غالبًا ما يبحثُ أرباب العمل في الوصف الوظيفي لفرص العمل التي ينشرونها عن مزيج من المهارات الشخصية والتقنية. والتي تُعرف في اللغة الإنجليزية بالـ Soft Skills والـ Hard Skills. حيث تعدّ هذه المهارات بنوعيها من أهمّ عوامل تحقيق النجاح والتقدّم في أيّ وظيفة مهما كانت.
سنتعرّف في مقال اليوم على ما تعنيه كلّ من المهارات الشخصية والتقنية أو “المهارات الناعمة والصلبة” والفرق بينها، وكيفية ذكرها وتوضيحها في السيرة الذاتية أو خلال المقابلة الوظيفية.
ما هو الفرق بين المهارات الشخصية والتقنية؟
يكمن الفرق الأساسي بين المهارات التقنية Hard Skills والمهارات الشخصية Soft Skills في كيفية اكتسابها واستخدامها في بيئة العمل.
غالبًا ما تُكتسب المهارات التقنية من خلال التعليم أو التدريب المتخصص، حيث تتضمّن كفاءات مثل كيفية استخدام آلة معيّنة، أو برنامج حاسوبي أو أداة ما. في حين يُنظر للمهارات الشخصية أو المهارات الناعمة على أنّها سمات شخصية قد يقضي الفرد سنوات حياته بأكملها في تعلّمها وتطويرها. ويحتاج إليها عند التواصل مع الآخرين أو حين يواجه موقفًا صعبًا للمرة الأولى في حياته…الخ.
بمعنى آخر، يمكن القول أنّ المهارات الصلبة تعبّر عن الخبرة التقنية، في حين تمثّل المهارات الناعمة أو الشخصية العادات العامة في بيئة العمل.
اقرأ أيضًا: ما هي الدورات التدريبية التي يجب أن يلتحق بها الموظفون وحديثو التخرج
ما هي المهارات التقنية Hard Skills؟
المهارات التقنية أو الصلبة هي المعرفة التقنية التي تحصل عليها من خلال التجارب الحياتية سواءً في وظيفتك أو نتيجة لدورات تدريبية أو تعليم متخصص. وحتى تفهمها بشكل أفضل، إليك مجموعة من الأمثلة عن هذا النوع من المهارات:
- إن كنت تعمل في مجال خدمات الأطعمة أو البيع بالتجزئة فقد تمتلك معرفة بكيفية استخدام أنظمة نقاط البيع point-of-sale system.
- إن سبق لك أن أخذت دورة في المحاسبة، فربما تمتلك مهارة العمل على برمجية مايكروسوفت إكسل.
- إن قمت بدراسة لغة أجنبية معيّنة، فأنت تمتلك مهارة التحدث بهذه اللغة بطلاقة.
باختصار لكلّ وظيفة مهاراتها التقنية الخاصّة بها. إن كنت ترغب في العمل في مجال الهندسة المعمارية على سبيل المثال، فلابدّ أن تتقن العمل على برمجيات الرسم والتخطيط الهندسي. وكذلك الحال مع بقية الوظائف، إذ تتطلّب كلّ منها مهارات ومعارف خاصّة وأحيانًا شهادات متخصصة. كما أنّ بعض أرباب العمل قد يقدّمون تدريبات ودورات لإكساب موظفيهم المهارات اللازمة للنجاح في وظائفهم.
ما هي أهم المهارات التقنية التي يجب أن أمتلكها؟
فيما يلي قائمة بأهمّ المهارات التقنية Hard Skills التي يطلبها أرباب العمل في أغلب الوظائف المتوفرة في سوق العمل:
- إتقان لغة ثانية أو أكثر من لغة.
- إدارة قواعد البيانات.
- إتقان العمل على برمجيات Adobe.
- أمن الشبكات.
- تسويق وتحسين محركات البحث SEM/SEO.
- التحليلات الإحصائية.
- تقنيات استخراج البيانات.
- تطوير تطبيقات الهواتف المحمولة.
- تصميم تجربة المستخدم.
- إدارة الحملات التسويقية والإعلانية.
- أنظمة تخزين البيانات وإدارتها.
- إتقان لغات البرمجة المختلفة (بايثون، جافا…الخ).
ما هي المهارات الشخصية Soft Skills؟
المهارات الشخصية أو الناعمة هي العادات والسمات الشخصية التي تشكّل أسلوب عملك سواءً بمفردك أو مع الآخرين. حيث أنّ التواصل الفعّال مثلاً، يعدّ واحدًا من المهارات الشخصية الأكثر طلبًا من قبل أرباب العمل، بالإضافة إلى مهارات أخرى مثل مهارات الاعتماد على الذات أو العمل الجماعي أو الاستماع للآخرين.
تلعب المهارات الشخصية دورًا مهمًّا في عملية البحث عن فرص عمل أو التقديم إليها. ففي الوقت الذي تُسهم فيه المهارات التقنية Hard Skills في إتمام المهمّات المتعلقة بوظيفة معيّنة بنجاح، تُعدّ المهارات الشخصية Soft Skills أساسية لخلق جوّ إيجابي في بيئة العمل يساعد على رفع الإنتاجية وتحقيق أهداف الشركة ورؤيتها.
ولهذا السبب، نجد أنّ أرباب العمل يبحثون غالبًا عن مرشحين ممّن يمتلكون مزيجًا مناسبًا من المهارات التقنية والشخصية معًا. في حين قد يبحث البعض عمّن يمتلكون مهارات شخصية قويّة للغاية، نظرًا لأن اكتسابها عادة يكون أصعب ويحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد.
على سبيل المثال، ربما تبحث عن وظيفة في مجال الموارد البشرية، ولكنك تفتقر إلى مهارات استخدام أدوات تحليل البيانات. في حال كنت تملك مصادر مرجعية تثبت فعالية مهاراتك الناعمة/ الشخصية (مثل التعاطف أو مهارات التواصل الفعال…الخ)، فقد يختارك صاحب العمل ويفضّلك على مرشّح آخر للوظيفة يمتلك مهارات صلبة أقوى منك، لكنه يفتقر للمهارات الناعمة التي تتمتّع أنت بها.
ما هي أهمّ المهارات الشخصية التي يجب أن أمتلكها؟
القائمة التالية تضمّ أهمّ المهارات الشخصية الأكثر طلبًا من أرباب العمل في مختلف الوظائف:
كيف أكتب المهارات الشخصية والتقنية في السيرة الذاتية؟
عند كتابة سيرتك الذاتية أو تحديثها، لابدّ بطبيعة الحال أن تُضيف فيها قسمًا خاصًّا بالمهارات تذكر فيه القدرات التي تمتلكها ذات العلاقة بالوظيفة التي تتقدّم إليها. وهذا القسم مهمّ على وجه الخصوص عند التقديم للوظائف التي تتطلّب مهارات تقنية محدّدة.
إحدى أسهل الطرق لكتابة المهارات الشخصية والتقنية في سيرتك الذاتية تتمّ من خلال قراءة الوصف الوظيفي جيّدًا، إذ غالبًا ما يتمّ ذكر المهارات التي يرغب فيها أرباب العمل في قسم “المتطلّبات الوظيفية” أو “المهارات المرغوبة” أو “التعليم”.
كما أنّها حيلة سهلة وبسيطة لتخصيص سيرتك الذاتية لوظائف مختلفة أيضًا!
اقرأ أيضًا: كيف تخصص سيرتك الذاتية للتقدم إلى وظائف مختلفة
بعكس المهارات التقنية التي يسهل الإشارة إليها في السيرة الذاتية، فإنه من الصعب ذكر المهارات الشخصية، نظرًا لعدم وجود دليل في غالب الأحيان يثبت امتلاكها.
إن كان صاحب العمل يبحث عن موظف يتقن لغة برمجة معيّنة، يمكنك في هذه الحالة ذكر شهادتك التعليمية، أو الدورات التي التحقت بها، لكن كيف يسعُك أن تثبت امتلاكك لأخلاقيات العمل أو أيّ مهارة شخصية أخرى؟!
ذكر المهارات في السيرة الذاتية وحده لا يكفي، بدلاً من ذلك احرص على إظهار امتلاكك لها من ذكر أمثلة واقعية لمواقف استخدمت فيها هذه المهارات حقًا. وقدّم المزيد من التفاصيل عنها في رسالة التغطية.
اقرأ أيضًا: كيف أكتب المهارات الشخصية في السيرة الذاتية؟
يساعدك هذا الموقع بعمل سيرة ذاتية احترافية بنماذج مختلفة أنشئ سيرتك الذاتية الآن
كيف أظهر المهارات الشخصية والتقنية خلال المقابلة الوظيفية؟
بمجرّد أن تصل إلى مرحلة المقابلة الوظيفية سوف تمتلك فرصة أكبر لعرض مهاراتك الشخصية Soft Skills والتحدّث بتوسّع أكبر عن مهاراتك التقنية Hard Skills والتي قد يُطلب منك إظهارها من خلال إمتحان أو تقييم معيّن.
يمكنك إظهار المهارات الشخصية أثناء المقابلة الوظيفية من خلال:
- الوصول إلى موعد المقابلة في الوقت المناسب أو أبكر بقليل (مهارات الانضباط والالتزام بالمواعيد).
- الحفاظ على التواصل البصري (مهارات الاستماع الفعّال).
- التحدّث بوضوح ورويّة (مهارات التواصل الفعّال).
- الإجابة بصدق عن الأسئلة المتعلّقة بخبرتك ومهاراتك (النزاهة).
- طرح بعض الأسئلة بعد انتهاء المقابلة على صاحب العمل أو مسيّر المقابلة (مهارات الاستماع).
يمكنك أيضًا إظهار مهاراتك التقنية أثناء المقابلة من خلال الآتي:
- التوسّع في الحديث عن خبراتك وأيّ دورات تدريبية سبق لك أن التحقت بها.
- تقديم حقيبة أعمال (بورتفوليو) ورقية أو رقمية.
- الإجابة بكفاءة عن الأسئلة التقنية المرتبطة بالمنصب الوظيفي الذي تتقدّم له.
- طرح أسئلة تقنية حول عملك في نهاية المقابلة.
- تقديم اختبارات المهارات بكفاءة (في حال وُجدت أثناء المقابلة).
هذا وتبقى الطريقة الأنجع لإظهار المهارات بنوعيها الشخصية والتقنية، من خلال مشاركة قصص حقيقية ومواقف ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمتطلبات الوظيفة التي تتقدّم إليها. عندما تشارك أيًّا من قصصك هذه، احرص على ما يلي:
- قدّم نبذة عن الموقف بشكل عام (Situation).
- قدّم وصفًا للمهمّة التي تمّ تكليفك بها حينها (Task).
- اشرح الخطوات العملية التي قمت بها (Action).
- اختم الحديث بالنتيجة التي توصّلت إليها أو حققتها (Result).
تسمى هذه الخطوات تقنية STAR، حيث أنّ الاسم هو اختصار للمراحل الأربعة الموضّحة سابقًا. وهي تقنية يوصى بها من قبل خبراء التوظيف نظرًا لأنها تمكّن الفرد من تقديم أمثلة ممنهجة وواضحة تسهّل على أصحاب العمل فهمها وتقييم المتقدّم بناءً عليها.
إذن هل تمتلك ما يكفي من المهارات التقنية والشخصية التي تؤهلك إلى سوق العمل؟ وإن كنت تفعل، فهل تحرص على توضيحها وذكرها جيدًا في سيرتك الذاتية وخلال المقابلة الوظيفية؟
في حال كنت تواجه صعوبة في ذلك، فمن المؤكّد أن مقال اليوم قد وضعك على الطريق الصحيح للقيام بهذه الخطوة المهمّة.
لمعرفة المزيد عن هذا الأمر، لا تتردّد في التسجيل على موقعنا، وقراءة مختلف المقالات المتعلّقة بكتابة السيرة الذاتية و أسرار النجاح في المقابلات الوظيفية. كما يمكنك أيضًا الاطلاع على مختلف فرص العمل المتاحة في كافة أنحاء العالم.
المصدر: indeed
اقرأ أيضًا: 15 سؤالا من أسئلة المقابلات الشخصية يقيس مسؤول التوظيف بها ذكائك العاطفي
اقرأ أيضًا: قائمة بأفضل 20 مهارة يفضل كتابتها في السيرة الذاتية
اقرأ أيضًا: ما هي الأسئلة التي يمكن أن تسألها في نهاية المقابلة الوظيفية