في طريق الحياة المليء بالتحديّات والتغيّرات المُستمرة، يُعد التنقّل بين المشاعر المُختلفة أمر طبيعي ووارد الحدوث كل يوم. ولكن عندما تُسيطر هذه العواطف على سلوكيّات الإنسان وقراراته فهنا يجب دق ناقوس الخطر! فالتفاعل مع العواطف والتحكُّم في ردود الفعل يُشكِّلان جزءًا أساسيًا في بناء صحة نفسيّة قويّة وحياة سعيدة، ولكنّه مع ذلك ليس بالأمر السهل على الإطلاق.
وهنا يأتي السؤال الذي يجيب عليه هذا البودكاست: هل يُمكن للفرد أن يكتسب مهارة التحكّم الفعّال في عواطفه وإدارتها بشكلٍ كامل، أم أنّ تأثير هذه العواطف على أفعالنا هو أمرٌ واجب الحدوث ولا دخل لنا فيه؟
اقرأ أيضًا: كيف تقوّي الذاكرة والتركيز واقعيًا؟| بودكاست بالعربي
في هذا البودكاست، يُناقش المُتحدِّث تأثير العواطف على السلوك البشري ومدى أهميّة فهمها من أجل التعامُل معها بالشكل الصحيح، فالعواطف لها القدرة على تغيير طبيعة الأفراد بشكلٍ كبير. ولعلّ أكثر ما يُميّز العقل البشري هو قدرته على التفكير والتأمُّل واتِّخاذ القرارات العقلانيّة باعتبارها السمة الفريدة التي تُميِّز البشر عن الحيوانات. فالدماغ البشري – وتحديدًا قشرة الفص الجبهي – مسؤول عن خلق العواطف واتِّخاذ القرارات، والجمع بينهما لتكوين عمليّة تفكير مُتماسكة.
اقرأ أيضًا: كيف نتعامل مع الاختلاف | بودكاست تطوير الذات
بعد ذلك، يُناقش المُتحدِّث كيف أنّه من المُمكن لعواطفنا أن تُشوِّه أحكامنا وتؤدي إلى أفعال مُتهوِّرة أو خاطئة، والتي قد لا تتماشى مع الصواب أو المنطق أو الواقع، والمشاعر الشديدة مثل الغضب أو الافتتان بشخصٍ أو شئٍ ما هي خير دليل على ذلك. كمثال على ذلك، فإنّ استراتيجيّات التسويق الناجحة لها تأثير كبير على دوافعنا، مما يؤدّي إلى قيامنا بشراء أشياء غير ضرورية لمُجرّد أنّه قد تم التلاعب بعقلنا بشكلٍ ما لشرائها.
اقرأ أيضًا: بودكاست عربي: مهارة الذكاء الاصطناعي
لذلك، من المُهم إدراك هذه التأثيرات، والتوقّف لتقييم عواطفنا ومشاعرنا لاتِّخاذ قرارات مدروسة بناءً على المنطق، مع التركيز على أهميّة تخصيص لحظة للنظر في الموقف قبل اتخاذ القرار. ويُمكن القول بأنّ كل القرارات الخاطئة والتي تسبّبت لنا بالمشاكل في حياتنا هي نتيجة ترك العواطف تسوقنا إلى حيث تشاء. وأنّ إدراك ردود أفعالنا العاطفيّة يُعد أمرًا بالغ الأهميّة لتجنُّب العواقِب غير المرغوب فيها. بالإضافة إلى ذلك، لا يجب إنكار دور الخبرة والإعداد في تحييد العواطف، فوجود خبرات سابقة يُعتبر بمثابة خط الدفاع الأوّل ضد تأثير المشاعر على سلوكنا.
اقرأ أيضًا: بودكاست عربي: الذكاء الاصطناعي سيتكفل بالرواتب
يضرب المُتحدّث مثالًا على ما سبق بتجربة بحثيّة تم إجراؤها على مجموعتين من المُدمنين للهيروين، حيث كان الأفراد في المجموعة الأولى قد أخذوا جرعةً قُبيْل التجربة بوقتٍ صغير، بينما كان أفراد المجموعة الثانية قد أخذوا جرعةً منذ فترة أطول نسبيًا. بعد ذلك، تم سؤال كلا المجموعتين عن أقصى مبلغ سيكونون على استعداد لدفعه مُقابل جرعة من الهيروين بعد خمسة أيام.
وكانت النتائج هي أنّ المجموعة الثانية كانوا على استعداد لدفع 60 دولار لأخذ جرعة بعد 5 أيّام، بينما كانت المجموعة الأولى على استعداد لدفع 30 دولار فقط. تكشف هذه التجربة كيف يُمكن للعواطف والاحتياجات المُختلفة أن تُؤثِّر بشكل كبير على قراراتنا وردود أفعالنا، مما يؤدي إلى سلوك إنساني مُعقَّد لا يُمكن فهمه أو التحكُّم فيه بشكلٍ كامل بناءً على التفكير العقلاني وحده.
اقرأ أيضًا: بودكاست عربي: قصص نجاح بعد الفشل
وبالحديث عن العواطف، يأتي دور الذكاء العاطفي كنوع ضروري من الذكاء الذي يتجاوز القُدرات المنطقيّة وله أهميّة كبيرة لفهم عواطفنا والاستجابة بفعاليّة لمشاعر الآخرين في المواقف المُختلفة. ومن خلال الاعتراف بمشاعرنا وفهم ما يُثيرها، يُمكننا التعامل بفعاليّة مع أي موقف والتحكُّم في ردود أفعالنا كما يجب.
وأخيرًا، يتطرّق المُتحدِّث إلى أهميّة التعاطُف مع مشاعر الآخرين من خلال الذكاء العاطفي، مما يُمكن أن يُساعد في تحسين العلاقات بين الأشخاص. ونتيجةً لذلك، يجب أن نحاول اكتساب مهارات الذكاء العاطفي من خلال قراءة الكتب ومُمارسة ما تم قراءته، وبمرور الوقت سيتم اكتسابه كصفة دائمة.
اقرأ أيضًا: بودكاست كيف تصبح أفضل موظف بالعالم | بودكاست مهارات
استعرض دورات البودكاست وتعلَّم كيفية إنشاء وتطوير محتوى فريد يُمكن أن يجذب انتباه جمهورك. دورات البودكاست