أيًّا كان العمل الذي تقوم به، ومهما اختلفت بيئة عملك وتنوّعت، فلا شكّ أنّك تعرّضت في أحد الأيام إلى عدد من المُلهيات، وواجهت صعوبة في التغلّب عليها والحفاظ على تركيزك. فالمُلهيات ومشتّتات الانتباه موجودة في كلّ مكان، قد تكون داخلية أو خارجية، كما أنّ بعضها يمكن السيطرة عليه في حين أنّ البعض الآخر يستحيل عليك التحكّم به.
اكتشف استراتيجيات العمل الحر وأسرار تحقيق الربح من الإنترنت من خلال دورة مكثفة عبر الإنترنت على موقعنا. سجل في الدورة الآن
هل المُلهيات أمر سيء حقًا؟
المُلهيات جزء لا يتجزّأ من حياتنا، وعلى الرغم من أنّ الأمر قد لا يبدو منطقيًا غير أنّ هذه المُلهيات قد تكون جيّدة في بعض الأحيان إن وُجدت بمقادير صغيرة معقولة. فبعض الالتهاء خلال النهار قد يساعدك على تنشيط دماغك، ويحميك من التوتّر والإرهاق.
متى تُصبح المُلهيات مضرّة؟
تتحوّل المُلهيات إلى عادة غير صحيّة، عندما تبدأ في أخذ حيّز أكبر من حياتك، فتؤثّر بذلك على إنتاجيتك وأدائك. ويحدث ذلك حينما تبدأ في تخصيص وقت أكبر من يومك للتركيز على أنشطة أقّل أهمية أو لا علاقة لها بماهمّك الأساسية.
وفي مثل هذه المواقف، تشتدّ حاجتك إلى الحفاظ على تركيزك، فهو عامل مهمّ في استمرار أدائك وإنتاجيتك على النحو المطلوب، بل إنه يصبح له دور حاسم في نجاحك أو فشلك في مساعيك!
كيف تحافظ على تركيزك إذن؟
جمعنا لك في مقال اليوم أهمّ النصائح التي تساعدك على الاحتفاظ بتركيزك، والتخلّص من جميع فرص التأجيل أو المماطلة.
1- خصّص مكانًا للعمل أو الدراسة
تعتبر هذه الخطوة مهمّة للغاية خاصّة لأولئك الذين يدرسون أو يعملون عن بعد. حيث أنّ تخصيص مكان للعمل والدراسة سيساعدك بشكل كبير في رفع إنتاجيتك. أتعلم لماذا؟
لأنك عندما تفعل ذلك، فأنت تدرّب عقلك على ربط هذا المكان بالعمل أو الدراسة. وبالتالي، بمجرّد أن تدخل إليه، ستجد أنّه قد أصبح من السهل التركيز على المهمّة التي بين يديك.
التزم بما يلي عند اختيار هذا المكان:
- اجعله مكانًا ممتعًا من خلال إضافة الصور والتصاميم أو الاقتباسات الملهمة.
- احرص على توفير إضاءة جيّدة، ووضع بعض النباتات في المكان.
- تجنّب المبالغة في استخدام الصور أو التصاميم فقد تؤثر عكسيًا على إنتاجيتك.
- حافظ على مكان عملك أو دراستك مرتّبًا ونظيفًا لضمان تقليل القلق والتوتر.
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع من خلال مقالنا حول كيفية تهيئة منزلك للعمل أو الدراسة عن بعد.
2-نظّم وقتك جيّدًا
عندما تخطّط يومك بشكل صحيح، وتضع جدولاً زمنيًا للمهام التي يتعيّن عليك إتمامها ومن ثمّ الالتزام بهذا الجدول، ستتمكّن من تجنّب الكثير من المُلهيات ومُشتّتات الانتباه.
وحتى تتمكّن من ذلك اتبع النصائح التالية:
اعمل على فترات
إحدى الطرق الناجحة لفعل ذلك تتمثّل في تحديد فترات متقطّعة للعمل تتراوح مدّة كلّ منها بين 60 إلى 90 دقيقة.
خصّص على سبيل المثال 7 دقيقة للعمل، وركّز خلالها على المهمّة التي تقوم بها إلى أن تنتهي هذه المدّة. بعدها كافئ نفسك بأخذ قسط من الراحة لبضع دقائق، واحرص على ألاّ تقوم بشيء له علاقة بالعمل أو الدراسة أثناء هذه الاستراحة.
ضع مواعيد نهائية لتسليم العمل
عند التطرّق للحديث عن الإنتاجية، فإن قانون باركنسون يصف العلاقة بين العمل ومهلة التسليم بشكل دقيق، حيث ينصّ على أن: “العمل يتمدّد ليشغل الحيّز الزمني المُعطى لإتمامه.”
وبعبارة أبسط، فعندما تحدّد لنفسك أربعة أيام مثلاً لإتمام مهمّة تحتاج ليوم واحد فقط لإنهائها، فأنت ستملأ وقتك الزائد بالمُلهيات. بدلاً من إنجاز المهمّة في يوم واحد، ستتيح لنفسك تضييع وقت أكبر، كأن تشاهد مقاطع من الفيديو على يوتيوب، أو تتصفّح منصّات التواصل الاجتماعي، أو تنغمس في تنظيف مكتبك لوقت أطول.
على العكس من ذلك، وحينما تخصّص من البداية يومًا واحدًا فقط لإنجاز هذه المهمّة، فسوف ترفع نسبة تركيزك حتى تتمكّن من إتمام العمل في الوقت المناسب، لأنك لا تملك أيّ وقت تضيّعه.
احرص اذن على وضع مواعيد نهائية منطقية وحقيقية لإتمام المهامّ المترتبة عليك.
3- دع الآخرين يعلمون أنّك تعمل
بعد أن وضعت جدولاً زمنيًا لأعمالك، من المهمّ الآن أن توضّح للآخرين من زملائك أو عائلتك أنّك تعمل أو تدرس، وأنّك بحاجة للتركيز:
- علّق لافتة على باب غرفتك أو حول مكان عملك توضّح فيها أنّك مشغول الآن.
- غيّر حالتك إلى “مشغول” أو “Busy” على تطبيقات التواصل مع زملائك في العمل، منعًا لأي تنبيهات صوتية، وتوضيحًا لهم أنّك لا تريد من أحد أن يزعجك في الوقت الحالي.
- إن كنت تعمل في مكان مفتوح وفيه الكثير من الضوضاء، من المفيد أن تضع سمّاعات الأذن وتشغّل بعض الموسيقى التي تساعدك في إبعاد الأصوات من حولك. كما أنّ نسبة مقاطعتك ستقلّ حينما يراك زملائك واضعًا السمّاعات ومركّزًا على عملك.
اقرأ أيضًا: الاستماع إلى الموسيقى أثناء العمل: محفز للتركيز أم مشتت للذهن؟
4- اختر أصدقائك بذكاء
هل سبقَ لك أن سمعت عن العدوى السلوكية؟!
بحسب موقع IResearchNet، فهذا المصطلح يعبّر عن: “ميل الأفراد إلى تقليد ما يفعله الآخرون من حولهم.” قد نقلّد تصرّفات الآخرين أحيانًا عن وعي منّا، لكن في أغلب الأحيان، نحن نقوم بهذا التصرّف دون أن ندرك ذلك.
إن كنت ترغب في الحفاظ على تركيزك، أحِط نفسك بأشخاص يفعلون ذلك أيضًا. قد لا تلحظ أثر هذا التصرّف في البداية، لكن كن واثقًا أنّ من تدعوه إلى دائرة معارفك الصغيرة، سيؤثّر على أدائك. وسوف يؤثر عليه بشكل كبير لدرجة قد تقودك إلى أهدافك، أو تبعدك عنها للأبد.
اختر أصدقائك بذكاء! اختر من يحافظون على تركيزهم في غالب الأوقات.
5- تخلّص من التنبيهات
في كلّ مرّة يصلك تنبيه على حاسوبك، أو يرّن هاتفك معلنًا وصول رسالة، يتشتت تركيزك بطريقة أو أخرى. لذا إن كنت تريد المحافظة على تركيزك، أطفئ جميع هذه التنبيهات، ضع هاتفك على الوضع الصامت، وحوّل حالتك على تطبيقات المراسلة مع زملائك في العمل إلى “Busy”.
يمكنك بعدها أن تخصّص بعض الوقت لتفقّد هاتفك أو حاسوبك والردّ على ما وصلك من رسائل وتنبيهات. وهنا تأكّد من ألاّ تتجاوز المدّة التي خصّصتها لنفسك، ثم عد بعدها إلى عملك، وأبعِد مصادر التنبيهات مجدّدًا.
اقرأ أيضًا: كيف تحصل على ساعات إضافية خلال اليوم
6- حدّد ثلاثة أهداف رئيسية والتزم بتنفيذها
تساعدك قائمة المهام بشكل عام على تذكّر الأمور التي يجب علينا القيام بها وإتمامها خلال النهار، غير أنّ قوائم المهام الطويلة قد تسبّب لك ضررًا أكثر ممّا قد تنفعك. حيث أنّها ستجعلك تشعر بالتوتر والإرباك حتى قبل أن تبدأ.
كيف يمكنك إذن الاستفادة من قائمة المهام لصالحك؟
- بداية احرص على كتابة ثلاثة أمور رئيسية عليك إتمامها كلّ يوم. ثلاثة أمور فقط.
- حينما تختصر مهامّك اليومية إلى ثلاث مهمّات رئيسية منطقية قابلة للتنفيذ، سيصبح لديك فكرة أفضل عن طريقة تنظيم وقتك، وستشعر بحال أفضل حينما تتمكّن من إنجازها.
- بالنسبة للمهمّات الأخرى الأقل أهمية، لا مانع من كتابتها في قائمة أخرى وتنفيذها بعد إتمام الأولويات.
احرص إذن على سؤال نفسك في كلّ صباح: ما هي المهمّات الأكثر أهمية التي يتوجّب عليّ إنهاؤها اليوم؟
اقرأ أيضًا: 5 قواعد ذهبية لضبط بوصلة اهدافك
7- اعتنِ بنفسك جيّدًا
تذكّر أننّا بشر في نهاية المطاف، نحن بحاجة إلى النوم والأكل والراحة والحركة. أنت لست رجلاً آليًا، ومهما كنت مركّزًا الآن ومتحمّسًا لإنجاز أعمالك، فلن تبقى على هذه الحال إلى الأبد:
- احرص على أخذ استراحات منتظمة حتى لو كانت لوقت قصير، يمكنك خلالها القيام بجولة قصيرة في الخارج، أو القيام ببعض التمارين الرياضية البسيطة أو حتى احتساء كوب من القهوة.
- تناول وجبات صحيّة غنية بالفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الأخرى، واستبدل الشوكولا والحلويات بوجبات خفيفة من المكسّرات والفواكه.
- حافظ على شرب كميّات كافية من الماء كلّ يوم، وقلّل من العصائر المصنّعة والمشروبات الغازية قدر الإمكان.
- ضع لنفسك جدولاً رياضيًا مناسبًا، ليس عليك التسجيل في نادٍ رياضي، فبعض المشي أو الركض في الحديقة العامة قد يكون كافيًا.
- احصل على قسط كاف من النوم، فمن دون ساعات نوم كافية، أنت تعرّض نفسك للإرهاق والاكتئاب وتراجع الأداء.
الحفاظ على التركيز قد يكون أمرًا صعبًا في البداية، خاصّة إن كنت تتبع نظام حياة غير عشوائي، لكن من خلال بعض الالتزام وبذل جهد حقيقي وصادق، ستتمكن من قلب الموازين والوصول إلى مرحلة من التركيز تتيح لك إنجاز أعمالك، أو واجباتك الدراسية في الوقت المناسب.
نصيحة أخيرة
بدلاً من الابتعاد عن المُلهيات وإلغائها من حياتك، احرص على إدارتها بشكل ذكي، كن أنت من يتحكّم فيها ولا تجعلها تسيطر عليك. اختر من النصائح السابقة ما يناسبك، واخلق لنفسك عادات إيجابية تساعدك على التحكّم في هذه الملهيات.
شاركونا بأهم الطرق التي تلجأون إليها للتركيز خلال العمل أو الدراسة، حتى تعمّ الفائدة على الجميع، ولا تنسوا التسجيل في موقعنا ليصلكم كلّ جديد.
المصدر: lifehack
اقرأ أيضًا: كيف أنمي حس الانضباط
اقرأ أيضًا: 11 طريقة يهدم بها الأشخاص الأذكياء نجاحهم
تعرّف على فرص السفر الى الخارج المتاحة على موقع فرصة