في السنوات الأخيرة، شهدنا تقدّمًا مُذهلاً في مجال الذكاء الاصطناعي. ومع هذا التقدّم، يُثار سؤالٌ مُهم ومثيرٌ للجدل: هل سيحل الذكاء الاصطناعي محلّ البشر في الوظائف المُستقبليّة؟
في هذا البودكاست، يُناقش الدكتور عمرو عوض الله – الذي أسّس عدّة شركات أحدثها شركة “فيكتارا” المُنافسة لشركة “Open AI” – آثار استخدام الذكاء الاصطناعي في سوق العمل، ويستعرض التحوّلات الَّتي يمكن أن يجلبها الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات والوظائف، والتحديات والفرص التي تنتج عن هذا التغيير.
اقرأ أيضًا: بودكاست عربي: قصص نجاح بعد الفشل
تبدأ المُناقشة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل سوق العمل، مع إظهار بعض المخاوف من استبدال البشر بالآلات بشكلٍ كامل. يبدأ الدكتور عمرو عوض الله بإظهار تفاؤله بشأن قدرة الذكاء الاصطناعي على حلّ بعض مشاكل المجتمع الأكثر إلحاحًا، مثل إيجاد علاجات للأمراض المستعصية، معربًا عن تمنّيه تدريب الذكاء الاصطناعي باللغة العربيّة.
ويُكمل الدكتور عوض الله حديثه عن التأثير المُحتمل للذكاء الاصطناعي على الوظائف في مختلف الصناعات، وخاصّةً مهنة الطب. ففي حين أنّه من المُسلّم به أنّ الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدّي إلى زيادة الكفاءة وجودة الخدمة، إلّا أنَّه قد يؤدّي أيضًا إلى فقدان عدد لا يحصى من الوظائف.
ويتعمّق دكتور عمرو في ظاهرة استبدال الذكاء الاصطناعي بالبشر في المهن المختلفة، مثل المُحاسبين والمُحامين وحتّى الجنود، حيث يضرب مثالًا بكيف أنّه يُمكن للذكاء الاصطناعي الرؤية خلف الجدران وقراءة إشارات الواي فاي باستخدام تقنيات الرؤية الحاسوبيّة الحالية، ممّا يعني أنَّ دور الجنود في الجيش سينحسر هو الآخر.
اقرأ أيضًا: بودكاست عربي: التركيز هو مفتاح النجاح
ومع ذلك، فإنّ الدكتور مُتفائل بأنّ البشر سوف يتكيّفون مع الأمر من خلال ظهور وظائف جديدة، كما فعلوا خلال الثورة الصناعيّة. وفي حين أنّ الأشخاص الذين يتجاوز ذكاؤهم مُعدّل الذكاء المُتوسط سيحتفظون بوظائفهم، فإنَّ 99% من البشر سيتعيّن عليهم تعلّم مهارات جديدة. على هذا النحو، فإنّ كونك أعلى من المتوسط وكونك خبير في مجالك أمرٌ ضروري لأمانك الوظيفي.
يتطرّق دكتور عمرو بعد ذلك إلى إمكانات الذكاء الاصطناعي في التلاعب بأفكار الناس ومشاعرهم، حيث يُوضِّح كيف تستخدم الشركات البيانات الشخصيّة لاستهداف الأشخاص برسائل تدفعهم للقيام بخطوات مُعيّنة. فقد أصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي إنشاء نماذج مُخصّصة للأفراد وَفقًا لاهتماماتهم وتاريخ التصفّح الخاصّ بهم عبر الإنترنت لزيادة التأثير عليهم. ويثير الدكتور المخاوف بشأن احتمال استخدام هذا التلاعب في الانتخابات السياسيّة، ويقترح أنّه يجب توفير برامج لمنع الذكاء الاصطناعي من القيام بمثل هذا التلاعب.
اقرأ أيضًا: تطبيقات بودكاست: أفضل التطبيقات لـ الاستماع إلى البودكاست
ينتقل دكتور عوض الله بعد ذلك إلى مُناقشة ما يُعرف برقائق الدماغ وكيف يُمكنها تحسين التواصل وتعزيز قدرات الذاكرة لدينا. كما يُقدِّم أمثلة على كيفيّة مُساعدة رقائق الدماغ في حل مشكلات مثل نسيان الأسماء أو التمييز بين الأشخاص ذوي الأسماء المُتشابهة. بالإضافة إلى ذلك، يتعمّق دكتور عوض الله في التجارُب الَّتي يتمّ إجراؤها باستخدام شرائح الدماغ على الحيوانات والمخاوف والضوابط المحتملة الَّتي يمكن وضعها لإنشاء إطار آمن وأخلاقي لمثل هذه العمليّات. ويختتم هذا الجزء من البودكاست بمناقشة موجزة لكيفية تأثير رقائق الدماغ على القوى العاملة والأفكار المطروحة في كتاب يوفال هراري، “Homo Deus”.
ينقل لنا دكتور عمرو بعد ذلك جزء من تجاربه في دراسة الدكتوراه أثناء عمله في شركة Yahoo، حيث أسّس شركة VivaSmart ولاحقًا Cloudera التي حلّت مُشكلة توسيع المعلومات داخل النظام بشكلٍ سريع. ويخبرنا أيضًا عن بيع Cloudera وتحوّلها إلى شركة خاصة ولماذا قرَّر الانتقال إلى Google بدلاً من تأسيس شركة ناشئة أخرى. وأخيرًا، يُشير إلى أهميّة الانتهاء من العمل الحالي قبل البدء بمشروعٍ جديد.
اقرأ أيضًا: كيف أبدأ البودكاست الخاص بي؟ | دليل البودكاست الشامل
وفي خِتام البودكاست، يروي دكتور عمرو قصة دواء يُدعى مونجارو، وهو عبارة عن حقنة تساعد في إنقاص الوزن عن طريق تقليل الشعور بالجوع. ويذكر أنّه تمت الموافقة على هذا الدواء من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) بمُساعدة الذكاء الاصطناعي، ممّا يُوضح حجم الدور الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي في المُستقبل. ويُعرب في النهاية عن تفاؤله بشأن المستقبل وإمكانات الذكاء الاصطناعي في إيجاد علاجات جديدة للبشر.
استعرض دورات البودكاست وتعلَّم كيفية إنشاء وتطوير محتوى فريد يُمكن أن يجذب انتباه جمهورك. دورات البودكاست
