مَن منّا لا يرغب في العمل في بيئة مثاليّة وهادئة، حيث يسود الاحترام والتقدير أرجاء المكان، وتطغى الإيجابيّة والتعاون على التوتّر والمُنافسة السامّة. لقد امتد النجاح في مكان العمل إلى ما هو أبعد من المهارات التقنيّة والخبرة الوظيفيّة، حيث أصبحت قدرة الفرد على تعزيز العلاقات الإيجابيّة مع كل من المديرين وزملاء العمل تلعب دورًا محوريًا في التقدُم الوظيفي. ومع استمرار تطوّر بيئات العمل، تتطوّر أيضًا التحديات المُرتبطة بالعلاقات بين الأشخاص.
ارتقِ بنفسك ومهاراتك الشخصية وطوّر ذاتك من خلال مجموعة واسعة من الكورسات المجانية والمدفوعة في مجال التنمية البشرية. تصفح جميع الدورات
يهدف هذا المقال إلى تقديم بعض الاستراتيجيّات العمليّة والنصائح الفعّالة حول كيفيّة التعامُل مع تعقيدات العمل مع المديرين وزملاء العمل. سواءً كنت قضيت الكثير من الوقت في مكان العمل بالفعل أو كُنت وافدًا جديدًا يسعى للحصول على إرشادات حول بناء علاقات قويّة، فإنّ هذا المقال من أجلك.
وبينما نكشف أسرار التعاوُن الناجح والفعّال مع الزملاء والمديرين، ستجد نفسك مُجهَّزًا بشكلٍ أفضل للتعامل والتصرّف في مُختلف المواقف حتى تحظى بمناخ إيجابي ومُريح نفسيًا في مكان عملك.
اقرأ أيضًا: نصائح حول تهيئة الطالب الجامعي لسوق العمل
نصائح للتعامل مع زملائك في العمل
استكشف معنا 10 نصائح ذهبية لتحسين تفاعلك مع زملائك في محيط العمل:
- بناء علاقات جيدة من البداية
- احترم زملائك
- لا تطرح مواضيع شائكة
- أخبر نفسك أنّ الأمر ليس شخصيًا
- كن إيجابيًا
- الالتزام بآداب المكتب
- تحدّث عمّا يُضايقك
- ركِّز على نفسك
- ضع الحدود
- تحدث إلى زميل موثوق به
1. بناء علاقات جيدة من البداية مع زملائك في العمل
قد يستغرق بناء روابط قويّة مع زملائك وقتًا، لكنّه يبدأ في أول يوم لك في الوظيفة. ابدأ الأمور بداية جيدة من خلال كونك ودودًا مع كل من تقابله. إذا كنت تجد صعوبةً في إجراء مُحادثة صغيرة، فتذكر أنَّ الابتسامة الدافئة تقطع شوطًا طويلًا.
اطرح الأسئلة واقبل المُساعدة والمشورة بلطف عندما يُقدِّمها الآخرون. إذا تلقَّيت دعوة للانضمام إلى الآخرين لتناول طعام الغداء، فاذهب. سيمنحك ذلك فرصة للتعرُّف على زملائك وإخبارهم أنك مهتم ببناء علاقات معهم.
بالإضافة إلى ذلك، لا تتردَّد في عرض المُساعدة للآخرين عندما يحتاجون إليها، فإظهار المُبادرة والمساعدة منذ البداية يمكن أن يقطع شوطًا طويلًا نحو ترك انطباع أوَّل رائع.
اقرأ أيضًا: هل تؤثر حساباتك على السوشيال ميديا على فرصك الوظيفية؟
2. احترم زملائك في العمل
ليس من الضروري أن تكون صديقًا لجميع زملائك، ولكن يجب عليك إظهار الاحترام لهم جميعًا. أبسط طريقة للقيام بذلك هي تجنُّب القيام بأشياء مُسيئة. إذا أخبرك أحد زملائك في العمل أنّ سلوكًا معينًا يزعجه، فابذل قصارى جهدك لتجنُّب ذلك إلا إذا كان الطلب غير منطقي بالنسبة لك.
لذلك، إذا لم تكن لديك الرغبة في بناء علاقات مع زملائك أو مشاركتهم تناول الطعام أو فتح بعض المواضيع معهم في وقت الراحة، فعلى الأقل لا تفعل شيئًا يُظهر عدم الاحترام. سيكون هذا كافيًا للحفاظ على بيئة عمل بنّاءة وخالية من التوتُّر.
3. لا تطرح مواضيع شائكة
في بعض الأحيان يُصبح زملاؤك في العمل أصدقاءً مُقرّبين، على الأقل أثناء التواجد في مكان العمل. إنّه لأمر رائعٌ بلا شك أن تشعر بالارتياح التام معهم، ولكن كُن حذرًا من الشعور بالارتياح لدرجة الحديث في بعض الموضوعات المحظورة أو الحسّاسة التي يُمكن أن تسبب الإحراج.
تشمل بعض هذه المواضيع الشائكة – على سبيل المثال – الدين والسياسة، حيث يُمكن أن تثير جدالات قد تؤدي إلى الخلاف والتوتُّر في التعامل فيما بعد.
اقرأ أيضًا: محطات وظيفية في حياتك لا بدّ أن تحتفل بها !
4. أخبر نفسك أنّ الأمر ليس شخصيًا
حتّى تجعل علاقتك مع زملائك في العمل احترافيّة وإيجابيّة، تجنَّب أخذ كلماتهم وأفعالهم على محمل شخصي. ذكّر نفسك دومًا بأنَّ وجودكم معًا في مكان العمل هو من أجل أداء مهام مُعيّنة ليس أكثر فالأمور ليست شخصيّة على الإطلاق، وركِّز بدلًا من ذلك على أدائك وسلوكياتك. عندما تتوقف عن القلق بشأن سبب تصرف زميلك بالطريقة التي يتصرف بها، يُمكنك أن تصبح أكثر إنتاجيّة في العمل.
5. كن إيجابيًا
احرص دومًا على الحفاظ على سلوك إيجابي ومُتفائل عند التعامل مع زملاء العمل. قد يكون لطاقتك الإيجابيّة تأثير مفيد عليهم، كما أنّها تجعلك تبدو أكثر احترافيّة. قم بتحيّة زملائك في العمل عندما تراهم، وقل وداعًا عندما تغادر في نهاية يوم العمل. حاول باستمرار تحويل السلبيّات إلى إيجابيات كلما استطعت، وتذكَّر أن سلوك الشخص الوحيد الذي يُمكنك تغييره حقًا هو سلوكك أنت.
حاول أيضًا أن تحيط نفسك بالزملاء الطموحين والمليئين بالطاقة الإيجابيّة، حيث يُمكنهم مساعدتك في شحن طاقتك لتكون إيجابيًا في العمل.
اقرأ أيضًا: كيف تتعلم مهارة جديدة كشخص مشغول؟
6. الالتزام بآداب المكتب
هناك مجموعة من الآداب التي يجب الالتزام بها في كل مكانٍ تقريبًا، سواء في البيت أو في العمل أو في الأماكن العامّة وغيرها، والتي من ضمنها آداب المكتب. على سبيل المثال، عند إجراء مكالمات هاتفيّة، سواء كانت مُكالمة شخصيّة على هاتفك المحمول أو مُكالمات متعلِّقة بالعمل، لا تُشتِّت انتباه أي شخص يُحاول العمل بجانبك. اخفض صوتك أو قُم بإجراء هذه المُحادثات على انفراد بعيدًا عنهم.
استخدم آداب السلوك المُناسبة عند الكتابة إلى الزملاء أيضًا، سواء كان ذلك عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل الفوريّة. قُل دائمًا “من فضلك” عند تقديم طلب ولا تثير جنون زملائك في العمل عن طريق الضغط على “الرد على الكل” في رسالة بريد إلكتروني جماعية عندما يحتاج المرسل فقط إلى رؤية ردّك.
اقرأ أيضًا: كيف تدير الحوارات الصعبة والنقاشات الحادة في العمل؟
7. تحدّث عمّا يُضايقك
إذا كانت لديك مُشكلة مع أحد زملائك في العمل، فتحدَّث معه حول هذا الموضوع. اطلب منه تناول القهوة أو الذهاب في نزهة على الأقدام أو مُقابلتك على انفراد، ثم اشرح كيف تُؤثِّر كلماته أو أفعاله عليك بطريقةٍ هادئة وودودة بدلاً من إلقاء الاتِّهامات. فقد لا يكون على دراية بتأثيره السلبي عليك، وعلى استعداد تام لتغيير سلوكه من أجلك.
اجعل المُحادثة مُختصرة ومهنيّة، واطلب من زميلك في العمل تقديم تعليقات حول سلوكك وعادات عملك أيضًا. حاول الاتِّفاق معه على الخطوات التي يُمكنكما اتِّخاذها لتحسين الوضع أو العلاقة في المُستقبل. فلا شئ سيؤدي إلى علاقة عمل إيجابيّة أكثر من مُحادثة مُثمرة.
8. ركِّز على نفسك
ركِّز وقتك وجهدك على نفسك بدلًا من زملائك في العمل وسلوكهم، وصب طاقتك على القيام بأفضل أعمالك وتحقيق أهدافك. عندما تُركِّز على نفسك، يُمكنك أن تكون أكثر إنتاجيّة واحترافيّة وتتجنب التورُّط في أي نوع من أنواع الدراما في مكان العمل.
اقرأ أيضًا: كيف تحمي نفسك من الاحتراق كرائد أعمال؟
9. ضع الحدود
أيًا كانت العلاقة مع زملائك في العمل، من المُهم أن ترسم لنفسك حدودًا وتُبلغ بها الجميع. على سبيل المثال، حدِّد بوضوح عدد الساعات التي يُمكنك قضاؤها في مُساعدة زميل على إكمال مشروعٍ ما قبل الموعد النهائي أو الطريقة التي قد ترغب في أن يُعاملك بها زملاؤك. يُمكن أن يساعد وضع هذه الأنواع من الحدود في منعك من الشعور بالإحباط أو الضيق تجاه سلوك زميلك في العمل. إذا حاول أحد زملائك في العمل تجاوز حدودك، فكُن حازمًا ومهذبًا في الحفاظ عليها حتى يحترمك ويحترم وقتك في المُستقبل.
10. تحدث إلى زميل موثوق به
قد يكون من المُفيد أيضًا التحدُّث عن مواقف أو تجارب في مكان العمل مع صديق أو زميل تثق به، فربما كانت لديه تجارب مُماثلة ويُمكنه تقديم نصائح قيمة لمُعالجة الموقِف من خلال تقديم وجهة نظر مُختلفة أو غير مُتحيِّزة. إنّ مُجرَّد التحدُّث عن كيفية التعامل مع زملاء العمل مع شخص آخر يُمكن أن يساعد أيضًا في تقليل التوتر والإحباط الذي تشعر به تجاههم.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات القرن الحادي والعشرين؟
نصائح للتعامل مع مديرك في العمل
اكتشف معنا نصائح قيّمة لتحسين تفاعلك مع مديرك في بيئة العمل:
- كن صادقًا
- التواصُل
- فهم أهدافه
- حافظ على هدوئك
- ساهم في حل متحديّات العمل
- شارك علمك
- كُن موظفًا ماهرًا
1. كن صادقًا
عندما يسألك مديرك أسئلة حول عملك أو يطلب منك تعليقات حول مُهمّة أو مشروع مُعيّن، قدِّم إجابات صريحة وصادقة. كن دائمًا مسؤولاً عن أفعالك وقراراتك أيضًا، حتى عندما تختلف النتيجة التي ظهرت معك عن النتيجة المرجوة. اشرح لمديرك ما يُمكنك القيام به للحصول على نتائج أفضل في المستقبل. وضع دومًا في اعتبارك أنّ الصدق والمسؤولية سيُكسبانك ثقة مُديرك ويُعززا علاقتكما المهنيّة إلى درجةٍ كبيرة.
2. التواصُل
احرص دومًا على التواصُل الواضح والشفّاف والمُستمر مع مديرك. راقب أسلوب التواصُل المفضل لديه – سواءً كان شخصيًا أو من خلال برنامج مُراسلة رسمي أو عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف – واستخدمه لتقديم المُلاحظات وطرح الأسئلة وتقديم التحديثات. واعرف أيضًا ما إذا كان مُديرك يحب مناقشة الاستراتيجيّات مع الآخرين أو التفكير فيها بمفرده. احترم تفضيلاته وحاول التواصل معه بالأسلوب الذي يُناسبه.
اقرأ أيضًا: أشهر أسئلة المقابلة الشخصية بالإنجليزي وترجمتها
3. فهم أهدافه
اسأل مديرك عن أهدافه المهنيّة وأظهر دعمك واهتمامك في تحقيق تلك الأهداف، وعندما يُحقِّق مديرك هدفًا، احتفل به. قد تتضمّن هذه الأهداف أهدافًا فورية، مثل الانتهاء من المشروع في الوقت المُحدَّد أو تلبية حصة المبيعات، أو التطلُّعات طويلة المدى، مثل تحقيق مبيعات أكبر في المُستقبل. ابحث عن طرق لإظهار الاهتمام بمسيرة مديرك المهنيّة ودعمها، ومن المُرجَّح أن تدعم هذه الطرق تقدمك المهني أيضًا.
يمكنك أيضًا توصيل أهدافك إلى مديرك. اسأل عما يمكنك فعله لتحسين أدائك أو تحقيق أهدافك، مثل إدارة فريق صغير أو تعلُّم مهارة جديدة. إذا كان مديرك على دراية بما تريد تحقيقه، فيُمكنه اتِّخاذ خطوات جديّة لمُساعدتك على تحقيقه.
اقرأ أيضًا: كيف تكتب الخبرات العملية في السيرة الذاتية؟
4. حافظ على هدوئك
من المُهم جدًا أن تُحافظ على هدوئك أثناء المواقف شديدة التوتر في بيئة العمل، حيث يُمكن أن يؤثر كونك مُتزِّنًا على سلوك الأشخاص من حولك، بما في ذلك مديرك، ويُمكن أن يساعد الفريق بأكمله على اتخاذ قرارات منطقيّة. إن الحفاظ على الهدوء تحت الضغط يمكن أن يُظهر أيضًا أنّك مُوظّف يُمكن الاعتماد عليه ويسمح لك بمواصلة الإنتاجيّة بغض النظر عن الوضع في العمل.
للبقاء هادئًا في السيناريوهات المُسبِّبة للتوتر، جرِّب تمارين مثل التنفُّس العميق أو التفكير في الموقف واستخدام الفكاهة أو الأفكار الإيجابيَّة لتحسين الحالة المزاجيّة في مكان العمل.
5. ساهم في حل متحديّات العمل
اجعل مهمة مديرك أسهل من خلال تحليل الُمشكلات ومحاولة حلها عند ظهورها. كن حازمًا وعالج المُشكلة بنفسك إن أمكن أو قدِّم لمُديرك إستراتيجيّات للتغلُّب على العقبات أو تبسيط سير العمل. يمكنك إرسال بريد إلكتروني إليه أو منحه قائمة بالحلول الممكنة ومن ثم عرض مُعالجتها بنفسك.
اقرأ أيضًا: كيف تجيب عن سؤال: حدثنا عن نفسك في المقابلة الوظيفية؟
6. شارك علمك
إذا كانت لديك مهارات أو خبرة في مجال لا يمتلكه مديرك، قم بمشاركتها. اعرض بلباقة تعليم مديرك كيفيّة استخدام نوع جديد من البرامج أو الأدوات أو الأجهزة، أو إنشاء مستند تدريب يُمكن لمديرك الرجوع إليه عند الحاجة. فأنت لذلك لا تُساعد مديرك على التطور مهنيًا فحسب، بل تثبت أيضًا قيمتك للشركة.
7. كُن موظفًا ماهرًا
بالرغم من أهميّة كل ما سبق، إلا أنّه يظل أقرب طريق للتقرّب من مديرك أن تُظهر براعة في تأدية مهامك وتحقيق نتائج جيدة. تذكّر دومًا أنّك موجود في الشركة في المقام الأوّل لتأدية مهام مُعيّنة وتحقيق الأرباح للشركة. لذلك، ومن المُرجّح أن يحترمك المدير ويضعك في مكانةٍ خاصّة إذا كُنت من ذوي الأداء العالي.
إذا كُنتَ ترغب في تحسين أدائك، ففكِّر في الحصول على تدريب أو الاشتراك في دورات تعليميّة لتطوير مهارات مفيدة أو توسيع نطاق معرفتك.
اقرأ أيضًا: كيف تجهز سيرتك الذاتية للتقديم إلى الوظائف عن بعد
اقرأ العديد من المقالات الممتعة والمتخصصة في مجال تنمية المهارات وتطوير الذات على تعلّم تصفّح جميع المقالات
ختامًا، تذكَّر أنّ الصراعات أو التوتُّرات في مكان العمل هي أمرٌ لا مفر منه، ولكن كيفيّة تعاملنا معها هي ما تُحدد ما إذا كانت حياتنا المهنيّة ستكون إيجابيّة أم مُحبطة. صحيحٌ أنّه لا يوجد منهج واحد صحيح للتعامُل مع زملائك أو مديرك في العمل، ولكن النصائح التي تمت مُناقشتها في هذا المقال تُقدّم دليلًا شاملًا لمُعالجة التوتّرات بشكلٍ بنَّاء، وضمان أن تساهم الاختلافات في الرأي في النمو بدلًا من عرقلته.
وبينما تمضي قدمًا في حياتك المهنيّة، ضع دومًا في اعتبارك أنّ مكان العمل ليس مُجرَّد مساحة للإنجازات الفرديّة، بل هو ساحة تعاونيّة حيث تتلاقى الطاقات ووجهات النظر المُتنوِّعة لتحقيق أهداف مُشتركة.
وأخيرًا، أخبرنا في التعليقات كيفيّة مُعالجتك للمشكلات في بيئة عملك، وما هي النصيحة التي قد ترغب في توجيهها لمن يعملون في بيئات عمل سامّة! ولا تنسَ الاشتراك في موقعنا ليصلك كل جديدنا!
اقرأ أيضًا: أهم المهارات الشخصية التي عليك تعلمها في 2024
اقرأ أيضًا: كيف تتعامل مع ضغوط العمل بطريقة صحيحة؟
اقرأ أيضًا: مهارات العرض التقديمي الفعال | كيف تقدم عرض تقديمي ناجح
المصادر: thebalancemoney، indeed