لعلّ أهمّ ما يميّز القصص القصيرة أنّها سهلة الفهم بسيطة وجميعها تحتوي على عبرة عميقة. وسواءً كانت هذه القصص حقيقية أو مستوحاة من أساطير تعود إلى مئات السنين، غير أنّ الحكمة وراءها تبقى حقيقية صالحة لكلّ الأزمان والأوقات.
إن كنت محبطًا، أو تشعر بالحاجة إلى دفعة صغيرة من الطاقة الإيجابية، فما عليك سوى قراءة هذه القصص القصيرة التي جمعناها لكم في مقالنا اليوم، والتي على بساطتها، قد تجعل يومك أفضل.
1- القصة الأولى: الفيل والحبل
يُحكى أن رجلاً مرّ بمخيّم للفيلة، ولفت نظره أنّ هذه الفيلة لم تكن محجوزة في أقفاص أو مربوطة بالسلاسل الحديدية. بدلاً من ذلك، كان الأمر الوحيد الذي يمنعها من الحركة، حبل صغير مربوط إلى إحدى أقدامها.
عجب الرجل لهذا الأمر كلّ العجب، وتساءل في نفسه عن السبب الذي يمنع هذه الفيلة من استخدام قوّتها لتخلّص نفسها من الحبال وتهرب من المخيّم.
كان من السهل عليها فعل ذلك، لكن، ما لاحظه هو أنّها لم تكن تحاول حتىّ!
وهكذا، دفعه فضوله إلى سؤال أحد القائمين على المخيم عن حقيقة هذا الأمر. فجاءه جواب هذا الأخير قائلاً:
– “عندما تكون الفيلة صغيرة جدًا، نقوم بربطها مستخدمين حبلاً كهذا الذي تراه الآن، وفي عمرها ذاك يكون هذا الحبل كافيًا لمنعها من الهروب. مع مرور الوقت ونموّها، تبقى الفيلة معتقدة أنّها عاجزة عن التحرّر من الحبل، ونتيجة لذلك، فإنها لا تحاول الفرار أو تخليص أنفسها.”
السبب الوحيد الذي يحول بين الفيلة في المخيم وبين حريّتها هو اعتقادها الكاذب (الذي بنته مع مرور السنين) بأن الهروب مستحيل.
العبرة المستفادة:
مهما حاول العالم أن يثنيك عن أحلامك، حافظ دومًا على إيمانك بأنّ ما تريده قابل للتحقيق. الإيمان بإمكانية النجاح هو الخطوة الأهمّ في تحقيق النجاح على أرض الواقع. فلا تقلّل من أهميته.
اقرأ أيضًا: 13 حقيقة سيكولوجية قد تغيّر نظرتك عن نفسك
2- القصة الثانية: التفكير خارج الصندوق
قبل مئات السنين، وفي إحدى البلدات الصغيرة في إيطاليا، كان هنالك تاجر طيب له ابنة جميلة، وكان للأسف الشديد مدينًا لأحد المُقرضين بمبلغ كبير من المال.
كان هذا المُقرض مُرابيًا (يتعامل بالربا) مقيتًا كبيرًا في السنّ، وحدث أنّه أُعجب بابنة التاجر الحسناء. فقرّر أن يقدّم للتاجر عرضًا مغريًا يخلّصه من دينه. لقد وعده بأنه سيتنازل له عن جميع ديونه مقابل أنّ يزوّجه التاجر بابنته. وبطبيعة الحال تمّت مقابلة هذا العرض بالرفض والاشمئزاز من الأب وابنته.
وهنا اقترح العجوز المقيت وضع حصاتين في كيس قماشي، إحداهما بيضاء والأخرى سوداء، ثمّ تسحب الفتاة حصاة من الكيس فإن كانت بيضاء، قام بإسقاط الدين عن والدها وتخلى عن فكرة الزواج بها. وإن كانت سوداء قام بإسقاط الدين مقابل زواجه بها.
لم تجد الفتاة ووالدها بُدًّا من الموافقة، وهكذا اتجه ثلاثتهم إلى حديقة المنزل، وقام العجوز بالتقاط الحصاتين. غير أنّ ابنة التاجر انتبهت إلى أنّ كلا الحصاتين كانتا سوداوين.
وهكذا وجدت الفتاة نفسها في موقف صعب، فلم يكن أمامها سوى واحد من بين 3 خيارات:
- أن ترفض التقاط الحصاة.
- أن تخرج كلتا الحصاتين وتكشف خداع التاجر.
- أن تأخذ إحدى الحصاتين وتضحي بنفسها في سبيل تخلص والدها من دينه.
وبعد تفكير وتحليل، توصّلت إلى حلّ، فمدّت يدها إلى الكيس والتقطت حصاة منه، لكنها وقبل أن تنظر إليها أو تفتح يدها، تعمّدت إسقاطها أرضًا بين بقيّة الحصى. وقالت حينها:
– “أرجو أن تعذرني يا سيّدي على قلّة انتباهي، لكن لا عليك، إن نظرت إلى الكيس ورأيت لون الحصاة المتبقية، ستعرف لون الحصاة التي أخذتها.”
كانت الحصاة المتبقية في الكيس سوداء اللون بالطبع، ونظرًا لأن الرجل المُرابي لم يكن سيجرؤ على كشف نفسه، فقد اضطر مُرغمًا على التزام الصمت والتظاهر بأنّ الفتاة قد التقطت الحصاة البيضاء. وهكذا تنازل عن دين والدها وتخلى عن فكرة الزواج منها.
العبرة المستفادة:
يمكنك دومًا التغلّب على المواقف الصعبة من خلال التفكير خارج الصندوق. لا تستسلم، ولا تكتفِ أبدًا بقبول الخيارات المتاحة أمامك. إن لم تكن هذه الخيارات مناسبة لك، فاصنع لنفسك مخرجًا آخر!
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التفكير الإبداعي ؟
3- جماعة الضفادع
بينما كانت مجموعة من الضفادع تتنقّل في الغابة، وقع اثنان منها في حفرة عميقة. فاجتمعت بقية الضفادع حول الحفرة، وحينما رأوا مدى عمقها أخبروا الضفدعين المسكينين أنّه لا أمل لهما في النجاة.
لكن الضفدعين تجاهلا ما قاله البقية، وراحا يقفزان محاولين الخروج من الحفرة. غير أنّ مجموعة الضفادع استمرّت في تثبيط الضفدعين والتأكيد عليهما بأنّ النجاة مستحيلة.
أخيرًا خضع أحد الضفدعين لما كان يسمعه من البقية واستسلم لنهايته المحتومة، في حين استمرّ الضفدع الآخر في المحاولة.
وهنا علا صراخ مجموعة الضفادع وصياحهم بضرورة التوقف عن المحاولة بلا طائل والاستسلام للموت.
قفز الضفدع بكلّ قوّته، وتمكّن أخيرًا من الخروج من الحفرة، لكنه وبمجرّد أن فعل حتى بادرته مجموعة الضفادع بالسؤال:
– “ألم تسمع ما كنّا نقوله لك؟”
في حينها أشار الضفدع الناجي لأصدقائه بأنه أصمّ ولا يستطيع سماعهم، لكنه مع ذلك شاكر لهم ولتشجيعهم له طوال الوقت حتى تمكّن من الخروج! لقد فهم صياحهم على أنّه تشجيع، ولم يعلم حقيقة نواياهم.
العبرة المستفادة:
يمكن لكلمات أحدهم أن تؤثر على حياة الآخرين. لذا فكّر جيدًا في كلّ كلمة قبل أن تتفوه بها، قد تشكّل كلماتك كلّ الفرق ما بين الحياة والموت!
اقرأ أيضًا: كيف تتغلب على الخوف والهلع في الأوقات الصعبة؟
4- القصّة الرابعة: رطل من الزبدة
في إحدى القرى البعيدة، كان هنالك مزارع طيب يبيع لخبّاز القرية رطلاً من الزبدة في كلّ يوم. وفي أحد الأيام قرّر الخباز أن يزن الزبدة التي يشتريها من المزارع ليتأكد من أنه يحصل على الكمية الصحيحة، لكن وزن الزبدة كان أقلّ من المطلوب.
غضب الخبّاز غضبًا شديدًا. ورفع شكواه ضدّ المزارع إلى محكمة القرية.
حينما وقف الخبّاز والمزارع أمام القاضي سأل هذا الأخير المزارع إن كان يملك مكيالاً دقيقًا يزن به الزبدة، فأجاب المزارع المسكين:
– “حضرة القاضي، إني رجل فقير لا أملك ميزانًا مناسبًا في منزلي، لكني مع ذلك كنت أستخدم وسيلة قياس مناسبة.”
– “وكيف كنت تزن الزبدة إذن؟” سأل القاضي، وجاء جواب المزارع:
– “قبل أن أبدأ ببيع الزبدة للخباز بوقت طويل، اعتدت على شراء رطل من الخبز منه يوميًا. وفي كلّ مرة يحضر لي فيها الخبّاز رطل الخبز، كنتُ أستعمله كوحدة قياس فأضعه على إحدى كفتيّ ميزان بسيط صنعته بنفسي وأقيس وزن الزبدة اعتمادًا عليه…إن هناك أحد يجب أن يُلام فهو الخبّاز!”
العبرة المستفادة:
تذكّر دومًا: كما تدين تُدان! وما تفعله من خير أو شرّ سيعود إليك عاجلاً أو آجلاً.
اقرأ أيضًا: امور عليك القيام بها قبل بلوغ سن الـ 30
5- القصة الخامسة: الصخرة في طريقنا!
يُحكى أنّه في غابر الأزمان، أراد ملك أن يختبر شعبه. فأمر جنوده بوضع صخرة كبيرة في أحد الطرق المهمّة التي تمرّ منها قوافل التجّار.ثمّ اختبأ خلف أجمات الأشجار في مكان قريب ليرى ما إن كان أحدهم سيقوم بإزالتها.
مرّ بضعة من التجار الأثرياء من الطريق، لكنّهم لم يُبعدوا الصخرة وإنما حاول العبور من حولها. فيما أبدى بعضهم تذمّره وانزعاجه من ملك البلاد الذي لم يقم بمتابعة طرق مملكته وإصلاحها، لكن ما من أحد منهم أخذ زمام المبادرة وحاول إزاحة الصخرة.
أخيرًا وبعد مرور ساعات طوال، ظهر من بعيد فلاّح بسيط يحمل سلالاً من الخضار على ظهره. وما إن وصل إلى حيث الصخرة الكبيرة، حتى وضع حمولته جانبًا، وراح يدفعها بأقصى قوّته محاولاً إبعادها. فنجح في ذلك بعد جهدٍ كبير.
عاد الفلاح إلى سلاله ليحملها، وفوجئ حينها بكيس قماشي مليء بالدنانير الذهبية ملقى في المكان الذي كانت فيه الصخرة، فالتقطه بين يديه وعيناه لا تكادان تصدّقان، وقرأ في حينها على ورقة صغيرة بداخل الكيس:
“هذا الكيس هدية مني أنا ملك البلاد للشخص الذي يبعد الصخرة عن الطريق!”
العبرة المستفادة:
كل عقبة نواجهها في حياتنا هي فرصة لنا لتحسين ظروفنا، وفي الوقت الذي يكتفي فيه الكسالى بالتذمر والشكوى، يستغلّ الأذكياء هذه الفرص جيّدًا من خلال طيبة قلوبهم وكرمهم ورغبتهم الصادقة في مساعدة الغير.
وبكلمات أخرى، كفاك انتظارًا! كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم!
اقرأ أيضًا: كيف أتخلص من الاحباط و السلبية
6- القصة السادسة: الفراشة
في أحد الأيام عثر رجل على شرنقة فراشة في الغابة. فحملها معه وأخذها إلى منزله. وبعد مرور بعض الوقت، لاحظ الرجل وجود فتحة صغيرة الشرنقة، ولفت انتباهه محاولات الفراشة للخروج والتي دامت لساعات طوال، كانت الفراشة تناضل خلالها لإخراج نفسها من الفتحة الضيقة.
وفي محاولة منه لمساعدة الفراشة، أحضر الرجل الطيب مقصًّا وقام بتوسيع فتحة الشرنقة، فتمكّنت الفراشة من الخروج بسهولة، غير أنّ جسمها الصغير كان مليئًا بالجراح وكان جناحاها ضعيفين جدًا.
لم يفكّر الرجل في الأمر كثيرًا، وبقي يتأمل الفراشة منتظرًا إياها أن تطير، أو أن يكبر جناحاها بعد أيّام. لكن ذلك لم يحصل، وعاشت الفراشة المسكينة بقيّة حياتها عاجزة عن الطيران زاحفة في الأرجاء بجناحين صغيرين وجسد ضعيف متورّم.
على الرغم من طيبة ذلك الرجل، لكنه لم يفهم أنّ الشرنقة الضيقة، وصراع الفراشة للخروج من تلك الفتحة الضيقة كان حكمة من الله لتقويّ جناحيها وتحضّر نفسها للطيران بمجرّد أن تتمكّن من الخروج.
العبرة المستفادة:
العقبات التي نواجهها في حياتنا تطوّر نقاط قوّتنا. ومن دون مصاعب أو عقبات، لن نتمكّن من النموّ أو بناء قوّتنا. لذا من المهمّ أن تواجه التحدّيات في حياتك بنفسك، وتتغلّب عليها بمفردك بدلاً من الاعتماد الكامل على الآخرين.
اقرأ أيضًا: 7 خطوات بسيطة لتصبح تعيسا!
7- القصّة السابعة: سيطر على غضبك
يحكى أنه كان هنالك ولد حيث السنّ سريع الغضب، سيءُ المزاج. فقرّر والده أن يعلّمه السيطرة على غضبه، وأحضر له مطرقة وكيسًا من المسامير. ثم طلب منه أن يدقّ مسمارًا واحدًا في السياج في كلّ مرّة يفقد فيها أعصابه ويستسلم لغضبه.
في اليوم الأول، دقّ الولد 37 مسمارًا. وكذلك الحال في الأيام القليلة التالية، لكن ومع مرور الوقت…بدأ عدد المسامير يقلّ تدريجيًا حتى تمكّن بعد مدّة من السيطرة على غضبه تمامًا، لأنه وجد أنّ التحكّم في مزاجه أسهل بكثير من دقّ المسامير في السياج.
وهكذا سارع الولد إلى أبيه ليبشرّه بالخبر السارّ، فطلب منه الوالد الطيب أن يقوم الآن بنزع كلّ المسامير التي دقّها خلال نوبات غضبه، وكذلك فعل الإبن المطيع.
مرّت الأيام، وتمكّن الولد من نزع جميع المسامير كما طلب منه والده. فعاد إليه مجدّدًا ليخبره بالأمر، وهنا سار الأب مع ابنه إلى السياج، وقال له حينما وصلا إليه:
– “أحسنتَ صُنعًا يا بنيّ، لكن انظر إلى هذه الحفر التي أحدثتها في السياج. كما ترى فمن المستحيل أن يعود السياج إلى سابق عهده، وكذلك الحال حينما تغضب. ما تتفوّه به من كلام وقت الغضب قد يترك آثارًا في قلوب البشر مثل هذه تمامًا.
يمكنك أن تغرز سكينًا في قلب أحدهم ثمّ تنزعه بسهولة. تستطيع بعدها أن تعتذر ما شئت، لكنّ الألم سيبقى، والجرح لن يزول!”
العبرة المستفادة:
تحكّم في غضبك، ولا تقل أشياء في ثورة غضبك قد تندم عليها. بعض القلوب إن هي كُسرت من المستحيل أن تتصلّح.
اقرأ أيضًا: كيف تتعامل مع رفض الآخرين لك؟
8- القصة الثامنة: جراءٌ للبيع
يُروى أن صاحب محلّ للحيوانات وضع في يوم من الأيام لافتة على باب متجره كُتب فيها: “جراءٌ للبيع”.كان هذا النوع من اللافتات جذّابًا جدًا للأطفال، وبطبيعة الحال رأى طفل صغير اللافتة ودخل المحل.
– “بكم تبيع الجراء؟” سأل الطفل. وردّ عليه البائع:
– “بسعر يتراوح مابين 30 إلى 50 قطعة نقدية.”
أخرج الطفل في حينها بعض القطع المعدنية من جيبه وقال:
– “أملك قطعتان نقديتان فقط، فهل أستطيع إلقاء نظرة على الجراء؟”
ابتسم صاحب المحلّ، ثم أطلق صفيرًا طويلاً فظهرت على الفور كلبة كبيرة يتبعها 5 جراء صغيرة أشبه بكرات الفرو.
كان أحد الجراء الخمسة يعرج بشكل واضح وقد تأخر عن البقية، فلمحه الطفل على الفور، وسأل في الحال:
– “ما بال ذلك الصغير؟”
فشرح صاحب المحلّ للولد أنّ الطبيب البيطري قد فحص الجرو الصغير واكتشف أنّ يعاني من خلل في الولادة، وعليه فسوف يبقى يعرض طوال حياته.
شعر الطفل الصغير بالحماس، وهتف حينها:
– “هذا هو الجرو الذي أريد شراءه.”
وأجاب صاحب المحلّ حينها:
– “أوه لست مضطرًا لشرائه، إن كنت تريده حقًا يمكنك أخذه مجاناً!”
بدا الغضب والانزعاج على ملامح الطفل الصغير وردّ على صاحب المحلّ:
– “لا أريد منك أن تعطيني إياه، لهذا الجرو قيمة تماثل بقيّة الجراء، ولن آخذه قبل أن أدفع لك ثمنه كاملاً…سأعطيك الآن قطعتان نقديتان وسأدفع لك في كلّ شهر قطعة واحدة حتى أسدّد ثمنه كاملاً.”
وهنا قال البائع من جديد:
– “لا أنصحك بشراء هذا الجرو على أيّة حال، فلن يكون بوسعه أبدًا أن يركض أو يقفز أو يلعب معك كبقية الجراء.”
في حينها، مدّ الصغير يده إلى بنطاله ورفعه قليلاً لتظهر قدمه اليسرى الملتوية والمدعومة بدعامة حديدية، ثم قال:
– “حسنًا، أنا لا أستطيع الركض جيدًا أيضًا، وهذا الجرو الصغير بحاجة لمن يفهمه!”
العبرة المستفادة:
لا تقلّل من قيمة أيّ أحد فقط لأنه يعاني من نقص أو عجز ما. وحاول دومًا أن تتفهّم الآخرين ومشاعرهم.
9- القصة التاسعة: صندوق القبلات
في يوم من الأيام قام رجل بمعاقبة ابنته الصغيرة ذات الأعوام الثلاثة لأنها أفسدت ورق تغليف هدايا ذهبي اللون. وقد كان الرجل حينها في ضائقة مالية، فاستشاط غضبًا حينما حاولت ابنته أن تغلّف صندوقًا خشبيًا قديمًا بدا له بلا نفع.
مع ذلك، أتت الصغيرة في اليوم التالي وهي تحمل الصندوق المغلّف، وقدمّته لوالدها:
– “إنها هدية يوم ميلادك يا أبي!”
شعر الأب بالخجل من نفسه لتصرّفه القاسي مع ابنته بالأمس، لكن ما لبث الغضب يظهر عليه مجدّدًا حينما فتح الصندوق ووجده فارغًا. فصاح فيها قائلا:
– “حينما يقدّم أحدهم هدية للآخر، لابدّ أن يكون بداخل العلبة شيء ما!!”
نظرت الطفلة إلى والدها بعينين دامعتين وقالت:
– “أوه أبي…العلبة ليست فارغة على الإطلاق، لقد ملأتها بالكثير من القبلات وكلّها لك وحدك…”
عند هذه الكلمات تفطّر قلب الأب واحتضن ابنته بحنان طالبًا منها العفو.
وبعد مدّة ليست بطويلة، تعرّضت الطفلة الصغيرة لحادث مؤلم أودى بحياتها. فاحتفظ والدها بالصندوق الخشبي قريبًا منه لسنوات عديدة، وفي كلّ مرّة كان يشعر بالإحباط، كان يفتحه ويأخذ منه قبلة وهمية من تلك القبلات التي تركتها له ابنته في داخل الصندوق.
العبرة المستفادة:
الأمور المادية ليست كلّ شيء، فالحبّ الصادق أعظم وأغلى هدية يمكنك الحصول عليها.
صحيح أنّ أغلب القصص أعلاه بسيطة، وتعدّ في الغالب حكايات للصغار، لكن ممّا لا شكّ فيه أنّ العبرة منها حقيقة، وهي أعمق بكثير ممّا قد يتصوّر البعض.
في كلّ مرّة تشعر فيها بالإحباط وبالحاجة لبعض الطاقة الإيجابية، لا تتردّد في تذكر العبرة المستفادة من كلّ قصة من هذه القصص.
هل ترغب في المزيد من القصص القصيرة؟ ما رأيك إذن بقراءة مقالنا الذي يضمّ 10 قصص أخرى ذات دروس قيّمة.
يمكنك أيضًا التسجيل في موقعنا على الفور ليصلك كلّ جديد.
المصدر: wealthygorilla
اقرأ أيضًا: 5 نصائح مهمة تساعدك على تحقيق أحلامك الكبيرة
اقرأ أيضًا: 15 فيلم تحفيزي سيغير نظرتك إلى الحياة