسيم التي ستُساعدك في تقسيم مهامك على النحو المطلوب. وفيما يلي كيف تقوم بذلك:
أولًا: التحديد
فلنفترض أنَّك قد بدأت بالفعل في تحديد الهدف النهائي لمشروعك وهو إطلاق دورة دراسية عبر الإنترنت مع ما لا يقل عن 1000 طالب مُسجّل خلال الشهر الأول. مع وضع هذا الهدف في الاعتبار، عليك أن تبدأ في تحديد الخطوات أو المراحل التي ستُحقق هذا الهدف من خلالها على النحو التالي:
-
المرحلة الأولى: تطوير منهج الدورة التدريبية ومُحتواها.
-
المرحلة الثانية: إنتاج مواد ومقاطع فيديو عالية الجودة للدورات التدريبية.
-
المرحلة الثالثة: تسويق الدورة والترويج لها لجذب الطلاب.
-
المرحلة الرابعة: مُراقبة الإقبال على الدورة وجمع التعليقات والاقتراحات لتحسين الدورة التدريبية.
ثانيًا: التقسيم
بعد ذلك، قُم بتقسيم كل مرحلة إلى خطواتٍ أصغر يُمكن إكمالها في غضون ساعة. على سبيل المثال، بالنسبة للمرحلة الأولى:
-
الخطوة الأولى: البحث وتحديد الموضوعات الرئيسية لمنهج الدورة.
-
الخطوة الثانية: كتابة خطط الدروس التفصيلية لكل وحدة من وحدات الدورة التدريبية.
ثالثًا: التلخيص
في النِّهاية، يجب عليك تقدير الوقت المطلوب لتنفيذ كل خطوة ومرحلة حتّى تتمكَّن من إنشاء جدول زمني دقيق للمشروع بأكمله.
باستخدام هذه الطريقة، يُمكنك تقسيم مشروعاتك الكبيرة إلى مهام صغيرة يُمكن إدارتها وإنشاء جدول زمني واقعي لتحقيقها.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن وضع الأهداف Goal Setting
3- حدِّد أولوياتك
يُعدّ تحديد الأولويات أمرًا ضروريًا لتجنّب الشعور بالإرهاق عندما تتولّى العديد من المهام في وقت واحد. يُمكنك استخدام أسلوب “البنية الفوقيَّة” لتحديد أولوياتك بسهولة. تسمح لك طريقة البنية الفوقية بتصنيف المهام على أنَّها “ذات أولوية قصوى” أو “ضرورية” أو “يُمكن تأجيلها”، ثم جدولتها بناءً على توافقها مع هدفك.
على سبيل المثال، تخيَّل نفسك كمدير مشروع يُوازن بين عدد من المهام. باستخدام طريقة البنية الفوقية، يُمكنك تصنيف المهام على النحو التالي:
-
مهام ذات أولوية قصوى: مثل وضع اللمسات الأخيرة على خطة المشروع، والحصول على موافقات أصحاب المصلحة للبدء في العمل.
-
مهام ضرورية: مثل جدولة اجتماعات الفريق، وتحديث أداة إدارة المشروع.
-
مهام يُمكن تأجيلها: مثل تنظيم أنشطة بناء الفريق، واستكشاف موارد إضافية.
من خلال هذه الطريقة، يُمكنك تنفيذ المهام واحدة تلو الأخرى وضمان أنَّ المهام المُتعدِّدة لن تطغى عليك وعلى وقتك وتركيزك، وبالتالي زيادة الإنتاجية.
تعرَّف على: مهارات يجب عليك اكتسابها: إدارة الوقت وترتيب الأولويات
تعلَّم الآن: كيف ترتب أولوياتك بذكاء؟
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التفاؤل وكيف تتقنها؟
4- استخدم تقنية بومودورو (Pomodoro)
البومودورو هي تقنية تُساعد على زيادة الإنتاجية وتحسين التركيز وإدارة الوقت. تمَّ تطوير هذه التقنية من قبل فرانشيسكو كيريلو في عام 1980، وهي تستند إلى مبدأ تقسيم الوقت إلى فتراتٍ قصيرة تسمى الدورات، وتبلغ مدتها عادة 25 دقيقة، يتبعها فترة قصيرة للراحة لمدة 5 دقائق. خلال فترة الدورة، يتمّ التركيز بشكلٍ كامل على المهمة المُحدَّدة دون التَّشتّت بأيِّ أفكار أو مهام أُخرى.
تسمح لك هذه التقنية بالحفاظ على الطاقة العقلية من خلال الحفاظ على تركيزك أثناء كل جلسة مع السماح بفترات راحة مُنتظِمة. وفيما يلي مثال على تقنية بومودورو:
-
تحديد المهمة: فلنفترض أنك تريد قراءة فصل من كتاب.
-
تقسيم الوقت: قم بتقسيم الوقت إلى دورات قصيرة بمُعدل 25 دقيقة لكل دورة، وتحديد عدد الدورات التي ترغب في القيام بها. فلنفترض أنك تريد القيام بـ 4 دورات.
-
التركيز: اجعل هدفك خلال كل دورة هو قراءة 10 صفحات.
-
الاستراحة: بعد كل دورة، استرح قليلًا لمدة 5 دقائق، وقم بأخذ نفس عميق والقيام ببعض الإحماءات وشرب الماء.
-
التكرار: بعد الاستراحة، قم بالبدء بالدورة الثانية، ثم كرر العملية حتى الانتهاء من الأربع دورات.
استمر في هذا النمط للبقاء مُركزًا وزيادة إنتاجيتك وتجنب الإرهاق. تذكَّر أن تأخذ استراحة أطول بعد الانتهاء من الدورة الرابعة قبل إعادة العمليَّة مرة أُخرى.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن تحفيز الذات
5- التخلص من المشتتات
لا شكَّ أنَّ العدو الأول للإنتاجية هو التشتت والإلهاء، لذلك من المُهمّ أن تعرف طبيعة المشتتات الموجودة حولك وتُحاول التخلص منها. ويتم تصنيف المشتتات إلى مشتتات داخلية وخارجية.
المشتتات الداخلية هي أفكار وعواطف سلبية ناتجة عن نظرتك للمهمة التي تقوم بها والتي تجعلك ترغب في تجنب المهمة التي تقوم بها والقيام بشيء آخر يجعلك تشعر بتحسّن. يُعدّ تقسيم المهام طريقةً جيدةً للتَّعامُل مع هذا النوع من الإلهاء. يُمكنك مُراجعة الإستراتيجية الثانية “قسِّم هدفك إلى مهام أصغر” مرَّةً أُخرى.
من ناحيةٍ أُخرى، تأتي المشتتات الخارجية بسبب العديد من العوامل من بينها المكالمات الهاتفية والإشعارات ووسائل التواصل الاجتماعي والضجيج من حولك. عندما تحتاج إلى التركيز، أبعد نفسك عن مصادر التشتيت الواضحة عن طريق إيقاف تشغيل إشعارات الهاتف الذكي، وتسجيل الخروج من وسائل التواصل الاجتماعي، أو ارتداء سماعات إلغاء الضوضاء إذا لزم الأمر.
تعلَّم أيضًا:كيف تحافظ على تركيزك وتتخلص من الملهيات؟
اقرأ أيضًا: 8 مشكلات يسببها تدني تقدير الذات وكيفية معالجتها
6- تعلَّم تهدئة عقلك
يُمكن أن تساعدك مُمارسات التَّأمل واليقظة في تهدئة عقلك مع تحسين التركيز وتقليل التوتر. اجعل التأمل اليومي جُزءًا من روتينك. يُمكنك استخدام تطبيقات التأمل أو ببساطة القيام بتمارين التَّنفّس العميق لمدة 10-15 دقيقة كل يوم. تعلَّم أيضًا أن تتخلّى عن ما لا يُمكنك التَّحكّم فيه والتركيز على ما تستطيع التَّحكّم فيه.
على سبيل المثال، اجلس في مكانٍ هادئ ومريح بين الحين والآخر، وقُم بغلق عينيك والتركيز على التنفس والصورة الداخلية لجسمك والإحساس بالاسترخاء والسلام الداخلي. بالإضافة إلى ذلك، يُمكنك القيام بالاسترخاء والتسلية والقيام بالأنشطة التي تستمتع بها، مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى أو الرسم أو الكتابة.
تصفَّح أيضًا: فن اليقظة الذهنية | Mindfulness
اقرأ أيضًا: 12 جملة بسيطة ستجعلك محبوبا بين الناس
7- حافظ على طاقتك
تتقلَّب مُستويات الطاقة لدينا على مدار اليوم، حيث يُمكن لبعض الأنشطة إمّا زيادة أو خفض مُستويات الطاقة لدينا. يتطلَّب حل مسألة رياضية على سبيل المثال طاقة عقلية أكبر من الرد على رسائل البريد الإلكتروني. لذلك، من المُهمّ ألا تقوم بتجميع كل المهام المُهمة معًا حتّى لا تستنزف طاقتك مرةً واحدة.
من أجل الحفاظ على مُستوى متوازن من الطاقة طوال الوقت، حاول جدولة الأنشطة والمهام بناءً على الطاقة التي تتطلّبها. أيضًا، من المُهمّ أن تأخذ فترات راحة مُنتظمة وتقوم ببعض الأنشطة التي تُعيد شحن طاقتك، مثل ممارسة الرياضة أو القراءة أو قضاء بعض الوقت في الخارج.
إليك الآن: كل ما تحتاج معرفته عن وضع الأهداف Goal Setting
اقرأ أيضًا: تعرف على عادات النجاح للأشخاص الأكثر ثراءً
اقرأ جميع المقالات المميزة في مجال تحفيز وتطوير الذات على منصّة تعلّم تصفَح جميع المقالات الآن
يُعتبر الشعور بعدم الإنتاجية أحد التحديات التي يواجهها الكثير منّا في العصر الحالي، لكن لحسن الحظ فهو ليس حاجزًا يستحيل التغلب عليه. إنَّ معرفة الأسباب الرئيسية وراء عدم الإنتاجية مثل الشعور بالإرهاق من المهام إلى المُشتتات الخارجيَّة ونقص الحافز يُتيح لنا اتِّخاذ خطوات استباقية لمُعالجة هذه الحواجز واستعادة إنتاجيتنا.
تذكَّر أنَّ الإنتاجية هي رحلة، وأنَّ الخطوات الصغيرة والمُتسِقَة يُمكن أن تؤدي إلى مكاسب كبيرة بمرور الوقت. في حين أنَّه من الطبيعي أن يكون لديك فترات من عدم الإنتاجية، فإنَّ المفتاح هو عدم السماح لهذه الفترات بعرقلة خطواتك. بدلاً من ذلك، استخدمها لإعادة تقييم نفسك واستعادة السيطرة على وقتك وجهودك.
لذلك، إذا قُمت باتِّباع الإستراتيجيات المُوضحة في هذا المقال وتنفيذها أثناء المُضي قدمًا في حياتك، فنضمن لك أنَّه بإمكانك التغلب على حواجز الإنتاجية واستغلال إمكانياتك الكاملة.
وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في موقع فرصة وقراءة جميع مقالاتنا الأُخرى الخاصة بتطوير الذات والتي ستُساعدك في رحلتك لتحقيق أهدافك الشخصية والمهنية.
اقرأ أيضًا: كيف يحافظ الناجحون على هدوئهم عند ارتكاب الأخطاء الجسيمة؟
اقرأ أيضًا: كيف أصبح غنيا: عادات بسيطة تحقق لك الثراء في المستقبل
اقرأ أيضًا: 11 طريقة يهدم بها الأشخاص الأذكياء نجاحهم
المصدر: lifehack