الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeالربح من الانترنتالمتشرد الذي وصل إلى العالمية

المتشرد الذي وصل إلى العالمية

لا بُدّ أنَّنا قد سمعنا ولو لمرَّة واحدة عن إحدى العلامات التِّجاريَّة الضَّخمة الَّتي تُقدَّر ببلايين الدّولارات، وبالتأكيد أنّ معظمنا قد أصابته الحيرة حول التّاريخ الذي صنعته هذه العلامات التجارية، والمكان الذي بدأت منه، إلى أن أمتلكت اسمًا، عالميًا وصنعت ثروة الهائلة. 

اقرأ المزيد من القصص القصيرة وقصص النجاح الملهمة والمعبرة على فرصة. اقرأ الآن

إحدى هذه العلامات التجارية هي علامة لويس فيتون، التي يعرفها جميع روّاد الأزياء والموضة، ولكن من هو صاحبها في الأساس؟ وكيف كانت حياته في السابق؟ وكيف وصلت هذه العلامة إلى الثَّروة الهائلة والشّهرة الواسعة؟ 

ستتعرف في هذا المقال على مؤسس شركة لويس فيتون وحياته منذ أن بدأ كمتشرّد بلا عمل أو مأوى إلى أن أسَّس علامة تجاريَّة ضخمة تحمل اسمه، والَّتي أصبحت بعد ذلك العلامة التجارية التي يتعامل بها الملوك والشَّخصيّات المُهمّة حول العالم.

اطّلع الآن على بعض الأسرار التي لا تعرفها عن  الشعارات العالميَّة  المشهورة

اقرأ المزيد: كيف تنقل مشروعك إلى السوق العالمي | تجربة Netflix

من هو لويس فيتون؟

مأوى لويس فيتون

بدأت قصة لويس فيتون (أو لوي فيتون) في القرن التاسع عشر، كمراهق يبلغ من العمر 16 عامًا يعيش بلا مأوى ولا طعام، وكل ما يحلم به هو تحقيق طموحه وامتلاك ثروة كبيرة.  

ولد لويس عام 1821، في حي أنشاي في فرنسا. كان والده يعمل كمزارع وصانع قبعات، ونظرًا للظروف الصعبة التي كانت تمرّ بها عائلته والبلاد بأكملها في ذلك الوقت، فقد اضطرّ لويس للعمل منذ أن كان في سنّ صغير في مزرعة والده، حيث كان يزرع ويحصد ويعتني بالحيوانات، ويجمع الحطب للتدفئة. عندما بلغ لوي فيتون سنّ العاشرة ازدادت الأمور سوءًا في حياته، فبعدما تُوفيت والدته تزوج والده بإمرأة أخرى، وكانت زوجة أبيه تعامله بقسوة فتحولت حياته إلى جحيم. 

وعندما بلغ لويس سن الثالثة عشر، غادر منزله وتوجه إلى باريس، وحين وصوله إلى هناك بدأ بالعمل مع الحرفيين، فتعلَّم أن يتعامل مع المعادن ،والصُّخور، الأقمشة والخشب. ولكنَّه لم يكن يملك المال الكافي للحُصول على الطعام والمأوى، فأصبح واحدًا من المُتشرّدين، ينام في الغابات. 

اقرأ أيضًا: أكبر 5 تحديات تواجه العلامات التجارية العالمية

اقرأ الآن: 46 نصيحة ومقولة لتطوير الذات وتحقيق النجاح

عمل لوي فيتون في صناعة الصناديق وحقائب اليد

صناديق وحقائب يد

بدأ لويس فيتون في عام 1837 تدريبه في صناعة الصناديق التي تستخدم لتخزين الممتلكات والبضائع ونقلها، وكان يبلغ من العمر حينئذ ستة عشر عامًا. وخلال وقت قصير من عمله هناك، لفتت موهبته الانتباه، فقد لاقت الصَّناديق الَّتي يعمل على صنعها إعجابًا كبيرًا من الزَّبائن. وفي عام 1854، وبعد سبعة عشر عامًا من التَّدريب والعمل الجاد، وبعدما قام بصقل مهاراته، عيَّنه إمبراطور فرنسا في ذلك الوقت، بوصفه صانع الصناديق الرَّسميّ له، ولم يمضِ على تعينه أكثر من عام واحد حتّى افتتح لويس ورشته الخاصّة لصناعة الصناديق في باريس.

في ذلك الوقت كانت صناديق الأمتعة تُصنع بطريقة تقليديّة؛ بشكل مُربع وكان غطائها على شكل قبة، كما كانت تُصنع من الجلد، فكان من الصعب تكديسها فوق بعضها البعض، كما أنه في تلك الفترة كان الأشخاص يسافرون بشكل أساسي في عربات الخيول، أو السّفن، فكانت الحقائب كثيرة التَّعرُّض للمياه وكان من الضّروري تكديسها فوق بعضها البعض، لذلك كانت لدى لويس أفكار جديدة تتعلق بحل هذه المشكلات.

لقد استطاع أن يبتكر طريقة جديدة لصناعة الصناديق غيَّرت مقاييس الصّناعة التقليدية؛ حيث جرَّب لويس خامات كثيرة بدلاً من الجلد لصناعة الصناديق، ووجد حينها أن أفضل خامة هي القماش، فمقارنة بالجلد، يُعدّ القماش أخفّ وزنًا وأكثر صلابة ومقاومة للمياه. أمّا شكل الصناديق فسيكون مُربعًا بأغطية مسطحة، ممَّا يجعل تكديسها فوق بعضها البعض أسهل، كما أنها قد كانت تصنع باللون الرمادي ممّا كان يجعلها تبدو حديثة وعصرية أكثر. وبذلك أصبحت منتجات لويس فيتون هي نقطة البداية لظهور جيل جديد من حقائب السفر. وخلال عامين من انتشار الحقائب التي صنعها لويس، تَحوَّلت الحاجة إلى هذه الحقائب من أجل نقل الأمتعة خلال السفر إلى (إكسسوار) ضروري يقتنيه النبلاء من المجتمع.

عندئذ قام لويس باختراع شكل جديد أصغر حجمًا من هذه الصناديق، وانتشرت حينها صناعة حقائب اليد، حيث لم تكن معروفة بشكل واسع بين الناس قبل ذلك، إلى جانب أنها كانت تصنع بأحجام ضخمة، وغير منمقة، فقام لويس بصناعة حقائب اليد من القماش أيضًا، إيمانًا منه بضرورة هذه المنتجات، تحديدًا بالنّسبة للنّساء. فكانت تتم صناعتها بأشكال جاذبة تتناسب مع موضة العصر لتنال إعجاب المرأة وتقوم بتنسيقها مع ملابسها. 

اقرأ أيضًا: المعايير العشرة لتحقيق النجاح

handbags

على الرَّغم من أنَّ حقائب الأمتعة التي كان يصنعها لويس في ذلك الوقت كانت تمتلك شعبيَّة كبيرة وإقبالاً شديدًا، إلّا أنَّه كان ينقصها أمر واحد لتكتمل، وهو أن تكون منيعة في حالة التَّعرُّض للسَّرقة من قِبل اللّصوص البارعين. عندها استعان لويس فيتون بخبرة ابنه جورج فيتون، الَّذي ابتكر بدوره فكرة تصميم قفل للحقائب لحمايتها من السَّرقة، وكان ذلك أشبه بثورة في عالم صناعة حقائب السفر. 

وفي عام 1859، نقل لويس ورشته إلى مدينة أسنيير- سور- سين الفرنسية، وتعدّ هذه المدينة رمزًا رئيسيًّا لتراث ماركة لويس فيتون، وهي نقطة الأصل لكل شيء ابتكرته دار الأزياء من قبل. وخلال تلك الفترة كان عدد الموظفين في الورشة عشرون موظفًا. 

إليك الآن قائمة بأفضل 10 كتب في التنمية البشرية!

انهيار حياة لويس فيتون وعودته لحياة التشرد

LV

في الوقت الذي كانت فيه عائلة فيتون تعيش حالة من التطور الكبير في عالم صناعة الحقائب، اندلعت الحرب الفرنسية البروسية، والتي على إثرها تدمر كل ما صنعه لويس، واضطر هو وعائلته لمغادرة باريس بسبب الخطر الذي أصبح يهدد حياتهم، فعاش مُجددًّا حالة من التَّشرّد، وسكن هو وعائلته في ملاجئ بين آلاف الأشخاص الذين كانوا بلا مأوى بسبب الحرب. كانت تلك أيامًا قاسية بالنسبة لعائلة فيتون حيث أنهم لم يجدوا الطعام بل وكانوا على حافَّة الموت بسبب الجوع. 

في عام 1971، وبعد انتهاء الحرب، استطاع لويس وعائلته أن يعودوا لموطنهم، ولكن لويس وجد أن الموادَّ الَّتي كان يستخدمها في صناعة منتجاته قد تعرَّضت للسَّرقة خلال الحرب، والورشة التي كان قد افتتحها قد تدمرت بالكامل، وكان ذلك أشبه بنكبة بالنسبة للويس فيتون والجهود التي بذلها من أجل الورشة.

اقرأ أيضًا: أشهر أقوال واقتباسات سقراط حول فلسفة الحياة

اقرأ المزيد: كيف يتخذ المدير التنفيذي لشركة امازون قراراته الصعبة ؟

العودة من جديد

لحسن الحظ أن لويس كان يدّخر بعض المال، فلم يضيّع الوقت وبدأ من جديد مرَّة أُخرى، وقام ببناء الورشة مجددًا، ولحسن حظّه أنَّ أسعار العقارات كانت قد انخفضت بشكل كبير بسبب الحرب،  فاستغل لويس هذه الفرصة واختار موقعًا جديدًا لورشته في أحد أحياء فرنسا الراقية.

خلال عِدَّة شهور من افتتاح الورشة، أخذت منتجات لويس بالازدهار مجددًا. وهذه المرة كانت الطَّلبات على التَّصاميم تصله من جميع أنحاء العالم، وأدرك لويس حينها أنه بحاجة لأن يجرب تصاميم أكثر جرأةً وابتكارًا من قبل.

لحسن الحظ أنه خلال عام 1972، كان هناك تقدُّم تكنولوجي، سمح بطباعة أشكال وأنماط مُتعدِّدة على القماش، فاستطاع لويس أن يرسم بعض الخطوط على الصَّناديق التي كان يصنعها، وأصبحت تمتلك شكلًا جديدًا، ودفع ذلك جميع الأشخاص للرَّغبة في اقتناء هذا الشَّكل الجديد حتى يُظهروا بأنهم يتّبعون الموضة وأشكال الصناديق العصرية. كان الأمر مفيداً أيضًا بالنسبة للويس، حيث أنَّ هذا الشكل الجديد كان كفيلًا لأن يمنع أحد المنافسين من سرقة أفكاره، فتبدو تصاميمه وكأنها فريدة من نوعها. 

في عام 1885، وبعدما ازدادت الطَّلبات على تصاميم لويس عالميًا، قام بفتح متجر آخر لمنتجاته في لندن، ونتيجة لذلك أصبح هناك تنوع في أنواع الزبائن بين ملوك ورؤساء ونبلاء من جميع أنحاء العالم ممّن يفضّلون تصاميم لويس فيتون عن غيرها. ومنذ ذلك الحين أصبحت تصاميمه تتواجد في معظم بيوت الطّبقات الرّاقية من المجتمع. 

إليك الآن هذا االمقال في حال كٌنت تريد أن تعرف كيف تعثر على هدفك في الحياة

اقرأ المزيد: ما هي أغلى العملات في العالم؟

وفاة لويس فيتون المفاجئة

LV catalouge

في عام 1892 قام لويس فيتون بإصدار (كاتالوج) خاصّ بمنتجاته، وكان يضمّ جميع تصاميمه؛ وذلك ليجعل عملية طلب تصميم معين من قبل الزَّبائن أسهل. فكانت تلك حركة مبتكرة صعدت بمنتجاته لمرحلة متقدمة، ولكن خلال هذه السنة نفسها حدث ما لم يكن بالحسبان! فقد فارق لوي فيتون الحياة فجأة في منزله، وقد كان يبلغ حينها ما يقارب 71 من العمر، ولا تزال أسباب وفاته غير معروفة حتى الآن. 

تولى بعدها الابن جورج فيتون مكان والده ليكمل هو بناء علامة أبيه التّجاريَّة، ويسير على نهجه.

اقرأ المزيد: 8 نصائح لنجاح الشركات الصغيرة مقدمة من شركة Radium2

دور جورج فيتون في تطوير ماركة لويس فيتون

LV pattern

 لم يترك جورج فيتون الوقت يفوته أبدًا بعد وفاة أبيه، فسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتابع هناك المعرض الدولي فأدرك حينها من خلال الخبرة التي اكتسبها هناك أنه يحتاج لتكوين شبكة مبيعات عالميَّة، فعمل مع أحد الأشخاص، ومعًا ابتكروا فكرة البطاقة الَّتي يكتب عليها سعر المنتج، وبعدها بدأت المنتجات تُباع في متجر لويس فيتون الجديد في نيويورك.

كان جورج فيتون أول شخص يبتكر العلامة التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث قام بابتكار شكل خاصّ يرمز لماركة لويس فيتون؛ نمط من الورود وبينها رمز الحرفين ((L,V بشكل متشابك، وهي الحروف الأولى من اسم والده Louis Vuitton الَّذي أصبح فيما بعد الاسم الرَّسمي للعلامة التجارية، وكان ذلك تخليدًا لذكرى والده. 

كان وضع علامة تجارية تَضمَّن اسم المُصمّم على المنتجات أمرًا غريبًا جِدًّا بالنِّسبة للزَّبائن، فكانت العادة حينها أن يقوم الزبون بنقش اسمه أو الحروف الأولى منه على الحقائب التي يقتنيها، ولكن الزَّمن تغيَّر وأخذت تصاميم لويس فيتون بالانتشار أكثر فأكثر. 

اقرأ المزيد عن أساسيات التخطيط المالي السليم: بناء الميزانية الشخصية

تعرّف الآن على ماهية الوعي بالذات وكيف تطوره

ماركة لويس فيتون بعد القرن التاسع عشر

Louis Vuitton store

بعد أن تُوفي جورج فيتون، انتكست علامة لويس فيتون مرة أخرى، بسبب الحرب العالمية الثانية، وحينها تولى غاستون فيتون مهمة إعادة بناء العلامة التّجاريَّة مرَّة أخرى بعد الجهود التي بذلها أبوه وجده. تم إغلاق جميع متاجر ومصانع لويس فيتون بسبب الحرب، وبعد انتهائها عام 1946، عادت المنتجات تكتسح الأسواق، وتوسعت متاجر لويس فيتون لتصل إلى الجانب الآسيويّ من العالم وأصبحت مبيعات العلامة تُقدَّر ببلايين الدولارات. 

الآن وبعد مرور أكثر من مئة عام، تعدّ ماركة لويس فيتون أضخم علامة تجاريَّة على مستوى العالم، وتُقدَّر مبيعاتها بما يعادل 30 بليون دولار. وقد تعددت منتجاتها لتشمل السّاعات والنّظارات الشّمسيّة والمجوهرات، والأحذية، وأصبحت هي العلامة التجارية المفضلة لدى العديد من مشاهير العالم. 

وأنت إن كنت ترغب في بدء مشروعك الجديد فإليك 12 فكرة لمشاريع تجارية ناجحة | ابدأ مشروعك الخاص الآن!

العبرة المستفادة من قصة لويس فيتون

كانت هذه هي قصة لويس فيتون المتشرد الذي وصل إلى العالمية، بعدما كان مراهقًا بلا مأوى أو طعام. حيث لم توقفه وفاة والدته أو فقره عن السَّفر وقطع مسافات كبيرة وهو يمشي على قدميه من أجل تحقيق طموحه في بناء علامة تجاريَّة تظلّ لامعة إلى يومنًا هذا، كما أنَّه لم يستسلم بعد أن فشل مشروعه في أوَّل مرَّة بسبب الحرب، بل ولم يستسلم أبناؤه وأحفاده عندما سقطت العلامة للمرَّة الثانية أيضًا بسبب الحرب العالمية الثانية، وكان هذا هو السبب في الوصول لهذا النجاح الكبير، لذلك تُعلِّمنا هذه القصة بأنَّه علينا أن نثابر ونحاول دائمًا حتّى نصل لأحلامنا وأهدافنا.

تعرَّف الآن على التَّخصّصات الجامعية وتخصصات المستقبل وما تشتمله من خلال موقع فرصة! تصفّح الآن!

تبقى الأحلام تبقى مدفونة في الظَّلام ما لم يتحرَّك أصحابها، والمشاريع ستفشل حتمًا إذا استسلم أصحابها عند أوَّل عقبة أو سقوط. فلا بُد للشَّخص أن يستمرّ في المحاولة مرّات عديدة حتى يصل إلى المكان الذي يريده حتى وإن كان ذلك يتضمن الوصول إلى العالمية. 

اقرأ ايضًا: خطوات تأسيس شركة في الولايات المتحدة بمساعدة منصة Clemta

اقرأ المزيد: 5 هوايات تحقق لك دخل إضافي أثناء الدراسة

يمكنك الآن الاشتراك في موقع فرصة لمتابعة الفرص والمقالات التي نقدمها أوَّلًا بأوَّل والَّتي تفتح لك المجال دائمًا لتُحقّق أهدافك مهما كانت تبدو بعيدة وصعبة المنال. 

المصادر: Louis Vuitton story, Lifestyle Asia

مقالات ذات صلة

الأكثر شعبية

احدث التعليقات

error: Content is protected !!