هل تعلم أنّ عدد عمليات البحث التي تتمّ على جوجل في كل يوم يبلغ 3.5 مليار عملية بحث؟ هذا يعني أنّه ومهما كان عملك الخاصّ صغيرًا فإنّ هنالك حتمًا من يبحث عنه على شبكة الإنترنت.
غير أنّ المشكلة تكمن في أنّ ما نسبته 90.88% من صفحات الويب على جوجل مخفية ولا يمكن الوصول إليها. وذلك بحسب موقع Ahrefs.com المتخصص في أدوات الـ SEO. إذ قام الموقع بدراسة ما يقارب المليار صفحة ويب ليكتشف أنّ عددًا ضخمًا منها غير مرئي للمستخدمين، بمعنى آخر لا يحصل على أيّ حركة مرور طبيعية غير مدفوعة Organic Search Traffic.
وهنا تظهر أهميّة البدء بتطبيق تقنيات تحسين محركات البحث “سيو” في رفع حركة المرور على الويب وزيادة ظهور موقعك في صفحة نتائج البحث. لكن هذا ليس كلّ شيء!
فيما يلي 12 سببًا يدفعك للبدء على الفور للبدء بتطبيق تقنيات تحسين محركات البحث على موقع الويب الخاصّ بك.
1- البحث الطبيعي Organic Search هو المصدر الأساسي لحركة مرور الويب على الإنترنت
يعتبر البحث الطبيعي Organic Search أهمّ جزء في قياس أداء أي موقع إلكتروني على الإنترنت كونه مصدرًا أساسيًا في جلب المستخدمين الجدد وتحويلهم إلى عملية شراء المنتج أو الخدمة أو التفاعل مع الموقع.
وكما يعرف جميع المختصّين في هذا المجال، فإن محرك البحث Google يمتلك حصّة من سوق البحث أكبر بكثير من بقيّة منافسيه مثل Yahoo أو Bing أو غيرها من محرّكات البحث.
هذا لا يعني أنّ بقية محرّكات البحث لن تساعد في إظهار موقعك للمستخدمين، ستفعل بالتأكيد، لكن ومع استحواذ جوجل على ما نسبته 75% من سوق البحث على شبكة الإنترنت يبقى هو الأهمّ، والتقيّد بإرشاداته في تحسين محرّكات البحث سيعود عليك بالنفع حتمًا.
حتى تتمكّن من الظهور في صفحة نتائج البحث على جوجل أو غيره من المحركات طبيعيًا دون أي دفع (Organic Search) كمصدر موثوق للمعلومات لابدّ لموقع الويب الخاصّ بك أن يكون مهيئًا (محسّنًا) لتعثر عليه هذه المحركات. بمعنى آخر، لابدّ أن تطبّق أفضل استراتيجيات الـ SEO عليه.
اقرأ أيضًا: قائمة بأهم 23 مصطلح في مجال كتابة المحتوى والـ SEO
2- الـ SEO يسهم في بناء المصداقية والموثوقية
يتمثّل هدف أيّ خبير في تحسين محرّكات البحث SEO في بناء قاعدة قوية لموقع ويب واضح يقدّم تجربة مستخدم فعّالة، ويسهل العثور عليه من قبل محرّكات البحث نتيجة لموثوقية ومصداقية العلامة التجارية التي يقدّمها هذا الموقع.
هنالك العديد من العناصر التي تسهم في بناء موثوقية ومصداقية المواقع لدى محركات البحث، نذكر منها:
- الروابط الخلفية Backlinks عالية الجودة.
- تجربة المستخدم المميزة User experience.
- تقنيات تعلّم الآلة والذكاء الاصطناعي Machine learning and Artificial Intelligence.
- المحتوى المحسّن والمطور باستخدام الـ SEO.
وهنا يجدر التنويه أنّ بناء المصداقية والموثوقية يعتمد في جانب كبير منه على مدى كون موقع الويب هذا مناسبًا لمحركات البحث (Search Engines Optimized)، لذا لا تتردّد في الاستعانة بخبير SEO من أجل بناء مصداقية موقعك لدى جوجل أو غيره من محركات البحث أو تطوير نفسك في هذا المجال.
3- الـ SEO الجيّد يعني تجربة مستخدم أفضل
يرغب الجميع في الحصول على ترتيب طبيعي Organic Ranking جيّد في صفحات نتائج البحث، والجميع يرغب في تحقيق ظهور أكبر على محركات البحث. لكنّ الغالبية العظمى ينسون أن تقديم تجربة مستخدم User experience مميزة يلعب دورًا مهمًّا في تحقيق ذلك.
لقد تعلّم جوجل كيف يميّز بين تجربة المستخدم الجيّدة والسيئة، حيث أصبحت تجربة المستخدم الإيجابية عاملاً مهمًّا من عوامل نجاح أيّ موقع إلكتروني. فالمستخدمون يعرفون تمامًا ما يريدونه، وإن لم يعثروا عليه فسوف يغادرون موقعك على الفور ممّا قد يؤثر سلبًا على أداء ونجاح الموقع.
ومن الأمثلة القوية على تجربة المستخدم الإيجابية، محرك البحث جوجل نفسه! لقد تحوّل خلال السنوات الأخيرة إلى ما يشبه آلة الردّ الآلي التي تقدّم الإجابات الشافية للمستخدمين في أسرع وقت وبأقّل جهد ممكن، من خلال صفحات نتائج البحث SERPs وما تتضمنه من نتائج SERP features.
استخدام تقنيات تحسين محركات البحث بشكل صحيح سيسهم في تقديم تجربة مستخدم إيجابية تضمن لك ظهورًا أكبر وانتشارًا أوسع على شبكة الإنترنت.
اقرأ أيضًا: 10 أنواع للمحتوى تحقق لك آلاف المشاهدات
4- السيو المحلي Local SEO يسهم في زيادة تفاعل الجمهور
مع تزايد حركة مرور الويب القادمة من الهواتف النقّالة، أصبح السيو المحلي Local SEO عاملاً مهمّا لنجاح مواقع الويب والنشاطات التجارية الصغيرة ومتوسطة الحجم.
ماذا يعني هذا بالضبط؟
عندما تكتب في جوجل مثلاً: “وصفة البيتزا” سيعرض لك محرك البحث نتائج لوصفات البيتزا المكتوبة من قبل أيّ شخص وفي أيّ مكان. لكن إن كتبت “مطعم بيتزا”، فالنتائج التي ستظهر ستكون في الغالب لمطاعم بيتزا قريبة منك في مدينتك أو في الحيّ الذي تسكن وتقييمها من قبل الزوّار السابقين.
بمعنى آخر، السيو المحلي هو عملية تحسين مواقع الويب لإظهارها لمجموعة معيّنة من الأشخاص في منطقة جغرافية محدّدة ممّا يسهّل العثور عليها من قبل المستخدمين.
يقوم محترفو تحسين محركات البحث بذلك من خلال تحسين الموقع الإلكتروني للنشاط التجاري ومحتواه، بما في ذلك الاستشهادات المحلية والروابط الخلفية Backlinks، بالإضافة إلى القوائم المحلية ذات الصلة بالموقع وقطاع الأعمال الذي ينتمي إليه هذا النشاط التجاري.
ولتعزيز التفاعل على المستوى المحلي، ينبغي لمحترفي السيو البدء بما يلي:
- تحسين لوحة الرسم البياني المعرفي للنشاط التجاري.
- تطوير وتحديث قائمة “Google My Business”.
- تطوير الملفات الشخصية للنشاط التجاري على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
- التركيز على التغذية الراجعة التي يقدّمها العملاء سواءً على جوجل أو غيره من المواقع الإلكترونية المتخصصة المراجعات Reviews مثل Yelp أو Home Advisor أو غيرها.
اقرأ أيضًا: 5 أسرار لتحسين مهاراتك في كتابة محتوى على الإنترنت وحصد آلاف المشاهدات
5- التأثير على عملية الشراء
يُجري العملاء في الغالب بحثًا على الإنترنت قبل شراء أي منتج أو خدمة يرغبون بها. وهذه إحدى أهمّ منافع الإنترنت بالنسبة للمشتري.
عند استخدام تقنيات السيو بشكل صحيح في إيصال رسائلك التسويقية حول أفضل العروض وأحسن المنتجات أو الخدمات، ستتمكّن فعليًا من تغيير قوانين اللعبة!
ظهور نشاطك التجاري للمستخدمين في الوقت والمكان المناسبين سيؤثر إيجابًا على عملية الشراء وسيُسهم في زيادة المبيعات وتحقيق الأرباح. وهذا بالضبط ما يفعله استخدام تقنيات السيو بشكل صحيح، فمُنتجك لن يرى النور دون هذه التقنيات.
6- البقاء على اطلاع بتحديثات خوارزميات محركات البحث
من الرائع حقًا أن تستخدم تقنيات تحسين محركات البحث بمجرّد إنشاء موقعك الإلكتروني. ولكن إذا كانت التكتيكات المستخدمة قصيرة المدى، ولم يتم إعادة تقييم الموقع باستمرار مع مرور الوقت، فسوف تصل إلى حدّ يصعب معه تحقيق نتائج أفضل وسيتراجع أداء الموقع شيئًا فشيئًا.
نظرًا للتحديثات المستمرة على خوارزميات محركات البحث وعلى رأسها Google، فلابدّ من مراقبة موقع الويب الخاصّ بك باستمرار وتقييم أدائه على الدوام حتى تتمكّن من البقاء في الصدارة.
لابدّ أن تكون استباقيًا وتراقب التغييرات الرئيسية التي تجري على خوارزميات محركات البحث. حيث أنّ جوجل تجري آلاف التغييرات على خوارزمياتها سنويًا، والتأخر لبعض الوقت سيكلّفك الكثير.
وهنا تظهر أهمية الاستعانة بخبرات المحترفين في مجال الـ SEO، التي ستجنّبك الوقوع في هذا الفخّ.
7- المساعدة في فهم بيئة الويب بشكل أفضل
مع كلّ التغيّرات التي تشهدها بيئة الويب كلّ يوم، قد يكون من الصعب البقاء على اطلاع بأحدث هذه التغيّرات. لكن متابعة تحديثات الـ SEO بشكل مستمرّ سيساعدك على ذلك، لأنه سيمكّنك من معرفة التقنيات التي يتّبعها منافسوك على المستوى المحلي أو العالمي وبالتالي فهم بيئة الويب من حولك بشكل أفضل.
اقرأ أيضًا: قواعد كتابة الويب الـ 19
8- تقنيات الـ SEO قليلة التكلفة
استخدام تقنيات الـ SEO سيكلّفك مالاً بالطبع خاصّة إن استعنت بخبير في المجال، أو اضطررت لشراء أدوات إدارة المحتوى. لكنه مع ذلك يبقى قليل التكلفة مقارنة بوسائل تسويق المحتوى الأخرى.
يمكنك في الواقع النظر لتكاليف تحسين محركات البحث على أنّها استثمار بدلاً من كونها مجرّد دعاية وتسويق. لأن تقنيات السيو الناجحة ستفيد موقعك على المدى البعيد ولسنوات عديدة. وكما هو حال كلّ شيء في العالم، سيتحسّن موقعك ويحقق نجاحًا أكبر كلّما حصل منك على اهتمام أكثر واستثمار أكبر.
أحسِن اختيار استثمارك إذن!
9- استراتيجية طويلة الأمد
بمجرّد أن تبدأ بتطبيق تقنيات تحسين محركات البحث على موقعك، ستظهر نتائج هذه التغييرات بعد مرور عام واحد فقط، لكن آثار هذه التغييرات قد تستمرّ لسنوات عديدة.
من المهمّ بالطبع متابعة أحدث التغيّرات والاتجاهات في مجال عملك على شبكة الإنترنت، لكن حتى موقع الويب الذي لم يشتمل على أفضل التوصيات في مجال السيو، سيشهد تحسنًا بمجرّد البدء بتطبيق استراتيجيات تحسين محرّكات البحث الأساسية، وتقديم محتوى صادق وتجربة مستخدم مقبولة.
إنّها استراتيجية طويلة الأمد، فكلّما زاد الوقت المخصص لتطبيق تقنيات الـ SEO ووضِع المزيد من الجهد فيه وخُصّصت له ميزانية أكبر، كان موقع الويب أفضل وزدات فرصه في تحقيق ترتيب أعلى في صفحات نتائج البحث لأطول مدّة ممكنة.
10- قابل للقياس
على الرغم من أنّ استخدام السيو في موقعك لا يوفّر لك عوائد استثمار يسهل حسابها كما هو الحال مع البحث المدفوع. غير أنّك مع ذلك تستطيع قياس نتائجه من خلال المتابعة والتحليل.
تساعد تقنيات الـ SEO أصحاب الأعمال والأنشطة التجارية على تحديد التقدّم الذي تمّ تحقيقه على شبكة الإنترنت، إذ تتيح لهم التحليلات معرفة أين كانوا وأين هم الآن وأين سيكونون مستقبلاً وبعكس الطرق التقليدية في قياس النجاح فإن هذه البيانات لا تكذب أبدًا!
11- استحداث فرص جديدة للتطور والتحسين
كلما ارتفعت جودة تقنيات الـ SEO المستخدمة، زادت سُبل العثور على فرص جديدة ليس فقط لتحسين موقع الويب وتطوير العلامة التجارية وحسب، وإنما لجعلها تتألق أيضًا.
عندما تقدّم لموقع الويب الخاصّ بك، أو لعلامتك التجارية تقنيات SEO عالية الجودة، فأنت بذلك تعرّف فريق تحسين محرّكات البحث على كلّ ما تعنيه علامتك التجارية. وبمعنى آخر، فأنت تساعد فريق العمل على تسويق منتجك أو خدمتك (موقع الويب الخاص بك) بعد فهم عميق له وبشغف يضاهي شغفك، مما يفتح أمامك آفاقًا جديدة للتطوّر والتحسّن.
12- الـ SEO هو وسيلتك لتصدّر الصفحة الأولى في نتائج البحث
لا أحد في مجال تحسين محرّكات البحث ينكر أنّه إن لم يظهر موقعك في الصفحة الأولى لنتائج البحث فأنت على الأرجح لا تبلي حسنًا في لعبة البحث الطبيعي غير المدفوع Organic Search.
وتأكيدًا لذلك، فقد أظهرت إحدى الدراسات الحديثة أنّ النتائج العضوية الثلاثة الأولى في صفحة نتائج البحث تحصل على ما نسبته 40% من مجمل نقرات “Clicks” المستخدمين، أيّ أنّ احتمالية الدخول لإحدى هذه المواقع هي الأعلى على الإطلاق.
هذا يعني أنّك إن لم تكن في أعلى صفحة نتائج البحث، عليك البدء على الفور بالسعي لذلك، والطريقة الوحيدة لتحقّق هذا الأمر تتمثّل في العمل على تحسين موقعك لمحرّكات البحث.
أصبحت تقنيات الـ SEO إذن الطريقة الجديدة للتسويق في يومنا هذا، وتطبيق مختلف تكتيكات تحسين محرّكات البحث على موقع الويب الخاصّ بك سيعود عليك دومًا بالنفع.
ابدأ على الفور بتطبيق التقنيات الأساسية التي يمكنك تعلّمها بمفردك، وإن دعت الحاجة، يمكنك دومًا الاستعانة بخبراء تحسين محرّكات البحث لتحقيق نتائج أفضل. والانتقال من نسبة الـ 90% من المحتوى المخفي إلى نخبة المحتوى المعروض لمستخدمي الإنترنت.
المصادر: ahrefs، searchenginejournal
اقرأ أيضًا: قواعد الـ SEO في كتابة المحتوى: أهم 5 أمور يجب التركيز عليها
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته حول كتابة الويب