تُؤدِّي احتياجات ومتطلبات سوق العمل، وحتى التغيرات التي تطرأ عليه إلى تصنيف التخصصات حسب الحاجة إليها أو عدمها. بالتالي، أصبَحْنا نأخذ مقياس الطلب، والركود والإشباع على التخصصات مقياسًا هامًا جدًا. فماذا نعني بالطلب والركود والإشباع؟
أولًا، ما هو الركود والإشباع؟
يُقصد بالركود والإشباع وصول سوق العمل في دولة ما إلى الركود أو الإشباع بسبب عدم حاجة سوق العمل إليه أو بسبب وجود عدد هائل من خريجي هذا التخصص. ممَّا يُؤدِّي إلى اكتفاء سوق العمل وصعوبة الحصول على وظيفة للخريجين.
ثانيًا، ما المقصود نسبة الطلب على التخصص؟
بينما يُعنى بنسبة الطلب على التخصص أي أنَّ سوق العمل بحاجة إليه، حيث لا يُواجه أرباب هذا التخصص وخريجيه صعوبات في العثور على وظيفة.
نحن اليوم نُقبل على مستقبل مليئ بالاختراعات، حيث أصبحنا في زمن تنتشر به السيارات ذاتية القيادة، وهذا يُؤدّي إلى الحاجة إلى إعادة تصميم المدن من جديد ممَّا يزيد من نسبة الطلب على مهندسي الطرق والجسور.
حيث تُعد وظيفة “مهندسو الطرق الذكية” من أبرز وظائف المستقبل لعام 2040 وذلك لضرورة إنشاء طرق حديثة وذكية تُناسب السيارات الذكية ذاتية القيادة.
كما تُعتبر هندسة الطرق والجسور واحدة من فروع الهندسة الأكثر انتشارًا في المستقبل وذلك نتيجةً لرغبة جميع الدول في التطوير العمراني والنمو السكاني، وحاجة معظم المدن إلى تصميمات معينة للطرق في المستقبل، بالإضافة إلى السبب الذي يكمن في رغبة بعض الدول بأنْ تكون على أهبة الاستعداد لاستيعاب أكبر عدد من المركبات والأفراد بطريقة ذكية لا تؤدّي بالتالي إلى الأزمات المرورية.
تُعاني بعض فروع التخصصات الهندسية في دول العالم العربي من ركودٍ وإشباع في سوق العمل وذلك بسبب ارتفاع أعداد الطلبة الذين يلتحقون بتخصصات الهندسة المدنية مثلًا. لكن، يكون التخصص مطلوبًا في بعض دول الخليج العربي مثل الكويت.
كما يتوقَّع مكتب احصاءات العمل في الولايات المتحدة ارتفاع نسبة الطلب على تخصص هندسة الطرق والجسور بنسبة 6% من عام 2018 وحتى عام 2028.
وبشكل عام، يبقى التخصص مطلوبًا ولا يُمكن الاستغناء عنه وذلك بسبب الحاجة إلى تطوير البُنى التحتية، وإدارة المشاريع، وبناء الطرق والجسور وصيانتها، بالإضافة إلى إنشاء السدود، والمطارات، والأبنية، والمزيد ولا يُمكن الاستغناء في مُختلف أرجاء العالم عن طلبة تخصصات الـ STEM!