إن كنت قد وصلت إلى مرحلة إعداد أطروحتك الأكاديمية، فأنت بلا شكّ قد قطعت شوطًا كبيرًا في مسيرتك التعليمية، وهأنت ذا الآن تكاد تصل إلى نهاية الدرب.
يتمثّل الهدف الأساسي من الأطروحة الأكاديمية في إظهار مهاراتك وقدرتك على إعداد بحث متعمّق في مجال الاختصاص الذي اخترته، ثمّ تقديم النتائج التي توصّلت إليها في شكل مستند واحد أصيل يُعطي قيمة مضافة للمجتمعات الأكاديمية والعلمية الحالية.
ليس هذا وحسب إذ عليك أيضًا أن تجعل أطروحتك ممتعة ومتفرّدة، تختلف عن باقي الأوراق والبحوث الأكاديمية التي سبق نشرها.
جميع هذه الشروط قد تضعك تحت ضغط هائل، وتجعل من مهمّة كتابة الأطروحة عملية صعبة عسيرة قد لا تعرف كيفية إنجازها أو البدء بها.
حسنًا، لا تقلق، لأننا في مقال اليوم، سنضع بين يديك الدليل المفصّل والشامل لكيفية كتابة الأطروحة الأكاديمية، بدءًا بتعريف معناها ووصولاً إلى تحريرها وتدقيقها وعرضها على الأستاذ المشرف.
فيما يلي أهمّ النقاط التي سنتناولها في المقال
- ما هي الأطروحة الأكاديمية؟
- لماذا يعتبر أمر كتابة الأطروحة مهمّة صعبة؟
- الخطوة الأولى: كتابة مقترح بحث مميّز:
- اختيار الموضوع، التساؤلات والفرضيات، وعنوان الأطروحة.
- هيكلة مقترح البحث.
- الخطوة الثانية: إجراء البحث المتعمّق.
- الخطوة الثالثة: كتابة أطروحة متفرّدة.
- الخطوة الرابعة: تحرير وتدقيق الأطروحة.
- الخطوة الخامسة: الحصول على التغذية الراجعة من المشرف الأكاديمي.
ما هي الأطروحة الأكاديمية؟
يُقصد بالأطروحة الأكاديمية أو الـ Dissertation باللغة الإنجليزية، المشروع النهائي الذي يقدّمه طالب الدكتوراه قبل الحصول على شهادته العلمية.
ومع ذلك، فقد توسّع مفهوم الأطروحة الأكاديمية ليعبّر عن أيّ مشروع نهائي يقدّمه الطالب الجامعي قبل الحصول على درجته العلمية، سواءً كان ذلك بكالوريوس، ماجستير أو دكتوراه.
لماذا يعتبر أمر كتابة الأطروحة مهمّة صعبة؟
يبدأ أغلب الطلاب بكتابة الأطروحة بحماس كبير، لكن سرعان ما يوقعهم هذا المشروع الكبير في بحر من اليأس والإحباط. ولا عجب في ذلك، إذ أنّ عملية التخطيط والبحث والكتابة ستكون أطول تحدٍّ سبق لك القيام به، وأكثره تعقيدًا على الأرجح!
ستكون نتيجة كل هذا التعب مُرضية بلا شكّ، لكن ستواجهك حتمًا العديد من الصعوبات والمُعيقات قبل الوصول إلى نهاية الدرب.
فيما يلي ثلاثة أسباب رئيسية تجعل من عملية كتابة الأطروحة تحدّيًا صعبًا بالنسبة للغالبية العُظمى من الطلاّب:
1- التأجيل
يعتقد الكثير من الطلاب أنّهم يملكون الكثير من الوقت للعمل على المشروع، فيستمرّون في تأخير البدء بالعمل عليه نتيجة لذلك.
إنّها مشكلة كبيرة بحق، لأنّ هؤلاء الطلاب يغرقون لاحقًا في نوبات من الهلع والتوتّر حينما يقترب الموعد النهائي لتسليم الأطروحة، ويجدون أنفسهم متأخرين كثيرًا.
لمعرفة المزيد حول هذه المشكلة، تعرّف معنا على أشهر 4 خرافات حول التأجيل والتسويف.
2- الافتقار إلى المهارات البحثية الكافية
يفتقر الكثير من الطلاب إلى الخبرة الكافية في الكتابة الأكاديمية، ويعتقدون أنّ باستطاعتهم جمع بعض المصادر والمراجع ذات العلاقة ثمّ استخراج المعلومات منها ليحصلوا على أطروحة جاهزة!
لكن الأمر مختلف تمامًا، إذ لابدّ من إجراء البحث المتعمّق وتحليل نتائجه جيّدًا ثم مناقشتها بالتفصيل في أطروحتك.
تعرف على المهارات البحثية وكيفية تطويرها من خلال مقالنا على تعلّم.
3- الافتقار للمهارات الكتابية
تخضع الأطروحة الأكاديمية للعديد من قواعد الكتابة الأكاديمية وقوانينها الصارمة. بدءًا من طريقة كتابة العنوان، مرورًا بأسلوب وصيغ الكتابة، ووصولاً إلى توثيق المراجع حسب أنظمة محدّدة دقيقة.
ما لم تكن تمتلك مهارات كتابية متقدّمة، ستصبح عملية كتابة الأطروحة أمرًا معقّدًا ومُجهدًا.
تعرّف على مهارات الكتابة وأهم سبل تطويرها من خلال مقالنا على تعلّم.
اقرأ أيضًا:كلمات لا يجب ان تستخدمها في الكتابة الاكاديمية
خطوات كتابة الأطروحة الأكاديمية
قد تبدو لك عملية إعداد الأطروحة وكتابتها تحدّيًا صعبًا باعثًا على التوتر والقلق. لكنه مع ذلك ليس مهمّة مستحيلة، حيث أنه ومع القليل من الالتزام والتخطيط الجيّد ستجد نفسك على الدرب الصحيح لكتابة أطروحة مميزّة تضمن لك النجاح والحصول على الدرجة العلمية التي تطمح إليها.
فيما يلي الدليل الشامل لكتابة الأطروحة الأكاديمية خطوة بخطوة:
الخطوة الأولى: كتابة مقترح بحث مميز
سبق أن عرّفنا المقصود بالأطروحة الأكاديمية، لكن… ما هو مقترح البحث؟
كما يعبّر عنه الاسم، مقترح البحث هو اقتراح لمشروع أطروحتك النهائي، والذي يتعيّن عليك من خلاله إقناع لجنة المناقشة بأنك ستلتزم بكتابة أطروحة ذات قيمة مضافة، تتناول موضوعًا مثيرًا للاهتمام ومعقّدًا بما فيه الكفاية في الوقت ذاته.
صحيح أنّ مقترح البحث أقصر بكثير من الأطروحة نفسها، لكنه بذات الأهمية، لأنّه يمثّل المرحلة التي تفكّر خلالها في سؤال جدلي مناسب، وتضع خطّة بحثية متكاملة لكتابة الأطروحة. وحتى لو لم يكن مقترح البحث إجباريًا يجدر بك كتابته ومناقشته مع مشرفك الأكاديمي، نظرًا لأنّه سيسهّل عليك مهمة الكتابة لاحقًا.
إليك أهمّ النقاط التي يتوجّب عليك أخذها بعين الاعتبار قبل البدء بكتابة مقترح البحث:
1- اختر الموضوع، وقضية البحث والعنوان
اسأل نفسك ما يلي لتسهيل المهمّة:
- ما هي المشكلة التي تريد طرحها وتتبّعها في أطروحتك؟
- لماذا تعدّ هذه القضية مشكلة في الوسط الأكاديمي والبحث والعلمي الذي تنتمي إليه؟
- لماذا يعدّ العثور على حلّ لهذه المشكلة أمرًا بالغ الأهمية؟
- كيف ستبحثُ عن إجابات للتساؤلات المتعلّقة بمشكلة البحث؟
جميع هذه الأسئلة مهمّة وأساسية للبدء بكتابة المقترح:
- احرص على القيام ببعض العصف الذهني واختيار موضوع قيّم ومتفرّد ومنطقي في الوقت ذاته.
- تجنّب اختيار سؤال معقّد للغاية يقودك إلى نهاية مسدودة. وحاول بدلاً من ذلك أن تعثر على تساؤلات تقودك إلى بناء نظريات قابلة للتجربة والاختبار، ومن ثمّ إثباتها باستخدام حجج وبراهين قوية.
- اعرض ما توصّلت إليه على مشرفك الأكاديمي، ولا تتردّد في مناقشة بدائل أخرى معه.
2- قم ببناء وهيكلة مقترح البحث
إن كنت تريد تقديم مقترح بحث مُقنع ينال إعجاب وموافقة لجنة المشرفين، لابدّ لك إذن من هيكلته وبنائه على نحو مرتب وواضح يسهل تتبّعه. إليك بعض الأمور التي يجب عليك أخذها بعين الاعتبار في هذا الشأن:
احرص على ذكر 3 أهداف كحدّ أقصى. في حال توسّعت هنا، ستبدو خطّتك مشتّتة، لذا من الأفضل أن تكون محدّدًا قدر الإمكان.
- الإطار النظري
اسأل مشرفك الأكاديمي إن كان يتوجّب عليك ذكر بعض المراجع والمصادر المحدّدة هنا. إن لم يكن ذلك إجباريًا، حاول أن توضّح أهمّ المدراس والتوجهات حول موضوع البحث. واذكر أيضًا بعض المصادر التي قد تلجأ إليها في مرحلة البحث عن المعلومات لأطروحتك.
هذا هو القسم الأهمّ في مقترح البحث. هنا سوف تتوسّع في الحديث عن أهمّ الأفكار الرئيسية التي ستتطرّق إليها في الأطروحة، وتوضّح مجال البحث بالتفصيل.
قد تكون الأطروحة غير تجريبية (في حال كانت المعلومات الواردة فيها من مراجع منشورة سابقًا) أو تجريبية (في حال تمّ جمع المعلومات من خلال الاستبيانات أو المقابلات أو غيرها من أساليب البحث).
في هذا القسم يجب عليك شرح الأساليب المتبعة في جمع المعلومات والبيانات التي كتبتها في أطروحتك.
- النتائج المتوقّعة
أين تتوّقع أن تصل بعد إجراء البحث والتحليل؟ اشرح في هذا القسم النتائج التي تتوقّع الوصول إليها في نهاية أطروحتك.
- الإطار الزمني
أنشئ جدولا زمنيًا توضّح فيه كيف ستنهي جميع مراحل كتابة الأطروحة خلال الفترة الزمنية المحدّدة لك.
- قائمة المراجع
اسأل مشرفك الأكاديمي إن كان يتوجّب عليك إضافة قائمة المراجع هنا في مقترح البحث، واعرف منه طريقة التوثيق اللازم استخدامها.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن توثيق المراجع في البحث الأكاديمي
غالبًا ما يجد الطلاب أنفسهم عالقين في هذه المرحلة، ممّا يدفعهم إلى طلب العون من المراكز والمكاتب المتخصصة في إعداد البحوث الأكاديمية. وهو أمر مقبول بلا شكّ، نظرًا لكون هذه المرحلة معقّدة للغاية وأساسًا لكتابة الأطروحة بأكملها.
الخطوة الثانية: إجراء البحث المتعمق
ستحدّد مرحلة البحث المسار الشامل لأطروحتك. إذ يجب أن تكون ممنهجة وفعّالة، في نهاية المطاف، أنت لا تريد أن تضيّع وقتك في قراءة وتحليل المصادر والمراجع غير ذات النفع أو تلك التي لا صلة لها بموضوعك.
النصائح التالية ستساعدك خلال هذه المرحلة:
1- ضع جدولا زمنيا لمرحلة البحث
من المهمّ بطبيعة الحال أن تعثر على ما يكفي من المصادر لفهم الموضوع الذي تطرحه في بحثك بشكل جيّد. لكن، عليك أن تتوقّف عن البحث في مرحلة ما!
الكثير من الطلاب يقعون في فخ البحث، فيعتقدون أنّ عليهم قراءة كلّ ما كُتب ونُشر حول موضوع أطروحتهم، وهو أمر مستحيل بلا شكّ.
كم من الوقت ستخصّص لمرحلة البحث عن المصادر والمراجع؟ ضع جدولاً زمنيًا والتزم به حتى النهاية دون زيادة أو نقصان. فالهدف الأساسي من هذه المرحلة، هو إظهار أنّك قد قرأت عن الموضوع وفهمت الدراسات السابقة التي أجريت حوله ومحدّداتها.
2- اختر المكان الصحيح للبحث عن المراجع
تعدّ شبكة الإنترنت مكانًا جيّدًا للبدء. لكن، تذكّر أنه ليس كلّ ما يُنشر على الإنترنت صحيح تمامًا:
- تحقّق من المعلومات التي تعثر عليها.
- تأكّد من أنّ الموقع التي أخذت منه المعلومة موثوق ويتمتّع بالمصداقية.
- استعن بمحرّك البحث Google Scholar للعثور على المراجع الأكاديمية الموثوقة.
- موقع ويكيبيديا قد لا يكون مكانًا مناسبًا جدًا للعثور على معلومات تكتبها في الأطروحة، لكن طريقة رائعة للوصول إلى مراجع أكثر دقة. ألقِ نظرة على قائمة المراجع المدرجة فيه، ستفيدك حتمًا!
- لا تتردّد في زيارة المكتبات، والاطلاع على بعض الكتب الورقية، فالكثير من المعلومات القيّمة لا تزال مخبأة هناك، والتي ستكون بلا شكّ إضافة جديدة متفرّدة لأطروحتك.
اقرأ أيضًا: ما هو الفرق بين Search و Research ؟
3- رتب المراجع التي عثرت عليها
عليك أن تدوّن ملاحظات حول ما تعثر عليه في المصادر التي لجأت إليها، وإلاّ سينتهي بك الأمر حائرًا ضائعًا غير قادر على تحديد مكان معلومة قيمة كنت تخطّط لاستخدامها.
استخدم تطبيقات مثل Evernote أو Penzu أو غيرها لكتابة الملاحظات وتدوين المراجع التي تخطّط لتوثيقها في نهاية البحث.
الخطوة الثالثة: كتابة أطروحة مذهلة!
لقد وصلت إلى المرحلة الأهمّ في إعداد الأطروحة، ألا وهي كتابة وتجهيز المشروع الفعلي الذي سيكون ثمرة كلّ جهودك وتعبك.
من المدهش حقًا رؤية العديد من الطلاب الذين تمكّنوا من إنهاء المرحلتين السابقتين بنجاح، يفقدون الأمل وينهارون تمامًا حين يدركون أنّهم لا يملكون أدنى فكرة عن كيفية كتابة الأطروحة.
إن وجدت نفسك في هذا الموقف، تذكّر الآتي: لقد قمت بعمل رائع حتى هذه اللحظة، ونجحت في وضع مقترح البحث الذي يعدّ أساس الأطروحة. المرحلة القادمة لن تكون أصعب، فما دمت تملك الأساس السليم، سيكون كلّ شيء على ما يرام.
فيما يلي أهمّ أجزاء الأطروحة وكيفية كتابتها:
1- المخطط المبدئي
بما أنّك تملك مقترح البحث الذي تمّ الموافقة عليه من قبل لجنة المشرفين، فأنت في الواقع تمتلك المخطّط المبدئي لأطروحتك. كلّ ما عليك فعله هو التوسع أكثر وإضافة المزيد من التفاصيل لهذا المقترح.
إن كنت قد عثرت على نتائج غير متوقعة أثناء مرحلة البحث عن المعلومات، احرص على إضافتها إلى مخطط الأطروحة الجديد.
اقرأ أيضًا: خطوات عملية لكتابة مقال أكاديمي ناجح واحترافي
2- المقدمة
حتى تفهم كيفية كتابة مقدمة الأطروحة، عليك أن تفهم أوّلاً أن هذا الفصل يجب أن يتضمّن الآتي:
- خلفية عامة عن الموضوع.
- بيان المشكلة أو القضية المطروحة للدراسة.
- الهدف من الدراسة.
- تحديد السؤال الجوهري في البحث.
- قائمة بالمصطلحات ذات العلاقة بموضوع البحث (مع تعريفاتها).
- التوقعات والافتراضات حول النتائج النهائية للبحث.
3- الإطار النظري
في هذا الفصل من الأطروحة، عليك أن تلخّص مراحل عملية البحث عن المصادر والمراجع التي قمت بها، وتذكر أهمّ النتائج التي توصّلت إليها في هذا الشأن.
4- منهجية البحث
يركّز هذا الجزء من الأطروحة على الطريقة التي طبّقت بها النتائج التي توصّلت إليها. إن كنت تكتب أطروحة نوعية فسوف تكشف في هذا الفصل عن أسئلة البحث، المشاركين، عملية جمع البيانات وإجراءات تحليل البيانات.
من ناحية أخرى، إن كانت أطروحتك كميّة، فسوف تركّز في هذا الفصل على الفرضيات، المعلومات حول السكان وعيّنة الدراسة، الأدوات المستخدمة وعملية جمع المعلومات وتحليل البيانات.
اقرأ أيضًا: كيفية كتابة تقرير بطريقة احترافية!
5- نتائج البحث
هذه المرحلة هي الأهمّ على الإطلاق في عملية الكتابة، لأنها تظهر كفاءتك المعرفية. في هذا الجزء من الأطروحة، عليك أن تعيد طرح أسئلة الأساسية، وتناقش النتائج التي توصّلت إليها مع شرح كيفية وصولك لمثل هذه النتائج.
بمعنى آخر، ستقوم بالإجابة عن أسئلة البحث الرئيسية التي قمت بطرحها.
6- الخاتمة
تعتبر الخاتمة الفصلَ الأخير في الأطروحة، حيث يجب عليك هنا أن تقدّم ملخصًا عن الأطروحة وأهمّ النتائج التي توصّلت إليها.
لا تنسَ أن تشرح كيف يمكن للنتائج التي عثرت عليها أن تُحدث فرقًا في الوسط الأكاديمي، وكيف يمكن تطبيقها عمليًا على أرض الواقع.
يمكنك أن تضيف في نهاية هذا الفصل قسمًا يتضمّن توصيات لبحوث مستقبلية، تقترح فيه مواضيع بحث مستقبلية يمكن لآخرين القيام بها من أجل توضيح قضية بحثك والتعمّق فيها أكثر.
إن فعلت ذلك، لا تنسَ أن توضّح السبب وراء اقتراحك هذا، وتحدّد النقطة التي يجب على الباحث المستقبلي أن يبدأ منها.
اقرأ أيضًا: 19 كتاب عالمي لتصبح كاتبا أفضل
7- الببليوغرافيا
احرص على استخدام نظام التوثيق المناسب الذي تمّ تحديده من قبل جامعتك أو مشرفك الأكاديمي. ولا تنسَ ذكر جميع المصادر والمراجع التي لجأت إليها.
المقالات التالية ستساعدك خلال هذه المرحلة:
حتى تتمكّن من إتمام هذه الخطوة بنجاح، التزم بالآتي:
- وضع جدول زمني مناسب، حيث ستحتاج إلى جدول زمني جديد هنا، ولكنه هذه المرة سيركّز على عملية الكتابة. ضع لنفسك أهدافًا زمنية منطقية، وقسّم وقتك حسب فصول الأطروحة. فكلّما كانت أهدافك مقسّمة إلى أجزاء صغيرة، أصبح من السهل عليك إتمامها.
- ابدأ بكتابة المسودة الأولى: ولا تخف من فكرة الفشل في كتابة أطروحة مناسبة، إنها مسوّدة وحسب! ابتعد عن الملهيات، وثابر على العمل وفقًا لجدولك الزمني. بمجرّد أن تنتهي منها فقد تمكّنت من إنهاء أكثر من 90% من العمل المطلوب منك!
الخطوة الرابعة: تحرير وتدقيق الأطروحة
يعتقد الكثيرون أنّ مرحلة التدقيق والتحرير ليست بالشيء المهمّ، ويمكنهم القيام بها قبل تسليم الأطروحة مباشرة.
في الواقع، هذا التصرّف خطأ فادح حقًا، فالتدقيق والتحرير يأخذ وقتًا طويلاً جدًّا ويعتبر مرحلة في غاية الأهمية. لذا لا تتقاعس عنها، وابقَ ملتزمًا حتى تنتهي من أطروحتك بالكامل.
بمجرّد أن تنهي كتابة المسوّدة الأولى، خذ استراحة لبعض الوقت…إيّاك أن تبدأ بتحرير أطروحتك على الفور! بدلاً من ذلك، ابتعد عنها لبضعة أيام حتى تتمّكن من استكشاف الأخطاء بسهولة عند العودة إليها لاحقًا.
1- ابدأ بالتحرير
هنالك اختلاف مهمّ بين التحرير والتدقيق. فالتحرير يركّز على جوهر النصّ ومعناه، في حين أنّ التدقيق يتمحور حول الشكل الخارجي للأطروحة من تنسيق وأخطاء لغوية وإملائية…الخ.
ابدأ أوّلاً بالتحرير ثمّ انتقل إلى مرحلة التدقيق، إذ ليس من المعقول أن تدقّق النصّ وتصحّح كلّ ما فيه من أخطاء، ثم تبدأ بعدها بإضافة أفكار جديدة، أو التخلّص من بعض الجمل غير المهمّة!
انتبه على وجه الخصوص إلى الترابط المنطقي بين الأفكار والفرضيات. هل هنالك أيّ ثغرات في تسلسل المعلومات؟ إن وُجدت فاحرص على سدّها بما يناسب من المعلومات التي عثرت عليها خلال مرحلة البحث.
2- انتقل إلى مرحلة التدقيق اللغوي
حان الوقت لتقرأ الأطروحة مرّة أخيرة، وتصحّح جميع الأخطاء النحوية واللغوية والإملائية التي قد تجدها فيها. ركّز جيّدًا أثناء القراءة، واستعن بالقاموس في حال راودتك شكوك حول أيّ كلمة أو جملة غامضة.
في حال شعرت بأنك تواجه وقتًا عصيبًا خلال عملية التحرير والتدقيق، فلا تقلق…لست الوحيد الذي يعاني من ذلك. وهو أمر طبيعي ومتوقّع لأنك أمضيت وقتًا طويلاً في كتابة الأطروحة، فمن الصعب إذن الانتباه إلى الأخطاء والثغرات.
ولهذا السبب فمن المستحسن الاستعانة بمكتب متخصص لإتمام هذه المرحلة. إنّها خطوة ذكيّة ستوفّر عليك الكثير وتجنّبك الإحراج بعد كلّ ذلك الجهد الذي بذلته.
اقرأ أيضًا: افضل 10 قواميس ومعاجم اللغة الانجليزية
الخطوة الخامسة: الحصول على التغذية الراجعة
قبل أن تسلّم أطروحتك إلى لجنة المشرفين، لابدّ لك أوّلاً من الحصول على تغذية راجعة حولها.
ابدأ بعرض الأطروحة على أحد زملائك أو أصدقائك ممّن يملكون خلفية معرفية حول موضوع بحثك. لكن لابدّ أن يكون هذا الشخص محلّ ثقة. في النهاية هذه الرسالة هي عملك وجهدك الخاص، وتعتبر ملكية فكرية حصرية لك، لابدّ أن تحميها من السرقة أو النسخ.
بعد ذلك، ناقش أطروحتك مع مشرفك الأكاديمي، حيث سيخبرك بأيّ نقاط ضعف محتملة، وسوف تحصل منه على الملاحظات والتوجيهات اللازمة لوضع اللمسات الأخيرة على الأطروحة قبل موعد المناقشة.
الخلاصة
كتابة الأطروحة الأكاديمية هي بلا شكّ تحدٍّ عظيم يفشل الكثير من الطلاب في خوضه وتجاوزه بنجاح. ليس بسبب افتقارهم للقدرات اللازمة لذلك، ولكن بسبب بعض الثغرات في مهاراتهم البحثية والكتابية.
عند البدء بكتابة أطروحتك، وقبل أن تقحم نفسك في حالة من الهلع والرعب من هذا التحدّي المهّم. تذكّر دومًا أنّك وصلت إلى هذه المرحلة الأخيرة في مسيرتك الدراسية، ولا مجال للتراجع الآن.
لا تنظر للأطروحة كوحش كبير مخيف…بدلا من ذلك قسّمها إلى مراحل صغيرة وامنح كلّ مرحلة ما يكفي من الوقت، ثم احرص على إتمام كلّ مرحلة في الوقت المناسب.
شيئًا فشيئًا ستجد نفسك قد أحرزت تقدّمًا ملحوظًا، وستبدو لك الأمور أسهل ممّا كنت تتخيّل. كما أنّ دليلنا الشامل هذا سيكون رفيقًا جيّدًا لك خلال رحلة الكتابة.
شاركونا آراءكم من خلال التعليقات، ولا تتردّدوا في طرح أسئلتكم، أو اقتراح أيّ مواضيع أكاديمية أخرى ترغبون في معرفة المزيد عنها حتى نتطرّق إليها في مقالاتنا اللاحقة.
المصدر: edugeeksclub
اقرأ أيضًا: كيف تستعد وتهيئ نفسك ومنزلك للعمل أو الدراسة عن بعد؟
اقرأ أيضًا: كيف تحافظ على تركيزك وتتخلص من الملهيات؟
اقرأ أيضًا: أفضل 10 زمالات دراسية في الخارج للطلاّب والباحثين