يُقال: “لن تبدأ بتجربة الحياة حقًا ما لم تخرج من منطقة الراحة الخاصّة بك!”
قد يعتقد البعض أنّ لديهم ما يكفي من الأمور لاكتشافها في مدينتهم أو جامعتهم، لكنهم قد ينسون متعة استكشاف بلاد أخرى وثقافة جديدة مختلفة تمامًا عمّا اعتادوا عليه. وممّا لا شكّ فيه أنّهم لن يستطيعوا القيام بذلك، ما لم يتخذوا القرار بالخروج من منطقة الراحة التي يستقرّون فيها.
تعدّ برامج التبادل الثقافي واحدة من أسهل الطرق لاختبار التعليم والدراسة في الخارج، دون الحاجة إلى قضاء وقت طويل بعيدًا عن البلد الأمّ.
سنتعرّف في مقال اليوم على ما يعنيه التبادل الثقافي بالضبط، أهمّ أنواعه ومميزاته، بالإضافة إلى قائمة بأشهر برامج ومنح التبادل الثقافي للطلاّب الدوليين.
ما هو التبادل الثقافي؟
التبادل الطلابي Student Exchange Program، أو التبادل الثقافي، هو برنامج تعليمي يحصل فيه طلاب المدارس الثانوية أو الطلاب الجامعيون على فرصة الدراسة في واحدة من المؤسسات التعليمية الشريكة لمدرستهم أو جامعتهم في وطنهم الأم.
تتضمّن فرص التبادل الثقافي، السفر إلى الخارج بلا شكّ، لكنّها بعكس المنح الدراسية وبرامج الدراسة الدولية، لا تشترط أن يدرس الطالب خارج بلده الأم لفترة طويلة.
ما هي أنواع برامج التبادل الثقافي؟
يمكن تصنيف برامج التبادل الثقافي إلى نوعي رئيسيين:
1- التبادل الثقافي القصير Short-term Exchange Programs
تتراوح مدّة هذا النوع من البرامج ما بين أسبوع وحتى 3 أشهر، ولا تشترط من الطلاّب الالتحاق أو الدراسة في أيّ كليّة أو مؤسسة تعليمية محدّدة.
خلال هذا النوع من البرامج، يلتحق الطلاب بدورة مكثّفة بهدف تعزيز معارفهم حول المجتمعات الأخرى وثقافاتها ولغاتها.
غالبًا ما يُطلق التبادلات الثقافية قصيرة الأمد اسم “برامج التبادل الصيفية” أو “التبادلات المكثّفة”. وهي تركّز في الغالب على:
- تطوير المهارات اللغوية.
- خدمة المجتمع.
- النشاطات الثقافية.
اقرأ أيضًا: 8 خطوات تقنع بها والديك بالسفر للدراسة بالخارج!
2- التبادل الثقافي الطويل Long-term Exchange Programs
تتراوح مدّة برامج التبادل الثقافي طويلة الأمد ما بين 6 أشهر وقد تصل إلى عام كامل. يلتحق خلالها المشاركون في البرنامج بمدرسة ثانوية أو كلية جامعية ويحصلون على تأشيرة طالب خلال فترة إقامتهم في البلد المضيف.
يهدف هذا النوع من برامج التبادل، إلى دمج المشاركين في المجتمع المحلي وما يحيط به، بالإضافة إلى التعايش بتناغم مع العائلة المضيفة. ومن ثمّ نقل تجربتهم هذه إلى بلدهم الأم بعد إنهاء فترة التبادل، وتقديم مختصر عنها للجهة الداعمة المسؤولة عن تقديم برنامج التبادل الطلابي هذا.
من الجدير بالذكر أن العديد من برامج التبادل الثقافي طويلة الأمد تتطلّب من المشاركين فيها إتقان لغة البلد المضيف. فقد تشترط مثلاً تقديم دليل على الكفاءة في اللغة الإنجليزية قبل السفر إلى الولايات المتحدة مثلاً، وقس على ذلك بقية الوجهات العالمية.
لكن مع ذلك، لا تركّز بعض البرامج على المهارات اللغوية، إذ من المُلاحظ أنّه وبعد أشهر قليلة، يكتسب المشاركون مهارات متقدّمة في لغة البلد المضيف.
اقرأ أيضًا: أكثر 7 أسئلة شيوعاً تسألها لنفسك قبل السفر للدراسة بالخارج
ما هي فوائد الالتحاق ببرامج التبادل الثقافي؟
الخروج من منطقة الراحة والتفاعل مع ثقافات جديدة مختلفة، له بلا شكّ العديد من الفوائد والمنافع، وعلى الرغم من أنّ للسفر إلى الخارج مميزات كثيرة، إلاّ أنّ السفر عن طريق برامج التبادل الثقافي بالتحديد، له فوائد أخرى أعظم.
يمكننا تلخيص هذه الفوائد فيما يلي:
1- إمكانية السفر حول العالم بأسعار زهيدة
لعلّ أهمّ ما يميّز برامج التبادل الثقافي هو تكلفتها المنخفضة. حيث أنّ السياحة في الخارج، أو حتى الالتحاق بواحدة من الجامعات العالمية قد يكلّفك ثروة كبيرة.
لكن، من خلال التقديم لبرامج التبادل الثقافي، تستطيع ضرب عصفورين بحجر واحد: الدراسة والتعلّم في الخارج، بالإضافة إلى فرصة السياحة وزيارة أماكن عديدة حول العالم.
اقرأ أيضًا: كيف أسافر بأقل التكاليف؟
2- التعرف على أساليب مبتكرة في التعليم
لكلّ دولة طريقتها ونهجها الخاص في تدريس طلاّبها. لذا، عندما يسافر طالب للدراسة في الخارج، سوف يتعرف على بدائل جديدة لأساليب التدريس. والتي يمكنه اكتسابها ونقلها بعد ذلك إلى بلده الأم وتبادلها مع أقرانه.
هذا الأمر لن يسهم فقط في تحسين عملية التعلّم لدى طلاب التبادل وحسب، بل لدى زملائهم في البلد الأمّ أيضًا.
اقرأ أيضًا: لماذا عليك الدراسة في الخارج
3- خطوة في طريق النمو الشخصي
ليس هناك ما يسهم في تنمية الذات وتحقيق التطوّر الشخصي كتجربة العيش وحيدًا في بلد أجنبي بعيدًا عن الأهل والأصدقاء.
ستسهم هذه التجربة بشكل كبير في رفع ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك. وستقوّي مهاراتك في اتخاذ القرارات و التفكير النقدي. فضلاً عن إكسابك فهمًا أعمق للثقافات الأخرى وتقديرًا أعلى للآخر.
اقرأ أيضًا: كيف احترم ذاتي و احترم الآخرين
4- الاستعداد لسوق العمل العالمي
يبحث عالم الأعمال المتسارع بشكل دائم عن أشخاص يفهمون الاقتصاد العالمي ويمتلكون القدرة على أن يكونوا جزءًا منه.
ونظرًا لأن نسبة كبيرة من الطلاب المشاركين في برامج التبادل الثقافي هم في مرحلة التخرّج ودخول سوق العمل، نجد أنّهم مستعدّون على الدوام للتعامل مع اقتصاد عملي نتيجة للخبرة التي اكتسبوها أثناء إقامتهم في الخارج.
هذه التجربة، تمنحهم فهمًا واضحًا لديناميكيات السوق العالمية، وتدرّبهم للتعامل مع المشكلات المختلفة في أماكن عملهم بشكل أفضل.
اقرأ أيضًا: ماذا يمكنك أن تفعل أثناء الدراسة في إسبانيا؟
5- بناء علاقات طويلة الأمد
تتطلّب الكثير من برامج التبادل الثقافي أن يقيم الطلاّب في البلد الذي يسافرون إليه مع عائلة مضيفة. ممّا يساعدهم في فهم ثقافة البلد وتراثه وفهمها بشكل أفضل.
هذه التجربة، تساعد الطلاب ليصبحوا مواطنين دوليين، وفي حال اختاروا الهجرة للعمل في الخارج، فإنّ عملية التأقلم والعيش في بلد جديد لن تكون بذات الصعوبة التي سيواجهها شخص لم يسبق له السفر قبلاً.
كما أنّ العيش مع مجموعة من الأشخاص في بلد جديد والتقرّب منهم، والاستمتاع بضيافتهم، يسهم بلا شكّ في بناء علاقات وطيدة وصداقات قد تستمرّ مدى الحياة.
اقرأ أيضًا: الدراسة في بريطانيا
أشهر منح التبادل الثقافي في العالم
إذن، هل تحمّست لأن تكون الشخص التالي في برنامج تبادل ثقافي في إحدى دول هذا العالم الواسع؟
إن كنت كذلك، فلا شكّ أنّك تتساءل الآن، كيف يمكنك أن تقدّم على هذه البرامج؟
حسنًا، بداية، هناك العديد من الوكالات والمؤسسات المتخصّصة في التبادلات الثقافية، والتي تتكفّل بإرسال الطلاّب إلى وجهات مختلفة.
بعض هذه المؤسسات قد لا تكون مموّلة، ممّا يعني أنّ عليك أن تدفع نفقات التبادل كاملة والتي تشمل:
- تكاليف السفر.
- الإقامة.
- تكاليف الالتحاق ببرنامج دراسي (دورة مكثّفة، أو فصل دراسي كامل).
- التأمين الصحي.
- التنقّلات المحلية.
وغيرها من المصاريف الشخصية في البلد المضيف. وعلى الرغم من أنّ أسعار برامج التبادل الثقافي مقبولة نسبيًا مقارنة بتكاليف الدراسة في الخارج. لكنها مع ذلك قد تكون غالية بالنسبة للبعض.
فيما يلي عدد من أشهر منح التبادل الثقافي العالمية المتاحة للطلاب من كافة أنحاء العالم.
اقرأ أيضًا: الدراسة في السويد: تعرف على ما يجب فعله وتجنبه في السويد
1- برنامج YALI
YALI هو اختصار لـ “Madela Washington Fellowship for Young African Leaders” أيّ زمالة مانديلا واشنطن للقادة الأفريقيين اليافعين.
إنّه برنامج تبادل ثقافي عالمي، تمّ إنشاؤه إحياءً لذكرى “نيلسون مانديلا”، وتأييدًا لرؤياه وهدفه في تعزيز قدرات الطلاب والمهنيين اليافعين في الدول الأفريقية.
تبلغ مدّة هذا البرنامج 6 أسابيع يقضيها المشاركون في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يحصلون على تدريبات لتعزيز مهاراتهم القيادية وقدراتهم الإدارية، بالإضافة إلى حضور قمّة في واشنطن، وفرصة الحصول على 4 أسابيع إضافية من الخبرة المهنية.
اطّلع أيضًا على فرص السفر الى امريكا المتاحة على فرصة
2- برنامج Global UGRAD
برنامج التبادل الثقافي هذا مخصّص لطلاب البكالوريوس المتفوّقين الذي يمتلكون سجّلاً أكاديميًا متميّزًا، والراغبين في اكتساب خبرات عالمية، والالتقاء بأشخاص جدد من مختلف انحاء العالم.
تبلغ مدّة هذا البرنامج سنة واحدة، يتمّ فيها جلب القادة المستقبليين إلى الولايات المتحدة الأمريكية للتعرّف على النظام التعليمي في أمريكا، وتعزيز مهاراتهم المختلفة. بالإضافة إلى التعرّف على الثقافة والقيم الأمريكية.
كما يتيح البرنامج أيضًا للمشاركين عرض ثقافتهم وتقاليدهم ومشاركتها مع المواطنين الأمريكيين.
يُعقد هذا البرنامج سنويًا، ويُغلق باب التقديم له في شهر ديسمبر من كلّ عام.
اقرأ أيضًا: أيهما أفضل الدراسة في بريطانيا أم الدراسة في الدراسة أمريكا؟
3- برنامج Youth Leadership
يعدّ برنامج القادة اليافعين Youth Leadership Programs أحد أفضل برامج التبادل الطلابي الأجانب، التي تستهدف إعداد الشباب وتوجيههم في جميع أنحاء العالم، من خلال ربطهم وتشبيكهم بأقرانهم في الولايات المتحدة الأمريكية.
يستهدف البرنامج الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا، حيث يتضمّن جدولاً مميزًا من الأنشطة المصمّمة خصّيصًا لتطوير وتعزيز مهاراتهم.
تبلغ مدّة البرنامج حوالي 3 أسابيع أو 4، وتتميّز عملية التقديم بالسهولة والمرونة مقارنة بغيرها من برامج التبادل الثقافي.
اقرأ أيضًا: جامعات لا تشترط التوفل والايلتس في أمريكا وكندا وبريطانيا
4- برنامج YES
وهو اختصار لـ Kennedy-Lugar Youth Exchange & Study، حيث يستهدف طلاب المرحلة الثانوية ممّن تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 17 سنة، والقادمين من بلدان ودول فيها نسبة عالية من المسلمين.
خلال برنامج التبادل الثقافي هذا، يقضي المشاركون سنة أكاديمية كاملة في الولايات المتحدة الأمريكية، يتمّ خلالها دمجهم في المجتمع الأمريكي، وإشراكهم فيه فكريًا ليكتسبوا أكبر قدر من التعرّض للثقافة والقيم الأمريكية.
حقّق البرنامج نجاحًا كبيرًا للغاية، حيث يتمّ اختيار حوالي 900 طالب سنويًا للمشاركة فيه.
5- برنامج Rotary للتبادل الثقافي
يُلهم برنامج Rotary للتبادل الثقافي القادة الشباب ليكونوا ممثّلين للسلام والعدالة الاجتماعية في مجتمعاتهم المحلية وفي جميع أنحاء العالم حتى بعد انتهاء فترة التبادل.
خلال هذا البرنامج، يتعلّم المشاركون لغة جديدة، ويتعرّفون على ثقافات مختلفة، حيث يستهدف البرنامج الشباب ممّن تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 19 سنة، ويتمّ رعايتهم من قبل أحد نوادي الروتاري المنتشرة في أكثر من 100 دولة حول العالم.
كما تلاحظ، فأغلب هذه برامج التبادل الثقافي هذه تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية، لكنّ ذلك لا يعني أنّها الوحيدة. إذ يمكنك التعرّف على فرص التبادل الثقافي في مختلف دول العالم من خلال التواصل مع سفارة هذا البلد في بلادك، ليتمّ إطلاعك بمختلف البرامج المتاحة فيها، والتي يمكنك التقديم إليها.
أمّا في حال كنت تبحث عن طريقة أسهل وأسرع، فما عليك سوى التسجيل في موقعنا، ومتابعة صفحاتنا على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لتصلك أحدث فرص التبادل الثقافي، بالإضافة إلى مئات الفرص المميزة الأخرى.
سجّل الآن، واعثر على فرصة أحلامك!
المصادر: afterschoolafrica، wikipedia
اطّلع على المزيد من المنح الدراسية المتاحة على فرصة
اطّلع أيضًا على فرص السفر الى بريطانيا المتاحة على فرصة
اقرأ أيضًا: تعرف على افضل 10 منح دراسية مجانية تُقدّم سنويا للطلاب الدوليين