هل أنت مرن؟ هل تمتلك الاستعداد لتعلّم أشياء جديدة على الدوام؟ هل تتقبّل التغيير بروح رياضية؟ وهل تستطيع تجربة أمورٍ جديدة والتعامل مع أنماط مختلفة في بيئة العمل؟
إن كنت كذلك، فأنت تظهر سلوك التكيّف والمرونة، وهو أحد المهارات الأكثر طلبًا من قبل أرباب الأعمال بعد مهارات القيادة.
لنتعرّف معًا في مقال اليوم على هذه المهارة، أهميتها، أشكالها، وطرق اكتسابها وتعزيزها.
ما هي مهارات المرونة والتكيف؟
التكيف في مكان العمل يعني القدرة على التغيّر من أجل تحقيق نجاح أكبر. إنّها مهارة يبحث عنها أرباب العمل كثيرًا عند توظيف أشخاص جدد خاصّة في المناصب القيادية. ذلك لأن الأدوار القيادية تتطلّب من أصحابها إدارة ظروف غير متوقعة دون امتلاك أيّ إرشادات واضحة حولها.
عليهم في مثل هذه الحالات أن يتخذوا قرارات بناءً على أحكامهم الخاصّة ويثقوا بقدرتهم على اتخاذ القرارات الصعبة.
ما هي أهمية مهارات التكيّف؟
يعتبر التكيّف والمرونة من المهارات المهمّة في سوق العمل، ذلك لأنه مع التكنولوجيات الجديدة، أصبح من الصعب على الشركات المبنية على الأسس التقليدية أن تنافس كبار المؤثرين في مجالها، ما لم يكن لديها فريق عمل مرن قادر على التكيف مع متغيرات العصر.
ما هي السمات الشخصية لأصحاب هذه المهارة؟
باعتبارها مهارة مرنة Soft Skill، فإن التكيف يأتي بأشكال متعدّدة، وتظهر دلائله على الأشخاص بطرق مختلفة. إن لم تكن واثقًا من كونك تمتلك هذه المهارة، فألقِ نظرة على الصفات التالية التي يتميّز بها الأشخاص القادرون على التكيّف.
1- القدرة على التعلّم
الأشخاص الذين يمتلكون مهارة التكيّف نادرًا ما يشعرون بالإحباط بعد فشلهم. بالنسبة لهم، الفشلُ ليس سوى جزء من عمليّة التعلّم. ستجد هؤلاء الأشخاص منشغلين دومًا بتعلّم شيء جديد، ومستعدّين طوال الوقت لخوض المخاطرة ما دامت ستؤدي إلى تطوير شخصيتهم، وإكسابهم خبرة جديدة.
مثل هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يتميّزون أيضًا بامتلاكهم للمهارات التالية:
اقرأ أيضًا: ما هي الدورات التدريبية التي يجب أن يلتحق بها الموظفين وحديثي التخرج
2- المثابرة
نادرًا ما يشعر الأشخاص الذين يتمتّعون بمهارة التكيف بالضغط أو الرغبة في الاستسلام. بالنسبة إليهم، كلّ تحدٍّ يواجههم هو حدث ممتع… بالنسبة لهم، الجدّ في العمل يعني الاستمرار والمثابرة حتى في في الأوقات الصعبة.
وهكذا، نجد أنهم إيجابيون على الدوام، قادرون على تشجيع أعضاء فريقهم وحثّهم على التركيز خلال الظروف الصعبة. أمّا عن أهم السمات الشخصية المرتبطة بالمثابرة فهي كالتالي:
- المرونة.
- الإيجابية.
- حسن إدارة الضغوطات.
- الدافعية والحماس.
- إدارة التوقعّات.
اقرأ أيضًا: خصائص ومهارات الذكاء الاجتماعي
3- الدهاء وسعة الحيلة
في كثير من الأحيان يكون الهدف واضحًا، لكن الطريق إليه ليس كذلك. وهنا قد تصبح طريقة إدارة الأعمال “التقليدية” غير مُجدية، لأسباب قاهرة مثل عدم توفّرالتمويل أو نقص في عدد الموظفين…الخ.
وهنا تظهر الحاجة إلى شخص متكيّف واسع الحيلة، يسعُه العثور على حلول ومخارج لم يسبق للآخرين ممن يفتقرون لهذه المهارة التفكير فيها. حيث يُظهر مثل هذا الشخص دهاءه من خلال المهارات التالية:
4- الفضول
إن كنت قادرًا على التكيف مع الظروف المتنوعة، فـ “الاختلاف” لا يخيفك كما يفعل مع الآخرين في العادة. كلّ ما هو فريد يوقد فضولك. وحينما تشعر بالفضل، ستشتعل في داخلك الرغبة في الاستكشاف. لذا فأنت لا تخاف من الأفكار الجديدة، أو الاقتراحات أو النقد البنّاء. وغالبًا ما تُظهر الصفات التالية:
- الانفتاح.
- الإيجابية.
- حسن الاستماع.
- مهارات التواصل غير اللفظي.
- التنوّع والاختلاف.
9 طرق لتطوير مهارة التكيّف والمرونة
بعد أن تعرّفت على مهارة التكيّف وأهميتها في سوق العمل، حان الوقت لتعمل على اكتسابها، وإن كنت تمتلكها بالفعل، فلابدّ لك من تعزيزها وتطويرها. فيما يلي 10 طرق تساعدك على ذلك:
1- جرّب أمورًا جديدة
اخرج عن منطقة الراحة الخاصّة بك. وضع نفسك في مواقف متنوعة ومختلفة تمامًا عمّا اعتدت عليه. لا تخف من التغيير، واجعله طريقتك لتدريب نفسك على المرونة والتكيّف مع الأدوار الوظيفية أو الأحداث الجديدة.
اقرأ أيضًا: ما هي منطقة الراحة وكيف تخرج منها | Comfort Zone؟
2- كن مستمعًا جيدًا
حينما تستمع للآخر فأنت بذلك تؤجل الحكم المباشر عليهم. إنّك تتلقى المعلومات اللازمة التي تتيح لك اختيار الردّ المناسب لموقف معيّن. احرص على الاستماع والإصغاء جيّدًا للآخرين، واستغلّ هذه المعلومات في تكييف ردودك واستجاباتك للمواقف من حولك.
3- مرّن عقلك على الذكاء العاطفي
الذكاء العقلي وحده لا يكفي للنجاح في عالم اليوم، إذ لا بدّ من امتلاك ذكاء عاطفي يتيح لك السيطرة على مشاعرك وإدارتها وإظهارها بطريقة بنّاءة تحقّق لك أهدافك بدلاً من تحطيمها.
حينما تطوّر مهاراتك في الذكاء العاطفي، ستصبح أكثر تكيّفًا ومرونة في التعامل مع الأشخاص الجدد، والبيئات المختلفة.
4- لأولئك المرنين بالفطرة: استغلّ نقاط قوّتك
استفد من حقيقة أنّك شخص مرن وعزّز هذه المهارة. لكن، تذكّر دومًا أن المرونة وحدها لا تكفي، فعلى الجانب الآخر، لابدّ من أن تمتلك مهارات تنظيم كافية تتيح لك إتمام مهامّك في الوقت المناسب دون الشعور بالضياع، أو الغرق في الفوضى. وازن دومًا بين المرونة والتنظيم.
5- لأولئك المنظّمين جدًّا: أرخِ الحبل قليلاً!
إن كنت شخصًا منظّمًا للغاية، وتحرص على أن يكون لكلّ شيء في حياتك خطّة واضحة، فهذا أمر جميل. التزم به وحافظ على هذا الجانب من شخصيتك. لكن لا ضير أبدًا من إضفاء بعض المرونة إلى حياتك.
درّب نفسك على الشعور بالارتياح في المواقف المفاجئة، وتقبّل التغيّرات غير المتوقعة في عملك أو في حياتك الخاصّة.
يمكنك مثلاً أن تخصّص وقتًا في خطّة عملك الدقيقة للتعامل مع الأحداث غير المتوقّعة، وهكذا تكون قد استفدت من مهاراتك التنظيمية في اكتساب مزيد من المرونة.
6- ركّز على الصورة الكبرى
من المهمّ بالطبع الانتباه إلى التفاصيل الدقيقة وأخذها بعين الاعتبار. لكن في بعض الأحيان، وحينما تكون في بيئة عمل سريعة، ستواجهك الكثير من المواقف والجزئيات غير المترابطة مع بعضها البعض، وهنا يصبّح التركيز على التفاصيل أمرًا مُرهقًا وغير مُجدٍ.
حينما تجد نفسك في مثل هذه المواقف، ابدأ في البحث عن الرابط الأكبر بين ما تراه من جزئيات. فمثلاً إن كنت حائرًا بين أمرين يبدوان متناقضين في مجال عملك، حاول الموازنة بينهما، والتفكير في كيفية مساهمة كلّ منهما في تطوير الغاية الكبرى في شركتك.
7- تقبّل الآراء المختلفة
كثير منّا يعتقد أنّه قد أخذ بعين الاعتبار وجهات نظر الآخرين، في الوقت الذي لم يقم فيه سوى بالاستماع للأشخاص الذين نعلم أنّ آرائهم تتوافق مع آرائنا. فطرتنا البشرية تدفعنا دومًا للبحث عن التناغم، ومحاولة إقناع الغير بآرائنا (أو ببساطة تجاهل آرئهم).
حينما تواجه موقفًا معقّدًا، وتلاحظ أنّ وجهات النظر حوله متوافقة، اعلم أنّ هنالك خطبًا ما… ابدأ بالبحث عن وجهات نظر مغايرة ومختلفة، واحرص هنا على عدم محاولة إقناع الغير (وخاصة نفسك) بأنك على حق.
بدلاً من بناء أحكام في عقلك حول آراء الأشخاص من حولك، استمع إليهم وفكّر مع نفسك: “كيف يمكن لوجهة النظر هذه أن تساعدنا في حلّ المشكلة أو التعامل مع الموقف الذي أمامنا؟”
ضع في حسبانك أنّك بشر أيضًا، وقد تخطئ كما يخطئ الآخرون، فلا تعتبر نفسك محقًّا على الدوام.
8- عش حياة متوازنة
محاولة النجاح في جميع جوانب الحياة أمر رائع، لكن قد ينتهي بك الأمر بائسًا محبطًا في حال الفشل. ولتجنّب هذا الأمر، اسعَ دومًا لعيش حياة متوازنة. ففي النهاية من المستحيل التكيّف مع جميع التغيّرات في كافة جوانب الحياة.
اجلس مع نفسك لبعض الوقت وفكّر في جوانب حياتك التي أهملتها في الفترة الأخيرة أو تلك التي تبالغ في التركيز عليها. ثمّ ضع خطّة بعد ذلك لموازنة جميع الجوانب معًا.
حينما تكون حياتك متوازنة، ستجد نفسك هادئ الأعصاب، متحفّزًا ومُلهَمًا لتحقيق الكثير من الأمور، وعلى العكس من ذلك، إن كنت تشعر بالضيق وبأنك في سباق دائم مع الزمن، فاعلم أنّ حياتك ليست متوازنة كما يجب.
اقرأ أيضًا: كيف تحقق التوازن بين العمل والحياة الشخصية؟
9- توقّف عن الانتظار
لن تكون في يوم من الأيام مستعدًّا لكل شيء قد يواجههك. لذا توقّف عن انتظار اللحظة المناسبة، أو إلى حين امتلاك ما يكفي من المال، أو حتى تلتقي بالشخص المناسب.
حينما يتعلّق الأمر بالتكيّف والمرونة، فاللحظة المناسبة غير موجودة، عليك أن تأخذ خطوة جريئة في الحال، وتتعامل ما تلقاه من مواقف غير متوقّعة، وحينها فقط ستتمكّن من تطوير قدراتك على التكيّف، وتعزيز مهارة المرونة في شخصيتك.
إذن هل وجدت في نفسك شخصًا مرنًا سريع التكّيف بعد قراءة هذا المقال؟ أم أنك بحاجة إلى تعزيز هذه المهارة وتطويرها؟
ما هي برأيك السبل الأخرى التي قد تجعلك أكثر مرونة وتكيّفًا في بيئة العمل أو في الحياة اليومية؟ شاركنا رأيك من خلال التعليقات، ولا تنسَ التسجيل في موقعنا ليصلك كلّ جديد!
المصادر: esoftskills، thebalancecareers
اقرأ أيضًا: 10 تصرفات لن تراها في الاشخاص الناجحين
اقرأ أيضًا: قائمة بأفضل 20 مهارة لكتابتها في السيرة الذاتية
اقرأ أيضًا: كيف يمكنك ترك انطباع أولي مميز؟