يعدّ أرسطو واحدًا من أعظم الشخصيات عبر التاريخ، إلى جانب الفيلسوف العظيم أفلاطون، حيث يُعرف أرسطو اليوم باسم “أبي الفلسفة الغربية”.
ونظرًا لدوره العظيم في تأسيس علم الفلسفة وبلورته، فقد جمعنا لكم في مقال اليوم عددًا من أشهر اقتباسات و أقوال أرسطو التي ستحفّز تفكيرك المنطقي وتدفعك لرؤية العالم بنظرة تحليلية أعمق.
لكن قبل ذلك، لنتعرّف أكثر على هذه الشخصية الشهيرة.
من هو أرسطو؟
كان أرسطو فيلسوفًا وعالمًا إغريقيًا عاش في الفترة ما بين 384 – 322 ق.م، وكان تلميذًا لأفلاطون.
وبعد وفاة هذا الأخير، غادر أرسطو أثينا وأصبح معلّمًا للاسكندر الأكبر، الأمر الذي فتح أمامه الكثير من الأبواب والفرص وكان عاملاً مهمًّا ساعده على تأسيس مدرسته الخاصّة في أثينا، المعروفة باسم الليسيوم.
يُعرف أرسطو على وجه الخصوص بأنّه مؤسس علم المنطق الرسمي “formal logic” حيث كان هذا الفيلسوف الأساسي، إيجادَ عملية تفكير عالمية من شأنها مساعدة الناس على تعلّم أيّ شيء.
من الجدير بالذكر أنّ العديد من مبادئ أرسطو وملاحظاته ونظريّاته في مواضيع مثل: الفيزياء، علوم الأحياء، الميتافيزيقيا، المنطق، الأخلاق، الشعر، الموسيقى، علم النفس، اللغويات وكذلك الاقتصاد والسياسة كانت جميعها مقبولة ومعتمدة من قبل فلاسفة الغرب حتى القرن التاسع عشر.
أشهر أقوال أرسطو | اقتباسات أرسطو
أحدث أرسطو تأثيرًا على جميع أشكال المعرفة في العالم وله مؤلفات في مختلف المواضيع والمجالات المعرفية.
فيما يلي مجموعة من أشهر اقتباسات هذا الفيلسوف ومقولاته:
“لا يمكن لعقل عظيم أن يتواجد دون لمسة من الجنون!”
أليس هذا صحيحًا؟ فكّر قليلاً في الأمر… لطالما تمّ إطلاق لقب “المجنون” أو “المعتوه” على أغلب العظماء من المخترعين والعلماء. وهذا الجنون هو بالذات ما جعلهم يحققون إنجازات عظيمة.
لا تخجل من أفكارك الغريبة واهتماماتك غير المألوفة، فهي بداية طريقك للعظمة!
“أعتبرُ الشخص القادر على هزيمة رغباته أشجعَ من ذلك القادر على هزيمة أعدائه، لأنّ النصر الأصعب هو الانتصار على الذات.”
اقرأ أيضًا: الشخصية القوية: من هي وما هي سماتها؟
وليس المقصود هنا تلك الرغبات التي تساعدك لتحقيق أهداف أعظم أو التي تجعل حياتك أفضل، بل القصد هو الرغبات التي تضرّ بك جسديًا أو عاطفيًا أو نفسيًا أو غيرها.
كم الأشخاص من حولنا قادرٌ فعلاً على التحكّم في رغبته في التدخين والسيطرة عليها، أو في الالتزام بنظام غذائي صحّي وتجنّب المأكولات الضارة.
كم منّا يحارب رغبته في الراحة والكسل، ويتغلّب عليها ليواظب على القيام بالتمارين الرياضية اللازمة أو ليستمرّ في بذل قصارى جهده سعيًا للوصول إلى أحلامه.
التغلّب على الأعداء ليس أمرًا سهلاً، لكنّه بكلّ تأكيد أسهل من التغلّب على الذات…لأنّك إن استطعت الانتصار في صراعاتك الداخلية، ستتمكّن حتمًا من هزيمة أعدائك الخارجيين.
“التميّز لا يأتي بمحض الصدفة، إنّه نتيجة نيّة عالية، جهد صادق وتنفيذ ذكي على الدوام. إنّه يمثّل عملية الاختيار الحكيم من بين بدائل عديدة. الاختيار، وليس الصدفة، هو ما يحدّد قدرك.”
هل سمعت من قبل قصّة المزارع الكسول؟
حسنًا، يحكى أنّ مزارعًا كسولا كان يقضي وقته نائمًا في الحقل، وفي أحد الأيام رأى أرنبًا صغيرًا يركض هربًا من أحد الذئاب، لكنه ومن شدة خوفه اصطدم فجأة بشجرة كبيرة ومات على الفور.
وقبل أن يتمكّن الذئب من الحصول على فريسته، التقط المزارع الأرنب وأخذه معه إلى البيت. فقام بطبخ لحمه، وباع فروه في السوق وكسب بعض المال.
فرح المزارع بما حصل معه، وقرّر قضاء بقية أيامه منتظرًا ارتطام أرنب آخر بالشجرة، لكنّ ذلك لم يحصل بالطبع، لأنه في المرّة الأولى لم يكن سوى صدفة. وهكذا أهمل المزارع حقله، ففسدت المحاصيل وتضوّر جوعًا في نهاية المطاف!!
هذه القصّة تعبّر بالضبط عن مقولة أرسطو… لا تنتظر أن تجلب لك الصدفة النجاح والتميّز، فالأمر لا يسير كذلك في هذه الحياة، لا تنتظر الفرص أن تطرق بابك، وإنّما استحدث فرصتك بنفسك، واصنع قدرك الذي تريده بيديك!
اقرأ أيضًا: 20 قصة قصيرة ذات دروس قيمة
“يجب على الرجل الحكيم حقًا أن يهتمّ بالحقيقة أكثر من اهتمامه بما يقوله الناس!”
إرضاء الناس غاية لا تُدرك، فلماذا تُشغل بالك إذن بما قد يقولون أو يفكّرون عنك. يوجد على كوكب الأرض أكثر من 7 مليار شخص، ولكلّ واحد منهم أفكاره الخاصّة عن هذا العالم، بل حتى أنت لديك أفكارك الخاصة المختلفة عن الآخرين.
لكن هذه الأفكار جميعها لا تغيّر من الحقيقة شيئًا. لا ضير في الاستماع لما يفكّر فيه الآخرون، لكن اجعل اهتمامك الأكبر بالحقيقة الواحدة الواضحة.
اقرأ أيضًا: أفضل 18 مقولة تحفيزية من اللاعب العالمي كريستيانو رونالدو
“من يعرفون يطبقون، ومن يفهمون يعلّمون!”
هل سبق لك أن تحدّثت مع صديق لك حول موضوع مهمّ يشغل تفكيرك، أو يمنحك مشاعر معيّنة (سعادة كانت أو حزنًا) وأحسست أنّه لا يتفاعل معك كما كنت ترجو، أو بمعنى آخر لا يفهم تمامًا ما تشعر به؟!
لا شكّ أنّ ذلك قد حدث معك مرّة واحدة على الأقل في حياتك. أن تعرف شيئًا ما وأن تفهمه أمران مختلفان. قد يعرف صديقك ما يعنيه الفشل، لكنّه لن يستطيع مساعدتك في التغلّب عليه إلاّ إذا كان يفهم تمامًا ما تشعر به، ويأتي فهمه هذا في الغالب من تجاربه الخاصّة المماثلة.
حينما “يعرف” فقط سيطبّق ما قرأه أو سمعه حول كيفية مساعدة الآخرين. لكن، إن كان يفهم حقًا ما تشعر به، فسوف يعلّمك حقًا كيف تتغلّب على فشلك حزنك…وهنا يكمن كلّ الفرق بين أن تعرف وأن تفهم!
اقرأ أيضًا: قائمة بأفضل كتب المساعدة الذاتية لعام 2021
“إن الرغبة في أن نكون أصدقاء هو عمل سريع، لكن الصداقة ثمرة تنضج ببطء شديد.”
هل أصدقاؤك جميعهم حقًا أصدقاؤك؟!
من السهل للغاية أن ندّعي أنّنا أصدقاء، فنخرج معنا ونتحادث ونتواصل…الخ، لكن الصداقة الحقيقية أكثر من ذلك بكثير. الصديق الحقيقي سيتقبّلك بجميع حالاتك وبكلّ سلبياتك وسيقف معك في القمّة والقاع، ولن تصل إلى هذه المرحلة بسهولة…ستحتاج إلى الكثير من المواقف وإلى بذلك الكثير من الجهد حتى تستطيع بناء صداقة حقيقية كهذه.
اقرأ أيضًا: 10 خطابات تحفيزية تدفعك قدما إلى الأمام
“التعلم ليس لعبة أطفال، لا نستطيع أن نتعلّم دون ألم.”
ما رأيك بهذه المقولة؟ هل تتوافق معها؟
إنها في الواقع مقولة منطقية للغاية. فأكثر التجارب إفادة لنا هي تلك التجارب المؤلمة. الفشل هو ما يعلّمنا المحاولة من جديد. الصعاب هي التي تعلّمنا المثابرة والصبر والتمسّك بالأمل. حينما نتألم نتعلّم.
لذا إن كنت تجد حياتك سهلة خالية من الصعاب، وفي حال كان طريقك مفروشًا بالزهور والورود، فأنت على الأغلب تسير في الدرب الخاطئ، ومن المرجّح أنّك لا تتعلّم الكثير في حياتك.
يمكن لأيّ شخص أن يغضب، هذا سهل…لكن أن تغضب مع الشخص الصحيح وبالدرجة الصحيحة في الوقت المناسب ولسبب مناسب وبالطريقة الصحيحة… فهذا ليس في متناول الجميع وليس أمرًا سهلاً.
غالبًا ما يُنظر للغضب على أنّه مشاعر سلبية يجب كبتها والتخلّص منها، لكن قلّة قليلة من يدرك أنّ الغضب هو أحد عوامل البقاء ليس فقط لدى البشر بل ولدى جميع الكائنات على هذه البسيطة.
حينما تفرّغ غضبك بالطريقة الصحيحة، وحينما تغضب بالشكل الصحيح سيتحوّل هذا الشعور إلى وقود يدفعك قدمًا إلى الأمام بدلاً من نارٍ تحرق نجاحاتك وتدمّر علاقاتك.
اقرأ المزيد: كيف يمكنك تحويل غضبك إلى شيء إيجابي؟
اقرأ المزيد: مهارات إدارة الغضب
“يكشف سوء الحظ الأصدقاء المزيفين!”
نعم، فالأوقاتُ الصعبة هي التي تكشف معادن الأشخاص من حولك. تذكّر دومًا، من لم يقف معك في أوقاتك العصيبة، لا يستحق أن يكون معك في أوقات فرحك. من لم يكن معك في أسوأ حالاتك، لا يستحقّ أن يشاركك أجمل لحظات حياتك.
دورات مجانية عبر الإنترنت في مختلف مجالات تطوير الذات والتنمية البشرية. سجل في الدورات الآن
“كل ما تملك القدرة على القيام به تملك أيضا القدرة على عدم القيام به!”
بمعنى آخر، أنت تملك القدرة على اتخاذ القرارات. ومع هذه القدرة، فأنت تملك القدرة أيضًا على عدم اتخاذ هذه القرارات.
على سبيل المثال، قد تأتي مواقف يكون فيها “عدم القيام بأيّ شيء” هو الأمر السليم. الانتقام أو استحداث مشكلات مع الغير هي أمور تملك القدرة على القيام بها، ولكنك تملك أيضًا حرية اتخاذ القرار بعدم فعلها أيضًا.
ما يقصده أرسطو بهذه المقولة هو أنّك حينما تُمنح القدرة على القيام بشيء ما أيًّا كان، فأنت أيضًا تملك القدرة على عدم القيام به، لذا لا تبدأ بتقديم الحجج والأعذار الواهية لما يحصل في حياتك…أنت مسؤول عن كلّ شيء يحدث معك، وتملك القدرة على تغييره للأفضل.
اقرأ أيضًا: أفضل المواقع لتحميل الكتب والروايات العربية والعالمية
“صديق الجميع ليس صديقًا لأحد.”
كما سبق أن وضّحنا في مقولة أرسطو أعلاه، اكتساب الأصدقاء قد يكون أمرًا سهلاً، لكن الصداقة في حدّ ذاتها لا تُبنى على الفور. ولهذا السبب فالشخص الذي يكون صديقًا للجميع ليس بصديق لأحد، لأنه على الأرجح لا يبذل جهدًا حقيقيًا ليستثمر في هذه العلاقة كما يجب، وستكون في النهاية مجرّد صداقة حقيقية، كما أنّك على الأغلب لن تجد مثل هذا الصديق في أوقات شدّتك.
“من يتغلب على مخاوفه سيعيش حرًّا”
يمكن للخوف أن يمنعك من القيام بالكثير من الأشياء، وستشعر به على الدوام يقيّدك كسلاسل فولاذية تعيق حركتك، لكن وبمجرّد أن تتغلّب على مخاوفك، ستجد أنّك أصبحت قادرًا على القيام بكلّ ما تتمنّاه وتريده، ستصبح حرًّا ولن يحول بينك وبين الوصول إلى أحلامك أيّ شيء.
اقرأ أيضًا: كيف تتغلب على مخاوفك؟
أيّ هذه الاقتباسات نالت إعجابك أكثر من غيرها؟ وهل تعرف أيّ اقتباسات أخرى لهذا الفيلسوف العظيم؟
شاركنا إياها من خلال التعليقات، أو اكتب لنا أسماء شخصيات ملهمة ترغب في معرفة المزيد عنها وعن أشهر اقتباساتها.
لا تنسَ التسجيل في موقعنا ليصلك كلّ جديد من المقالات الممتعة والفرص المميزة!
المصادر: geckoandfly، goalcast
اقرأ أيضًا: 17 اقتباس لأفلاطون سيغير فلسفتك عن الحياة
اقرأ أيضًا: كيف تعثر على هدفك في الحياة؟
