مَن منّا لا يُتابع الأحداث الجارية في غزّة اليوم ويشهد المُعاناة التي يُعانيها أهل غزّة تحت وطأة الحرب. لكن ما قد لا يعلمه الكثيرون هو أنّ تاريخ هذه المعاناة يرجع إلى أكثر من 15 سنةً مضت، فالأمر ليس مُقتصرًا فقط على الأحداث الجارية. فما المعاناة الحالية إلا صورة مُكبّرة مما يُعانيه أهل غزّة منذ سنوات!
نتيجةً للحصار الإسرائيلي غير الآدمي المفروض على القطاع منذ أكثر من 15 عامًا، يعيشُ إخواننا في غزّة تحت ظروفٍ قاسية ومُعاناة مُستمرّة ويتعرّضون للعديد من التحديّات اليوميّة التي تؤثر على حياتهم ومعيشتهم. فما قد يبدو لك شيئًا أساسيًا لا غنى عنه في يومك، يُعد بالنسبة لهم رفاهيةً قد لا يحلمون بها.
التعلم عملية مستمرة لا تنتهي، اكتسب ثقافة عامة عن الحياة واكتشف معلومات ثقافية جديدة في كلّ يوم من خلال مقالاتنا المميزة. اقرأ المقالات الآن
وعلى مدار 15 عامًا، تدهور الوضع في غزّة حتى أصبح يُعاني معظم أهلها من نقص في الموارد الأساسيّة مثل المياه والكهرباء والغذاء، بالإضافة إلى تدهور البنية التحتيّة وارتفاع معدلات البطالة والفقر. ومع ارتفاع وتيرة الحرب الحالية على القطاع، تضاعفت هذه المعاناة حتى اقترب الوضع هناك إلى إبادة جماعيّة.
وفي ضوء هذا الواقع الصعب، لا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي، حيث تحتاج غزة إلى دعمنا وتضامنّا جميعًا لتجاوز هذه المحنة والعيش في سلامٍ وأمان. ولا شكّ أننا جميعًا نرغب في تقديم يد العون لإخوتنا في غزّة، ولكن السؤال هنا هو: كيف يُمكننا ذلك وماذا نفعل لأهل غزة؟
اقرأ أيضًا: أفلام ومسلسلات تتحدث عن فلسطين
ماذا نفعل لأهل غزة؟
بينما قد يبدو أنّ العوائق بيننا وبين أهل غزّة أكبر من أن نستطيع تقديم يد العون لهم، إلّا أنّه في الحقيقة هُنالك الكثير من الأمور الَّتي يُمكننا فعلها لنصرة إخوتنا في غزّة ودعمهم في مواجهة الظّلم والاحتلال نوضحها لكم في هذا المقال.
1- التبرع للمنظّمات الإغاثيّة التي تعمل في غزّة
هُنالك العديد من المُنظّمات الإنسانيّة التي تعمل جاهدةً لتلبية احتياجات السكان في غـزّة وتوصيل المُساعدات الأساسيّة إليهم. يُمكنك أن تتبرّع بما تستطيع من المال أو الأدوات الضروريّة لهذه المُنظمات أو أن تقوم بالبحث عن أقرب مُنظّمة لموقعك وتتطوّع للتعاون معها في تنظيم حملات التبرع أو جمع التبرعات لصالح غزة.
ومن المُهمّ التَّحقّق من مصداقيّة المُنظّمات قبل التبرع لها، حيث يُفضّل التبرُع للمنظمات الموثوقة التي تمتلك خبرة في أعمال الإغاثة في غزّة والتي تتمتَّع بسمعة جيّدة في توجيه المساعدة إلى مكانها الصحيح بشكلٍ فعّال وشفّاف مثل جمعية الهلال الأحمر، ووكالة الأمم المُتّحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA) ومنظّمة الإغاثة الإسلاميّة عبر العالم، وجمعية إغاثة أطفال فلسطين (PCRF) وغيرها في مُختلف أنحاء العالم العربي.
اقرأ أيضًا: أفضل قنوات اليوتيوب العربية التي تقدم محتوى تعليمي هادف
2- مُقاطعة إسرائيل وداعميها
لا شكَّ أنّ الاقتصاد هو قوام نجاح أيّ كيان في العالم، فالاقتصاد هو السبب الرئيسي وراء القوة السياسيّة والعسكريّة لأي دولة.
وبالحديث عن الاقتصاد الإسرائيلي، فهو يقوم على العديد من الشركات التي تُوزع مُنتجاتها في جميع دول العالم ومن بينها منطقة الشرق الأوسط. ولذلك فإنّ مُقاطعة هذه المُنتجات هي أقوى ضربة يُمكنك أن توجهها لاقتصاد الاحتلال الإسرائيلي من دون حتّى أن تحمل السلاح.
يتمثّل الهدف الرئيسي من وراء المُقاطعة في توجيه رسالة سياسيّة واقتصاديّة قويّة برفض الاستمرار في الجرائم وانتهاك حقوق الإنسان الذي يتمّ ضد أهل غزّة، علاوةً على إنهاء الاحتلال والسياسات القائمة على الفصل العنصري ضد الفلسطينيين.
في الوقت الحالي، هنالك حملة واسعة النطاق لمقاطعة المُنتجات الإسرائيليّة أو حتّى مُنتجات الشركات غير الإسرائيليّة التي تدعم إسرائيل. تُعتبر هذه الحملة وسيلة سلميّة للتضييق على إسرائيل بقدر المُستطاع، لذلك من المُهمّ أن تحرص على مُقاطعة مُنتجات الشركات الإسرائيليّة أو الشركات الداعمة لها واستبدالها بالمُنتجات المحليّة في بلدك.
وأمّا عن الشركات التي يجب عليك مُقاطعتها، فيُمكنك الاطِّلاع عليها من الموقع الرسمي لحركة مقاطعة إسرائيل (BDS).
إليك الآن: أفلام ومسلسلات تتحدث عن فلسطين
اقرأ أيضًا: برامج و أفلام وثائقية مذهلة لا بد أن تشاهدها
3- التوعية بالقضية الفلسطينيّة والظروف المأساوية التي يعيشها أهل غزة
في ظِلّ التعتيم الغربي على حقيقة الأوضاع في غزّة ومُحاولة إظهار أهل غزّة بمظهر الجناة، من المُهم أن نُساهم في نشر الحقائق والأخبار والصور والفيديوهات التي تُوثِّق الانتهاكات والجرائم التي تُرتكَب بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
قُم بمُشاركة أكبر قدر مُمكن من المعلومات والأخبار عبر جميع وسائل التواصُل الاجتماعي مثل فيسبوك وإكس – تويتر سابقًا – وإنستجرام وغيرها، واستخدم المواقع الإلكترونيّة والمدوّنات للكتابة عن الوضع في غزة والتأثير الإنساني الذي يترتب عليه.
ونظرًا لمحاولة إخفاء الحقائق الذي تقوم به بعض هذه المنصّات وترويجها للمُحتوى الداعم للاحتلال فقط، فلا تنسَ التحايل على خوارزميّات هذه المنصّات من خلال إضافة بعض التعديلات على الكلمات المحظورة مثل إضافة الرموز ك (*) و (#) بين أحرف الكلمة أو طمس هذه الكلمات المحظورة من الصور.
اقرأ أيضًا: أفضل المواقع لتحميل الكتب والروايات العربية والعالمية
يُمكنك أيضًا الانضمام إلى المنظمات الإنسانيّة والحقوقية التي تعمل في هذا المجال والمساهمة في نشر الوعي والمعرفة. وإذا كُنت تتحدّث لغةً أخرى غير العربيّة أو لديك أصدقاء من أي دولة غير عربيّة، فعليك بنشر بعض المُحتوى عن معاناة الفلسطينيين بهذه اللغة للمُساهمة في تغيير الرأي العام حول القضيّة الفلسطينيّة.
وتذكّر دومًا ما يُعرف بأثر الفراشة! فلا تُقلل مُطلقًا من دورك. فقد يبدأ الأمر بمُجرّد منشور صغير على صفحتك على وسائل التواصل الاجتماعي ثم ينتشر بعد ذلك بشكلٍ كبير ليراه الآلاف والآلاف حول العالم.
بالإضافة إلى ذلك، يُمكنك أيضًا المُشاركة في الحملات والمُبادرات والفعاليّات والمُظاهرات التي تدعم قضيّة غزّة وتُطالب بإنهاء الحصار والعدوان عليها. كما يُمكنك التحدّث مع أصدقائك وأقاربك وجيرانك وزملائك غير المُلِمِّين بالقضيّة وتوعيتهم بشأنها علاوةً على طلب دعمهم ومُساندتهم في هذه المرحلة الحرجة.
اقرأ أيضًا: 4 خرافات شائعة حول التأجيل والتسويف
4- تقديم الدعم النفسي والاجتماعي
في ظِل الأضرار الماديّة وفقدان الأرواح وتدمير البنية التحتيّة وتشريد الآلاف من أهل غزّة، فلا يخفَ على أحدٍ أنّهم يمرّون بأصعب حالاتهم النفسيّة في الوقت الراهن نتيجةً للظروف القاسية التي يعيشونها. فأهل غزّة الآن بحاجة إلى الدعم النفسي والاجتماعي لمواصلة هذه الحرب الشريفة للدفاع عن حقوقهم وقضيتهم العادلة.
ولذلك أصبح من الواجب علينا جميعًا تقديم الدعم النفسي لهم، وذلك أضعف الإيمان! يُمكنك الخروج مع أهل بلدك في مُظاهرات لدعم أهل غزّة وتذكيرهم بأنّهم ليسوا وحدهم في هذا الأمر، وأنّنا جميعًا وإن كُنا غير قادرين على الانضمام إليهم في ساحة الحرب فإنَّنا ندعمهم بدعائنا وأفئدتنا.
كما يُمكنك عن طريق صفحاتك على وسائل التواصُل الاجتماعي توجيه رسائل مُباشرة لهم بأنّ الله قد اصطفاهم لينالوا شرف الجهاد والمُقاومة، وأنّ جزاءهم في الآخرة عظيم كما وعدهم الله. يجب أن تحرص دائمًا على تذكيرهم بالحقيقة التي نؤمن بها جميعنا وهي أنّ أرواحهم غالية ودماءهم طاهرة، وجزاؤهم الجنّة. هذه المؤازرة من شأنها أن ترفع من روحهم ولو قليلًا وأن تربط على قلوبهم المكلومة.
اقرأ أيضًا: 7 علامات تدل على أنك لست مشغولا كما تدعي!
5- الانضمام إلى الحملات الداعمة لغزّة
هنالك العديد من النشطاء الذين يعملون جاهدين لدعم غزّة وتحسين وضعها قدر المُستطاع. يُمكنك الانضمام إلى هذه الحملات والمشاركة في النشاطات التي تعمل على دعم القضيّة الفلسطينيّة بأشكالٍ مُختلفة، بما في ذلك التظاهرات السلميّة والاحتجاجات وتوقيع العروض الخاصّة بالحقوق الإنسانيّة. إذا كنت ترغب في دعم أهل غزة والانضمام إلى الجمعيّات للمساهمة في تحسين أوضاعهم، فإليك بعض الخطوات التي يُمكنك اتخاذها:
-
ابحث عن منظمات وحملات تعمل على دعم أهل غزة وتوفير الإغاثة والمساعدة الإنسانيّة لهم، ثم قم بالتحقق من مصداقية هذه المنظمات والتأكد من أنها تعمل بشفافية ووضوح.
-
تواصل مع هذه المُنظّمات والحملات واستفسر عن كيفية المساهمة والمشاركة. قد تقدم هذه المنظمات فرصًا للتطوع أو الانضمام إلى حملات للتوعية وجمع التبرعات والضغط السياسي.
-
بعد الانضمام إلى الحملة التي وقع عليها اختيارك، قُم بزيادة الوعي بشأن أعمال هذه الحملة، وشارك المعلومات والأخبار والتحديثات للتوعية وجذب المزيد من الناس في محيطك.
-
قد يكون للضغط السياسي على المُعسكر الغربي تأثير كبير في تحسين الأوضاع. لذلك، إذا كُنت مقيمًا في إحدى الدول الغربيّة فيُمكنك الانضمام إلى حملات الضغط السياسي هناك التي تدعو إلى تغيير السياسات والقرارات المؤثرة في حياة أهل غزة. كما يُمكنك الكتابة إلى المسؤولين والسياسيين والمشاركة في الاحتجاجات والمظاهرات للتعبير عن التضامن والمُطالبة بالعدالة.
اقرأ أيضًا: 12 طريقة فعالة كي تخصص وقتا للقراءة
إن كنت مهتمًا بمجال صناعة المحتوى الرقمي، وترغب في تطوير مهاراتك في كتابة المحتوى، التسويق الإلكتروني، أو تحسين محركات البحث، فأنت في المكان الصحيح. تعلم صناعة المحتوى
خِتامًا، كانت هذه بعض الطرق التي يُمكننا من خلالها مساعدة أهل غزّة ومؤازرتهم في المرحلة الحالية. فغزّة هي جزء من فلسطين، وفلسطين هي جزء من أمتنا، وأمتنا هي جزء من إنسانيتنا. لا يُمكننا أبدًا أن نتجاهل معاناة غزة أو نتخلّى عن دعمها أو نستسلم للأمر الواقع ونرضى بالظلم الواقع عليها.
وبالرغم من أنّ هذا الدعم هو دعمٌ غير مُباشر، لكنّ التاريخ قد علمنا أنّ الحق قد ينتصر بما هو أقل من ذلك. فلا تُحقرنّ أبدًا من شيء يُمكنك أن تُقدِّمه لأهلنا في غزّة. فقطرة الماء قد لا تصنع شيئًا، لكن الفيضان ما هو إلّا عبارة عن الملايين من قطرات الماء، أليس كذلك!
وتذكّر أنّ كلمة السر دائمًا هي الاستمراريّة. لذا، يجب علينا أن نستمر في مساندة غزة بكل ما نستطيع من قولٍ وفعل حتى تتحرّر من الحصار والعدوان وتنال جميع حقوقها في الحريّة والكرامة الإنسانيّة والسلام العادل.
ابدأ بنفسك الآن واختر لنفسك طريقًا يُمكنك من خلاله تقديم الدعم لأهل غزّة. شارك هذا المقال مع أهلك وأصدقائك وادعُهم لتقديم أقصى ما يستطيعونه.
اقرأ أيضًا: 15 فيلم تحفيزي سيغير نظرتك إلى الحياة!
اقرأ أيضًا: أخلاقيات التعامل مع الإنترنت: كيف أكشف الأخبار الكاذبة وأتعامل مع الشائعات؟
اقرأ أيضًا: تعرف على توقعات بيل غيتس للمستقبل !
تصفَّح المزيد: أفلام ومسلسلات تتحدث عن فلسطين