سواءً كنت ممن يسافرون كثيرًا ويرتحلون بين أرجاء العالم للسياحة والتجوال، أو أنّك مقبل على السفر إلى الخارج للدراسة، ستجد أنّ هناك الكثير من الاختلافات بين ثقافة البلد الذي ستسافر إليه وبين ثقافتك.
وفي الوقت الذي قد تبدو فيه الثقافة الأوروبية أو الأمريكية مختلفة كلّ الاختلاف عمّا تربّيت عليه، فذلك لا يُقارن البتّة مع ثقافة الشرق الأقصى، كالصين واليابان وكوريا! حيث أنّ ما يبدو تصرّفًا ينمّ عن الاحترام في بلدك قد يصبح أمرًا مُشينًا هناك.
سنتعرّف في مقال اليوم على بعض الاختلافات الثقافية والحقائق المثيرة للاهتمام التي قد تجدها في شرق آسيا. وسيساعدك التعرّف عليها على تجنّب سوء الفهم في الكثير من المواقف.
1- بطاقات العمل أمر ضروري
في حال كنت ستسافر إلى اليابان او الصين أو كوريا، يجدر بك أن تحمل معك بطاقات العمل الخاصّة بك، حيث أنّه من الشائع للغاية في هذه الدول أن تتبادل بطاقات العمل مع الأشخاص الذين تلتقي بهم للمرة الأولى، خاصة إن كان هذا اللقاء ضمن إطار مهني.
يسمّى هذا التقليد في اليابان بـ ” meishi koukan”، ويعتبر طريقة مهنية للتعريف بنفسك، حيث لا يمكن لأي اجتماع عمل أن يبدأ قبل تبادل بطاقات العمل بين الحضور!
2- انتبه من اللون الأحمر عند الكتابة
قد تكون هذه إحدى أغرب الحقائق عن كوريا الجنوبية، حيث أنّ كتابة اسم أحدهم بالحبر الأحمر تشير إلى أنّ هذا الشخص على وشك الموت، أو أنّه قد توفي بالفعل! لذا تجنّب استخدام هذا اللون عن الكتابة، واكتفِ باللون الأسود أو الأزرق كي لا يصبح لقب “نذير الشؤم” مرافقًا لك طوال فترة إقامتك في كوريا.
3- لا داعي لأن تحمل معك نقودًا في الصين
بعكس ما هو شائع في الكثير من دول العالم وخاصة العربية منها، فإنّ الصين قد قطعت شوطًا كبيرًا في تكنولوجيا الدفع، حتى أصبح الدفع باستخدام الهواتف الذكية هو الشائع، بل إنّ بعض الأماكن لن تقبل منك الدفع نقدًا في المدن الكبرى. ولا يقتصر الأمر على المطاعم الفاخرة والمحلاّت الفخمة، إذ يمتدّ ليصل إلى البائعين المتجولين وسائقي سيارات الأجرة، وحتى المتسوّلين!
لذا لا تستغرب إن تمّ رفض نقودك في أحد المقاهي في بكين، واحرص قبل أن تقرر احتساء القهوة في مكان ما أنّهم يقبلون النقد، تجنّبًا لوضع نفسك في مواقف محرجة.
4- الإنجليزية ليست اللغة العالمية في شرق آسيا
ليس من السهل أن تزور إحدى دول شرق آسيا، وإن اعتقدت أنّ لغتك الإنجليزية ستنقذك، فعليك أن تعيد النظر في حساباتك!
نقلاً عن تقرير نُشر في مجلّة Telegraph عام 2017، فإن 10 ملايين شخص فقط في الصين من بين ما يزيد على مليار شخص يتحدّثون الإنجليزية. أي ما لا يزيد عن 1% فقط من إجمالي السكان!
حظًا سعيدًا إذن في العثور على أحدهم في مدينة كبيرة مثل بكين أو شنغهاي.
انعدام اللغة الإنجليزية قد يمتدّ ليشمل الفنادق والمعالم السياحية وسائقي سيارات الأجرة، بل وكلّ جانب من جوانب الثقافة التي قد تواجه أيّ سائح أو قادم جديد هناك. ليس هذا وحسب، فلغة الماندراين الصينية لا تُترجم جيّدًا في تطبيقات الترجمة المشهورة مثل جووجل، كما أن خدمات جووجل وفيسبوك غير متوفرة في الصين، والبدائل الصينية لها غير متوفرة باللغة الإنجليزية، الأمر الذي يجعل من عملية التواصل هناك أمرًا في غاية الصعوبة.
5- تجنّب النظر المباشر إلى العينين
على عكس ما هو شائع في مختلف دول العالم من أنّ التواصل المباشر والنظر إلى عيني محدّثك أمر ضروري يسهم في جعلك شخصًا ذا كاريزما، يُعدّ النظر المباشر إلى عيني محدّثك في دول آسيا تصرّفًا فظًّا ينمّ عن التحدّي ورغبة المتحدّث في المواجهة أو البدء في مشاجرة، لذا إن مقبلاً على الدراسة في إحدى دول آسيا كالصين أو اليابان أو كوريا أو غيرها، تجنّب هذا التصرّف لتحافظ على علاقة طيبة مع زملائك الآسيويين.
6- الأسئلة الشخصية أمر شائع
من الشائع في كوريا والصين طرح أسئلة شخصية للغاية حول مواضيع مثل دخل الفرد، حالته الاجتماعية، عمره أو ديانته. ومن العادي طرح مثل هذه الأسئلة على شخص تعرّفت عليه للتو!
على الرغم من الآسيويين يخجلون كثيرًا ولا يظهرون عواطفهم أو مشاعرهم بلغة الجسد، إلاّ أنهم منفتحون على مثل هذه التفاصيل، وليس من المستغرب أن يسألك شخص غريب في احتفال ما عن قيمة دخلك أو عن حياتك العاطفية!
7- انتبه عند استخدام عصيّ الأكل
هنالك سبب وجيه وراء وجود مكان مخصص لوضع عصيّ الأكل في كلّ المطاعم الآسيوية. إذ أنّ الإبقاء عليها مغروسة في صحنك يعتبر تصرّفًا فظًّا غير مقبول. يعبّر وضع عصي الأكل في منتصف الصحن عن الموت والجنازات في العديد من الثقافات الآسيوية.
فمثلاً في اليابان، يُترك صحن من الأرز وبه عصيّ الأكل كقربان للموتى، في حين يتمّ تشبيه العصيّ المغروسة في الصحن بأعواد البخور المستخدمة في الجنائز الصينية.
إن كنت لا ترغب في تحويل عشاء سعيد إلى نذير شؤم لأصدقائك الآسيويين، احرص على وضع عصيّ الأكل في مكانها المخصص بجانب الصحن.
8- البقشيش ليس سوى إهانة
يعتبر إعطاء البقشيش في اليابان أو سنغافورة وبعض دول آسيا الأخرى إهانة كبرى على عكس ما هو شائع في دول العالم الأخرى. ذلك أنّ العديد من الآسيويين يؤمنون بضرورة إتقان عملهم دون الحاجة للحصول على مقابل إضافي من وراء ذلك. وبالتالي فإن دفع البقشيش للنادل في المقهى أو سائق التكسي يعتبر إهانة له ولمبادئه وأخلاقه.
9- لا تستغرب من إدمان العمل
هل سبق أن سمعت بثقافة الرقم 996؟ إنّها في واقع الأمر ثقافة شائعة للغاية في دول شرق آسيا، خاصة تلك المتقدمة منها مثل كوريا واليابان والصين. وتعني العمل المتواصل من التاسعة صباحًا حتى التاسعة مساءً لستّة أيام أسبوعيًا!
العديد من الموظفين يعملون ساعات طويلة تتجاوز الساعات القانونية ودون أخذ أيّ إجازات. إن لم تكن معتادًا على نمط الحياة هذا، فسوف تشعر بالإرهاق سريعًا وقد لا تستطيع تحمّل ضغط العمل الشديد في مثل هذه الدول، لكن عليك أن تعتاد على حقيقة أنّ هذا الأمر شائع ومألوف للغاية لدى الآسيويين!
10- لا تستغرب من استراحات الغداء والقيلولة في الصين
لا تستغرب إن دخلت إحدى الشركات الكبرى في الصين في منتصف النهار، وفوجئت بجميع الأضواء مطفأة، فالأمر ليس بسبب عطل كهربائي، وإنّما ذلك نتيجة وقت القيلولة!
تبدأ استراحات الغداء في الصين عند منتصف النهار، وتمتدّ لساعتين كاملتين، لكن ذلك لا يعني أن أصدقائنا الصينيين يقضون وقت استراحتهم بالكامل في تناول الطعام، إذ تتخلل استراحة الغداء في الغالب قيلولةٌ لمدّة نصف ساعة، تُطفأ فيها الأنوار في الشركات، ويخرج فيها البعض أكياس النوم المستخدمة في التخييم.
يعود السبب وراء ذلك، إلى أنّ الموظفين في الصين يعملون لساعات متأخرة، لذا فهم بحاجة إلى مثل هذه القيلولة حتى يعيدوا شحن طاقتهم، وبالتالي إتمام يومهم بنشاط.
كانت هذه بعض من الحقائق المثيرة للاهتمام التي تشترك فيها معظم دول شرق آسيا، فأيّها يا ترى أثار اهتمامكم أكثر من غيرها؟
أيّ بلدان آسيا تتمنون زيارتها، أو معرفة المزيد عن عاداتها وتقاليدها؟
شاركونا آراءكم وإجاباتكم ولا تنسوا التسجيل في موقعنا لتصلكم مختلف الفرص المتاحة في دول الشرق الأقصى.
اقرأ أيضًا: دليلك الشامل للدراسة الجامعية في الصين
اقرأ أيضًا: هل أنت مستعد للسفر والدراسة في الخارج؟