في زمن بتَّسم بالتسارُع وتعدّد الفرص والتحديات، يجد الشباب أنفسهم في صراعٍ مُستمر بين الأهداف والرغبات المُختلفة مما يخلق نوعًا من التشتّت، وهو الأمر الذي يُشكِّل مصدرًا للقلق الشديد، وقد يُصبح عاملًا رئيسيًا في ظهور أعراض الاكتئاب.
ولكن من ناحيةً أخرى، هل يُمكن أن يكون تعدّد الأهداف والاهتمامات فرصة لاكتساب خبرات وتحقيق نجاحات أكبر؟ أم أنّ الضغط الناجم عن تشتّت الاهتمامات والأهداف سيدفع الشباب في النهاية نحو التوتُّر والاكتئاب؟
اقرأ أيضًا: التكافؤ في العلاقات| تلخيص للبودكاست
في هذا البودكاست، يُناقش نوح الشهري مسألة التشتّت بين الشباب وعواقبه السلبيّة على تحقيق الأهداف الشخصيّة والمهنيّة. بدءًا من اختيار تخصُّص جامعي مُناسب أو التفرُّغ لمجال مُعيّن – سواء كان العمل كمُوظّف أو اقتحام مجال ريادة الأعمال أو التجارة – فإنّ عدم التركيز على هدف مُحدّد قد يؤدي إلى صعوبة كبيرة عند الشباب في اتّخاذ أي قرار.
تنبُع هذه المشكلة في الأصل من الرغبة في التنويع وتجرُبة كل شئ والخوض في مجالات مُتعدِّدة، مما يؤدي في النهاية إلى الفشل في إنجاز أي شيء جوهري. ويُسلِّط الشهري الضوء على تحديين رئيسيين يُواجهان الشباب اليوم هما: عدم وجود رؤية واتجاه واضحين لمُستقبلهم ووجود الدافع للعمل والمُساهمة في المجتمع بدلاً من إهدار وقتهم على أشياء غير مُفيدة كوسائل التواصل وغيرها.
اقرأ أيضًا: بودكاست عربي: متى يجب عليك أن تغير عملك
ويتطرّق نوح الشهري بعد ذلك إلى أهميّة بناء المهارات بما يتجاوز المسار التقليدي المُتمثّل في الدراسة والحصول على شهادة ثم البحث عن وظيفة. ويُوضِّح أنّ المُنافسة في سوق العمل شرسة وأنّ اكتساب المهارات التقنيّة والناعمة هو أمر ضروري اليوم لضمان مكان في سوق العمل التنافسي بشدّة.
ويُؤكِّد الشهري على ضرورة التعلُّم الذاتي، والتعلُّم النشط، حيث تُركِّز طرق التدريس الحديثة على هذه الأساليب، ويرى أنّ الطريقة القديمة المُتمثِّلة في ضمان وظيفة بدرجة علميّة فقط لم تعد قابلة للتطبيق، ويُشدِّد على أهميّة أن يقوم الشباب بإعداد أنفسهم للمجال الذي يرغبون فيه لزيادة فرص نجاحهم في سوق العمل.
اقرأ أيضًا: مفهوم التقبل | بودكاست عربي
يُناقش نوح الشهري بعد ذلك كيف أنّ الخطط المُتداخلة لدى الشباب قد تُؤدي إلى افتقارهم مع الوقت إلى التركيز علاوةً على التأثير سلبًا على صحتهم العقليّة ونجاحهم في مُختلف المجالات. في المقابل، فإنّ وجود رؤية واحدة واضحة والتركيز على إنجاز واحد بدلًا من الرغبة في تحقيق كل شئ يضمن تحقيق النجاح ويُبعدك عن قلّة الإنتاجية والشعور بالفشل.
وفي حين أنّه قد يكون من المقبول في بعض الحالات تنويع الخطط ووضع أهداف مُختلفة، إلا أنّه لا بد من عمل تقييم مُستمر لإنجازات الفرد واختبار مدى ارتباطها برؤيته، وفي حالة الشعور بعدم القُدرة على استيعاب كل الأهداف، فيجب استبعاد بعضها على الفور للحفاظ على باقي الأهداف. فلا شكّ أنّ وجود أي رؤية – حتى لو كانت قصيرة المدى – هي أمرٌ ضروري للنمو الشخصي والإنتاجيّة، وأنّ الشباب اليوم غالبًا ما يفتقرون إلى هذه الخاصيّة.
اقرأ أيضًا: تطبيقات بودكاست: أفضل التطبيقات لـ الاستماع إلى البودكاست
ويُؤكِّد الشهري على أهميّة الوضوح والترقُّب للمُستقبل من خلال التخطيط، والتحلي بالمُثابرة لتنفيذ ما تم التخطيط له، فمهما يحدث لا بدّ أن يظل الشخص مُلتزمًا بأهدافه، وأن يتعلّم من التحديّات، وألّا يستسلم بسهولة. ينتقل الشهري بعد ذلك إلى المُقارنة بين الأفكار النشطة والخاملة، ويُوضّح أنّ الأفكار الخاملة هي مُجرّد أحلام، في حين أنّ الأفكار النشطة هي تلك التي يتّخذ الأفراد إجراءات فعليّة بشأنها.
فالأفكار النشطة تنمو وتتطوّر نتيجةً للجُهد والخبرة، بينما الأفكار الخاملة تظل في حالة سُبات حتى تُصبح في طي النسيان. كما يُؤكِّد الشهري على أهميّة أخذ زمام المُبادرة وتحويل الأفكار إلى مشاريع عمليّة، ويُشجِّع الشباب على العمل على أفكارهم، مهما بدت صغيرة في البداية، والاستمرار في تطويرها وتوسيعها بمرور الوقت.
اقرأ أيضًا: الحياة تجارب ومواقف| بودكاست في التجربة حياة
ابدأ بتعلم البودكاست من خلال مقالاتنا المميَّزة، ستجِد هنا معنى البودكاست، كما سنُقدِّم لك شروحات لـ فيديوهات بودكاست بالعربي. تعلم البودكاست