الثلاثاء, ديسمبر 10, 2024
Homeالربح من الانترنتتلخيص قصة بائعة الكبريت | بين البرد القارس والأحلام الدافئة

تلخيص قصة بائعة الكبريت | بين البرد القارس والأحلام الدافئة

بائعة الكبريت هي قصّة قصيرة كتبها المؤلف الدنماركي هانز كريستيان أندرسن، ونُشرت لأوّل مرّة عام 1845. وتُعد هذه القصّة واحدة من أكثر القصص القصيرة تأثيرًا، فهي تترك طابعًا من الحزن على قلب كل من يقرأها، حيث تُسلِّط الضوء على الطبيعة القاسية للفقر.

ويكمن سحر هذه القصّة في قدرتها على نقلنا إلى أحلام الفتاة وتطلعاتها، رغم أن قسوة واقعها لا تزال حاضرة على الدوام. ومن خلال الإضاءة السريعة لكل عود ثقاب، تُمنح لحظات عابرة من الراحة والفرح، وتتصور عالمًا مليئًا بالحب والراحة والدفء العائلي. لكن، ومع انطفاء أعواد الثقاب، نتذكر هشاشة وجودها وعودتها الوشيكة إلى ظروفها القاتمة.

اقرأ المزيد من القصص القصيرة ذات العبر والدروس العميقة على فرصة.كوم اقرأ جميع القصص

في هذا المقال، نُقدّم تلخيصًا سريعًا لقصّة بائعة الكبريت الشهيرة التي مرّت على طفولتنا جميعًا ولا شكّ أنّها قد أثّرت فينا بشكلٍ أو بآخر. وبالرغم من أنّها مُجرّد قصّة خياليّة، إلا أنّها مُستوحاة من ملايين الأطفال حول العالم الذين دفعهم الفقر إلى ترك طفولتهم الجميلة والعمل للحصول على الرزق. 

انضم إلينا ونحن ننغمس في الجمال المؤلم لقصّة بائعة الكبريت ونستكشف الدروس العميقة التي تقدمها. سوف نجتاز أعماق اليأس وقمم الأمل، ونخرج بإحساس مُتجدِّد بالرحمة والتعاطف والمسؤوليّة لإحداث تغيير في حياة الآخرين.

اقرأ أيضًا: 3 قصص من أجمل قصص الأطفال لترويها لهم قبل النوم

تلخيص قصة بائعة الكبريت

في ليلةٍ عاصفةُ شديدة البرودة، كانت تتجوّل في الشوارع فتاة فقيرة هزيلة الجسد، وعارية الرأس والقدمين. صحيحٌ أنّها كانت ترتدي زوجًا من النعال عندما غادرت المنزل، لكنّه لم يكن ذا فائدةٍ كبيرة. وقد ازداد الأمر سوءًا عندما فقدت الطفلة الصغيرة المسكينة حذاءها أثناء الركض عبر الشارع لتتجنّب الاصطدام بعربتين كبيرتين كانتا تسيران بسرعة. لم تتمكّن الفناة من العثور على أحد النعال، بينما أمسك صبي بالآخر وهرب به.

بائعة الكبريت

وهكذا واصلت الفتاة الصغيرة سيرها بقدميها الصغيرتين العاريتين، اللتين احمرّتا وازرقّتا من البرد في محاولةٍ لبيع أعواد الثقاب – مصدر رزقها الوحيد. كانت تحمل في مئزرها القديم عددًا من أعواد الثقاب، وفي يديها حزمةٌ منها. لم يشترِ أحد منها شيئًا طوال اليوم، ولم يُعطِها أحدٌ حتى فلسًا واحدًا. لقد كانت صورة البؤس والجوع والضعف واضحة على وجه الفتاة، بينما كانت تتساقط ندفات الثلج على شعرها الطويل الأشقر المُتدلي على شكل خصل على كتفيها.

اقرأ أيضًا: ويلي ونكا ومصنع الشوكولا: القصة الحقيقية على أرض الواقع!

كانت الأضواء تسطع من كل نافذة، وكانت هناك رائحة لذيذة من الإوز المشوي، لأنّها كانت ليلة رأس السنة، وكان الجميع ينعم في بيته بالطعام اللذيذ. وبالرغم من هذا البرد، لم تجرؤ الفتاة على العودة إلى المنزل، لأنّها لم تبع أي أعواد ثقاب، ولم تستطع أن تأخذ إلى المنزل حتى فلسًا واحدًا من المال، ومن المُؤكَّد أن والدها قاسي القلب سيضربها. 

لقد كان الجو باردًا في منزلها كما هو الحال دائمًا، إذ لم يكن لديهم سوى السقف الذي يُغطِّيهم، والذي تعوي من خلاله الريح، وتملؤه الثقوب التي يسدها بالكاد قطع من القش والخرق البالية. لذلك، لم يكُن المنزل خيارًا جيدًا على أي حال! كانت يداها الصغيرتان مُتجمدتين تقريبًا من البرد. آه! رُبّما يكون عود الثقاب المُحترق مفيدًا بعض الشيء في هذا البرد. قامت الطفلة بسحب حزمة من عيدان الكبريت لتُشعلها فقط لتدفئة أصابعها. 

سحبت بائعة الكبريت واحدة وأشعَلتها والتي أعطتها ضوءًا دافئًا ومُشرقًا، مثل شمعة صغيرة. لقد كان ضوءًا رائعًا حقًا. بدا للفتاة الصغيرة أنّها تجلس بجوار موقد حديدي كبير، بأقدام نحاسيّة مصقولة ومُزخرفة، لدرجة أن الطفلة مدت قدميها كما لو كانت تقوم بتدفئهما أمام الموقد. لكن للأسف، تفيق الفتاة على انطفاء شعلة عود الثقاب، واختفاء الموقد الذي تخيّلته، ولم يكن في يدها سوى بقايا عود الثقاب نصف المُحترق.

تصفّح المزيد: 20 قصة قصيرة ذات دروس قيمة

بائعة الكبريت

فركت الفتاة عود ثقاب آخر على الحائط فاشتعلت فيه النيران، وسقط ضوءه على الحائط، وهنا بدأت الطفلة بالتخيُّل من جديد حيث تخيّلت أنّها ترى من خلال الحائط غرفةً دافئة بها طاولة مُغطّاة بمفرش أبيض ثلجي، كان عليه حفل عشاء رائع، وإوزّة مشوية مُدخّنة. والأمر الأكثر روعة هو أنّ الإوزة قفزت من الطبق وتمايلت على الأرض تحمل سكّينًا وشوكة في صدرها للفتاة الصغيرة. 

وقبل أن تبدأ الطفلة في الأكل، انطفأ عود الثقاب، ولم يبقَ أمامها سوى الجدار السميك الرطب البارد. أشعلت عود ثقابٍ آخر، ثم وجدت نفسها جالسةً تحت شجرة عيد الميلاد الجميلة. لقد كانت أكبر حجمًا وأكثر جمالًا من أي شجرة ميلاد رأتها من قبل، لكن قبل أن تمد الطفلة الصغيرة يدها نحوها، انطفأ عود الثقاب.

إليك أيضًا: قصص قصيرة معبرة

فركت الطفلة عود ثقابٍ جديد على الحائط مرةً أُخرى، وأشرق الضوء من حولها. في هذا الضوء، تخيّلت جدتها العجوز، مُبتسمةً ومُشرقة. صاحت الصغيرة: “يا جدتي، خذيني معكِ، أعلم أنّك ستذهبين بعيدًا عندما يحترق عود الثقاب؛ سوف تختفي مثل الموقد الدافئ، والإوزة المشوية، وشجرة عيد الميلاد الكبيرة”. وأسرعت بإشعال حزمة أعواد الثقاب بأكملها، لأنّها أرادت إبقاء جدّتها هناك. وتوهّجت أعواد الثقاب بضوءٍ أكثر سطوعًا من ضوء الظهيرة، ولم تظهر جدتها من قبل بمثل هذا الحجم والوضوح والجمال. 

أخذت الجدة الطفلة بين ذراعيها، وطارا كلاهما إلى الأعلى في بهاء وفرح بعيدًا عن الأرض، حيث لم يكن هناك برد ولا جوع ولا ألم، لأنهما كانا مع الله.

في فجر الصباح، ترقد الطفلة المسكينة، ذات الخدود الشاحبة والفم المُبتسم، متكئةً على الحائط، لقد تجمّدت حتى الموت في الليلة الأخيرة من العام، قبل أن تشرق شمس العام الجديد! رآها الناس وهي لا زالت في وضع الجلوس، مُمسكةً في يدها بأعواد الثقاب، التي احترقت حزمةٌ واحدةٌ منها، لكنّهم لم يروا أحد الأشياء الجميلة التي رأتها وحلمت بها في يوم رأس السنة الجديدة!

اقرأ أيضًا: قصة نجاح قصيرة: لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس

الهدف من قصة بائعة الكبريت | الدروس والعبر المستفادة من القصة

بائعة الكبريت

تحمل قصة بائعة الكبريت العديد من الدروس الملهمة التي يمكننا استخلاصها، ومنها ما يلي:

1- الرحمة والتعاطُف

تُؤكِّد القصّة على أهمية التحلي الرحمة والتعاطف تجاه من هم أقل حظًا. إنّ قلة تعاطف المارّة مع الفتاة كانت سببًا في معاناتها ومةتها في النهاية. فالقصّة بمثابة تذكير بأن نضع في اعتبارنا مُعاناة الآخرين وأن نُقدّم لهم يد المُساعدة.

2- حقيقة الفقر القاسية

يُصوِّر الكاتب أندرسن بوضوح الحقيقة القاسية للفقر، وخاصةً في حالة الأطفال الصغار الذين يضطرون إلى تحمُّل ظروف قاسية. تشجع القصة القراء على التفكير في القضايا المجتمعية المتعلقة بالفقر والنظر في مدى تأثير اللامبالاة على الأشخاص الفقراء..

اقرأ أيضًا: قصة قصيرة مؤثرة: الموت الاسود و ملاكه الحزين

3- قوة الخيال

بالرغم من البرد وقسوة الجو، تجد الفتاة الصغيرة العزاء في مخيلتها، حيث تستخدم أعواد الثقاب لتخلق عالمًا من الدفء والسعادة. وهذا يسلط الضوء على مرونة الروح الإنسانيّة وقدرة الخيال على توفير الراحة في ظل الظروف الصعبة.

اطّلع أيضًا: إيلين: قصة قصيرة عن الصبر والمثابرة

4- تقدير نعم الحياة

تحُث القصة القُرّاء على تقدير نعم الحياة مهما كانت بسيطة بالنسبة لهم، وألا يعتبروا هذه النعم حقًا مُكتسبًا. إنّ التناقض الصارخ بين أحلام الفتاة عن البيت الدافئ والواقع القاسي لوجودها هو بمثابة تذكير لتقدير ما يملكه المرء.

5- عواقب الأنانيّة واللامبالاة

تُوضِّح القصّة العواقب المأساوية الناجمة عن اللامبالاة المُجتمعية، وتُبين كيف أنّ عدم الاهتمام من قبل المارة تسبّب في وفاة الطفلة المسكينة، مما يُسلِّط الضوء على تأثير الإهمال الجماعي على الأفراد المُحتاجين.

اقرأ أيضًا: قصص نجاح ملهمة لشخصيات مشهورة

استكشف إمكاناتك الحقيقية، وقم باتخاذ القرارات المهنية الصائبة من خلال جلسات فرصة الاستشارية مع متخصصين في مجالات التوظيف والتدريب. ابدأ الآن

كانت هذه هي قصة بائعة الكبريت؛ الشَّخصيَّة الخياليّة التي تركت أثرًا في طفولة الكثيرين منّا، ولا تزال تؤثّر فينا حتّى يومنا هذا؛ فهي مثال على أهميّة التعاطف فيما بيننا، وكيف أنّ الرحمة هي صفة لا غنى عنها لنستطيع جميعًا التَّغلّب على صعوبات الحياة.

كما يُمكنكم أن تقرأوا العديد من القصص المُلهمة من خلال قسم القصص القصيرة على موقع فرصة، ولا تنسوا الاشتراك في الموقع ليصلكم كل جديد.

اقرأ أيضًا: قصة هيلين كيلر | الطفلة المعجزة

اقرأ أيضًا: قصص قصيرة من التراث العربي

اقرأ أيضًا: قصص شخصيات عربية مشهورة: ابن بطوطة

المصدر: americanliterature

مقالات ذات صلة

الأكثر شعبية

احدث التعليقات

error: Content is protected !!