يبدو أنّ مصاص الدماء لم يعد شخصية خيالية بعد الآن، وإنّما هو حقيقة واقعة يعيش بيننا…يأكل معنا ويحادثنا ونحادثه، بل قد يكون أحدنا مصّاص دماء عاطفي دون أن يعلم.
من هو مصّاص الدماء العاطفي؟
مصّاص الدماء العاطفي أو الـ Emotional Vampire هو شخص يُعرف عنه أنّه يمتصّ طاقة من حوله كما يمتصّ دراكولا دماء ضحاياه. هذا لا يعني بالضرورة أنّه شخصٌ سيء، فربما هو نفسه لا يعلم أنّه يمتصّ طاقة غيره، لكن هنالك أيضًا من يعلمون أنّهم يفعلون ذلك، ويستمرّون في فعل ما يفعلونه دون أيّ شعور بالذنب أو سعي لتغيير طباعهم السيئة هذه.
علامات مصاص الطاقة
هنالك العديد من العلامات التي يمكنك من خلالها تحديد ما إذا كنت تتعامل مع مصّاصي الطاقة، سواءً كانت تصرّفات يقومون بها، أو ردّات فعل أنت من تقوم بها. فمن بين التصرفات التي يقومون بها نذكر الآتي:
- لا يتحمّلون مسؤولية أفعالهم. أنت المخطئ دومًا، والمشكلة فيك أنت على الدوام.
- يعتبرون أنفسهم الأفضل على الدوام.
- ينتقدون كلّ شيء.
- يحبّون الدراما.
- يستعملون فخّ الذنب ويدفعونك للشعور بتأنيب الضمير.
- يقلّلون من قيمة مشاكلك ويضخّمون مشاكلهم وقضاياهم.
- يلقون بالتعليقات القاسية اللاذعة التي تشعرك بعدم الارتياح.
وكلّما وجدت نفسك بالقرب من مصّاص طاقة، ستجد نفسك تقوم بواحد أو أكثر ممّا يلي:
- الشعور بالقلق، التعب أو الاكتئاب.
- الشعور بالإحباط وبأنّ طاقتك متدنية.
- سيخبرك الآخرون بأنّ هذا الشخص سيء لك.
- الشكوى والتذمّر من هذا الشخص.
- أنواع مصاصي الطاقة وكيفية التعامل مع كلّ نوع
اقرأ أيضًا: 13 حقيقة سيكولوجية قد تغيّر نظرتك عن نفسك
أنواع مصاصي الطاقة
هنالك عدّة أنواع من مصّاصي الدماء العاطفيين الذين يجب عليك الابتعاد عنهم، أو على الأقل التعامل معهم بشكل مغاير حتى تضمن الحفاظ على طاقتك ومشاعرك الإيجابية في وجودهم، نذكر منهم في مقال اليوم 9 أنواع أساسية كالتالي:
1- النرجسي
وهو أخطر أنواع مصاصي الطاقة. إنه لا يملك أيّ تعاطف، ولا يهتمّ بمشاعر غيره إطلاقًا. حيث أنّه شخص أناني يحبّ نفسه حُبًّا مَرَضيًا، ولا مشكلة لديه إن حقق غاياته على حساب الآخرين.
كيف أتعامل مع النرجسي؟
عند التعامل مع الشخص النرجسي، عليك أن تعي أنّه ما هو عليه، وأن تبعد نفسك عاطفيًا عن مثل هؤلاء الأشخاص. لا تتوقّع منه أن يكون ما ليس عليه، فذلك سيرهقك حتمًا.
قلّل سقف توقعاتك تجاه النرجسي، واعرف قيمة نفسك. احرص على ألاّ تستمدّ قيمتك الشخصية منه أو من إسعاده، فكلّما ركّزت على إسعاد نفسك. تراجعت قدرة النرجسي على امتصاص طاقتك.
اقرأ أيضًا: كيف أتمتع بقدر أكبر من القبول والود
2- الضحية
جميعنا نعرف الشخصية الضحية، ذلك الذي يتحدّث دومًا عن كلّ الأمور السيئة التي أصابته، والمصائب التي حلّت عليه. وإن حاولت تقديم النصيحة له، فلن يهتمّ ولن يستمع إليك، لأنه ببساطة لا يرغب في إيجاد حلول لمشاكله ولا تتعجّب إن وجدته في أحد الأيام يلومك على مشاكله!
الأمر المهم الذي يتعيّن عليك أخذه في الاعتبار هو أنّك لا تستطيع في الواقع مساعدة الشخصية الضحية على حلّ مشاكله. تخلَّ عن فكرة أن في وسعك تقديم يد العون، لأنّك لا تستطيع، وليست مسؤوليتك أصلاً!
كيف أتعامل مع الضحية؟
عند التعامل مع هذه الشخصية عليك أن تحمي نفسك من خلال بناء حدود صحيّة بينك وبين أصحابها. سيحاولون دومًا إقحامك في حواراتهم، لكن يجب أن تسعى دومًا لإيقافهم بلطف ولكن بحزم في الوقت ذاته بعد دقائق قليلة حتى تتجنّب الغرق في دوّامة طاقتهم السلبية.
اقرأ أيضًا: تعرف على متلازمة المربع المفقود وكيفية التعامل معها The Missing Tile Syndrome
3- المسيطر
مصّاص الطاقة هذا هو ذلك الشخص الذي يريد منك القيام بالأمور على طريقته. إنّه يسعى للسيطرة عليك من خلال التحكّم في ما تفعله وتقوله وما أنت عليه أيضًا!
ستلاحظ تعليقات هذا الشخص ونصائحه حول الطريقة الأمثل التي يعتقدون أنّ عليك اتباعها في القيام بالأمور، وغالبًا ما ينهون جملهم بـ “هذا لمصلحتك”.
لا شكّ أنّك التقيت في يوم ما بشخص هذا النوع، والذي يقدّم لك اقتراحات مبطنة وطرقًا معيّنة للتصرف بحسبها، وفي حال لم تتوافق رغباتك مع اقتراحاته فسوف يتجاهل مشاعرك تمامًا، ويريك جانبًا معاكسًا مختلفًا.
كيف أتعامل مع المسيطر؟
عندما تتعامل مع الشخص المسيطر، عليك بالحزم… إنها طريقتك الأمثل لتقف في وجه مثل هذه الشخصيات. يمكنك أن تكون حازمًا ولطيفًا في الوقت ذاته. ما عليك سوى أن تشكر هذا الشخص على نصائح، ثمّ تخبره بعد ذلك أنّك تفضّل القيام بالأمور على طريقتك لأنّها تبدو حقيقية وأصلية. لا تخف من الوقوف في وجه الشخصية المسيطرة. لا تخف من قول: “لا شكرًا، لا أريد”. فليس لأحد الحق في أن يخبرك بالطريقة المثلى التي تعيش بها حياتك!
اقرأ أيضًا:كيف نفهم مشاعر الآخرين وهل لدينا علم بما يحتاجونه منّا بالفعل
4- الثرثار
في مرحلة ما من حياتك، ستلتقي حتمًا بمصّاص الطاقة الثرثار. وهو ذلك الشخص الذي يتحدّث باستمرار عن نفسه، وحياته ومشاكله وكلّ الدراما التي تحصل من حوله.
حتى لو حاولت تغيير مجرى الحديث مع هذا الشخص، ستُفاجأ بأنّ الحوار سيعود مجدّدًا ليدور حوله. والسبب وراء ذلك يكمن في أن هذا الشخص ليس مهتمًا بك أو بمشاعرك، إنّه لا يرى فيك سوى جمهورًا يسجّل خطاباته وينصت لحكاياته، ووسيلة ليثبت ذاته وأهميته.
لكن الاستماع المتواصل لمثل هؤلاء الأشخاص سيتركك مع الأسف مستنزفًا، ويُشعرك بأنّك في علاقة من طرف واحد فقط وبأنك منبوذ ومُهمل وغير مهمّ.
كيف أتعامل مع الثرثار؟
الطريقة الأمثل للتعامل مع مصّاص الطاقة الثرثار تتمثّل في المواجهة المباشرة. فهذا النوع من مصاصي الطاقة لا يستجيبون للمحاولات اللطيفة لتغيير الموضوع. بدلاً من ذلك عليك أن تتحدّث معهم مباشرة وتخبرهم بصراحة (ولكن بأدب في الوقت ذاته) بضرورة تغيير مجرى الحديث إلى موضوع أكثر إيجابية.
اقرأ أيضًا: خصائص ومهارات الذكاء الاجتماعي
5- ملك الدراما
يستحيل ألاّ تكون قد التقيت بمصّاص الطاقة هذا يوم ما. إنّه ذلك الشخص الذي يجعل من كلّ شيء في حياته مهما كان صغيرًا مشكلة عظيمة. ويصنع من الحبّة قبة كما يقول المثل.
كلّ شيء في حياة هذا الشخص يتحوّل إلى أمر عظيم الأهمية حتى لو كان حدثًا سخيفًا بالكاد يُذكر، كأنّ يمرّ من أمامه زميل من أيام المدرسة ولا يسلّم عليه!
كيف أتعامل مع ملك الدراما؟
التعامل مع هذا الشخص يعتمد في كثير من الأحيان على سياق الحديث ومدى تأثير هذه الدراما عليك. لكن أنجع الطرق في محاربة مصّاص الطاقة هذا تتمثّل في عدم الخوض في نقاش معه، وفي حال وجدت نفسك في خضّم الحوار الدرامي معه، احرص على الاعتذار منه بسرعة وترك الحوار بحثًا عن شخص أكثر إيجابية للتكلّم معه.
حاول أيضًا أن تتجنّب جلسات الغيبة والنميمة، فذلك سيسهم في ابتعادك عن بؤر الدراما في حياتك المهنية أو الشخصية على حدّ السواء.
اقرأ أيضًا: 7 خطوات بسيطة لتصبح تعيسا!
6- القاضي
القاضي هو مصّاص طاقة يعتبر نفسه قاضيًا في المحكمة، فيقضي جلّ وقته في إلقاء الأحكام على الآخرين. ولا يسلم أحدٌ من عباراته الفاحصة المدقّقة. سيجعلك هذا الشخص تتساءل عمّا يقوله عنك في غيابك.
يعتبر مصّاص الطاقة هذا من أكثر الناس السامّين الذين قد تلتقيهم في حياتك، لأنه عندما يُلقي احكامه، فهو لا يملك أيّ شيء إيجابي يقوله عن الغير، وكلّما قضيت وقتًا اطول معه، ازداد شعورك بعدم الأمان وبأنّك مثير للشفقة قليل القيمة.
كيف أتعامل مع القاضي؟
عند التعامل مع مصاص الطاقة “القاضي”، تقع عليك المسؤولية العظمى، لمجرّد أنّ احدهم قد ألقى عليك أحكامًا، فذلك لا يعني بالضرورة أنّ عليك أن تهتمّ. مثل هذا الشخص يطلق الأحكام دون أيّ هدف بنّاء، لذا ليس عليك أن تأخذ بكلامهم وتفكّر فيه طويلاً.
تذكّر دومًا أن هذا الشخص يحاول التقليل من قيمتك لأنه يعاني من تدني قيمته الذاتية، في النهاية تلك مشكلته هو وليس مشكلتك أنت. ما دامت قيمتك الذاتية تنبع من داخلك، فلا داعي لأن تأخذ ما يقوله لك بشكل شخصي ولا داعي لأن تكون دفاعيًا تجاه تعليقاته. حافظ على هدوء أعصابك، فإن شعر مصاص الطاقة هذا بأنّك متضايق من كلامه سينتصر عليك.
اقرأ أيضًا: هل تحتاج إلى بعض الإيجابية؟ إليك 9 قصص قصيرة ملهمة
7- الناقد
حاله كحال القاضي، يقضي جلّ وقته في انتقاد كلّ شخص وكلّ شيء من حوله. ولا شيء على هذه الأرض جيّد بما فيه الكفاية بالنسبة له. ستجده ينتقد صغائر الأمور ويلقي بتعليقات فظّة غير ضرورية في كلّ موقف مهما كان.
ليس هذا وحسب، مع مرور الوقت ستلاحظ أنّه لا يملك أيّ شيء لطيف ليقوله، وجميع حواراته فظّة مؤذية. بالنسبة لهذا الشخص، كلّ شيء سيء وسلبي.
كيف أتعامل مع الناقد؟
عند التعامل مع مصّاص الطاقة الناقد، عليك ألاّ تأخذ كلامه على محمل الجدّ، تذكّر دومًا أنّه يفرّغ مشاعره السلبية عليك وحسب. لذا لا حاجة بك لأن تكون دفاعيًا، ففي مثل هذه الحالة، أنت تمنحه مزيدًا من القوّة بإعطائه مزيدًا من الاهتمام.
لا تلقِ بالاً لانتقاداته، وبدلاً من ذلك، حاول أن تنقل الحوار إلى مسار أكثر إيجابية، أو أن تبتعد عنه نهائيًا.
اقرأ أيضًا: 8 مشكلات يسببها تدني تقدير الذات وكيفية معالجتها
8- مصاص الطاقة المغرور
وهو الشخص الذي يسعى دومًا لان يُظهر نفسه أفضل منك. أيًّا كان ما حقّقته في حياتك، ستجده دومًا قد حقّق إنجازًا أكبر منك… بل حتى في حالة المرض أو الحزن، سيتغلّب عليك في المنافسة لأنه مرضه كان أخطر من مرضك، وحزنه أعظم من حزنك!
هذا النوع من مصّاصي الطاقة هم الأسوأ على الإطلاق، لأن هدفهم الأكبر هو جعلك تشعر بأنّك عديم القيمة. وهو بالفعل ما ستحسّ به.
بعد الجلوس مع هذا النوع من الأشخاص، ستجد نفسك مرهقًا، قلقًا، تشعر بأنك عديم الأهمية وتفتقر إلى الأمان.
كيف أتعامل مع المغرور؟
حتى تحسن التعامل مع هذا النوع من مصّاصي الطاقة، عليك أن تفهم بداية أنّ شخصيتهم هذه نابعة من إيمان عميق بأنهم ليسوا جيّدين بما فيه الكفاية. لذا فإن عبارات التشجيع لن تجدي معهم نفعًا، والأفضل أن توجهها لنفسك.
نعم، عليك أن تطمأن نفسك على الدوام وأنت جالس مع مصّاص الطاقة المغرور، بأنك جيّد بما فيه الكفاية. لأن المغرور سيسعى دومًا لإشعارك بأنك عديم القيمة.
حاول أيضًا أن تقدّم لهم مديحًا صادقًا حول قيمتهم الشخصية، وذكّرهم دومًا بأنهم مهمّون بالفعل بغضّ النظر عن شخصيّتهم وإنجازاتهم. مثل هذه العبارات قد تسهم في زيادة تقديرهم لذاتهم، وتخليصهم من هذا الجانب السلبي فيهم.
اقرأ أيضًا:7 طرق لتكون سعيدا حتى في أصعب الظروف
9- البريء
يمكننا القول أنّ هذا النوع من مصّاصي الطريقة هو الأشدّ خطورة بعد النرجسي، لأنك في الواقع لا تتوقّع من البريء أن يمتصّ طاقتك.
مصّاص الطاقة البريء هو شخص ضعيف بعض الشيء وأخرق قليلاً. ستساعده مرّة، وستكون تلك غلطة حياتك، لأن الأمر سيخرج عن السيطرة بعدها…لن يمرّ الكثير من الوقت حتى تجد هذا الشخص معتمدًا عليك تمامًا في كلّ شيء ممّا يرهقك ويستنزفك تمامًا.
البريء هو مصّاص طاقة يتغذّى على تعاطفك ومشاعرك الطيبة، وغالبًا ما يتعذّر عليه رؤية الحدود الحمراء، لأنّك لم توضّحها بداية. ولأنه لا يعتقد أنّه يطلب منك الكثير أصلاً.
إنّ رفض تقديم يد العون للآخرين لن يجعل منك شخصًا سيئًا، وخاصّة أولئك الذين يستغلّون طيبتك وشخصّيتك الخدومة.
اقرأ أيضًا: أفضل 10 قصص قصيرة ذات دروس قيمة
كيف أتعامل مع البريء؟
الحلّ الأمثل للتعامل مع مثل هؤلاء الأشخاص هو من خلال رسم حدود حمراء والتأكيد عليها. قد يكون الأمر صعبًا عليك في البداية، لكن هذه الطريقة قد تكون سبيل الخلاص لك ولهم، وتساعدهم من خلالها ليعتمدوا على أنفسهم ويقضوا حوائجهم بمفردهم.
إذن، هل خطر ببالك أيّ شخص وأنت تقرأ هذا المقال؟ أم هل وجدت في نفسك بعضًا من هذه الصفات؟
ممّا لا شك فيه أنّنا جميعًا بشر، ولا أحد منّا كامل، فقد نستمرّ في التذمر من بعض الأشخاص الذين يمتصّون طاقتنا، ولا ندرك أنّنا نحن أنفسنا قد نفعل ذلك في بعض الأحيان.
سواءً كنت أنت من يمتصّ طاقة الآخرين، أو تعرف أحدًا يفعل ذلك، احرص على الابتعاد لبعض الوقت، إمّا لمعالجة مشكلتك الشخصية أو لحماية نفسك من هذه الطاقة السلبية.
وإن كان لابدّ لك من التعامل مع هؤلاء الأشخاص، فالأفضل أن تسلّح نفسك بالثقة العالية وتقدير النفس العالي والحزم حتى تتمكّن من الحفاظ على طاقتك والعيش بإيجابية على الدوام.
المصدر: lifehack
اقرأ أيضًا: 17 اقتباس لأفلاطون سيغير فلسفتك عن الحياة
اقرأ أيضًا: الكاريزما وقوة الحضور
اقرأ أيضًا: 10 خطابات تحفيزية تدفعك قدما إلى الأمام